22 ديسمبر، 2024 6:30 م

ألاخلاق الطبية : هي مجموعة القيم التي يتحلى بها من يعمل في مهنة الطب , ويأتي في مقدمة تلك القيم مايلي :-
1-    ألالتزام بمفهوم أنسانية المهنة وعدم تغليب الجانب المادي أثناء الممارسة
2-    ألالتزام بالمحافظة على أسرار المرضى
3-    السعي الجاد لآظهار علمية المهنة على ماسواها من ألاعتبارات
4-    عدم التفريق بين المرضى مهما كانت ألاسباب
5-    أعتبار الوقت سواء في المستشفى أو العيادة الخاصة ملكا للمريض من حيث الفحص والتشخيص والعلاج
6-    العمل على أظهار الصداقة والمودة الحقيقية مع المريض
7-    عدم الظهور مع المريض أو ألاقتراب منه لمن يعاني من أفراد الكادر الطبي وضعا نفسيا خاصا , حرصا على بقاء النظرة القائمة على ألاحترام بين المريض وطبيبه
8-    الحرص على الظهور بالمظهر الائق أمام المرضى
9-    ألابتعاد عن التدخين أثناء زيارة المريض أو اللقاء به أو معاينته , وذلك لمن يدخن من ألاطباء والكادر الطبي
10-                      عدم ممارسة التسقيط أو التشهير بالزملاء ألاطباء أمام المريض ممن أشتركوا في تشخيص وعلاج المرض حتى لو أخطأوا 
هذه أهم القيم التي تعكس ألاخلاق الطبية وتترجمها الى ممارسات عملية مما يجعل المهنة منفتحة على المجتمع وتحظى بأحترامه نأمل من الكادر الطبي : أساتذة , وأطباء , وكوادر طبية في مختلف ألاختصاصات , أن يترجموا مفهوم ألاخلاق الطبية عمليا حرصا على سلامة المهنة من التجريح الذي تتعرض له اليوم والذي أصبح يشكل حاجزا نفسيا بين أغلب المرضى ومعهم أغلب المواطنين مع أغلب ألاطباء مما ينعكس سلبا على الجسم الطبي كما نأمل من المؤسسات الصحية في وزارة الصحة ونقابة ألاطباء وأطباء ألاسنان والصيادلة أن تعمل جاهدة لآشاعة مفهوم ألاخلاق الطبية والتأكيد عليه من خلال ندواتها ومؤتمراتها ونشراتها ألاعلامية من مجلات ودوريات وبيانات .
كما نأمل أن تولي كليات الطب لمادة ألاخلاق الطبية أهمية أكاديمية أستثنائية ليس من حيث المادة وتفاصيلها التي تتعلق بدراسة ألاخلاق الطبية كمنهج علمي يحظى بأولوية في صناعة شخصية الطبيب وهذا يعود بنا حتى الى طريقة ترشيح وقبول الطلاب المتقدمين لدراسة الطب وأن لايعتمد على درجات المعدل فقط وأنما يجب أن تدرس السيرة الشخصية من خلال مقابلة خبراء لغة الجسد وألاشارات أثناء المقابلات الحصرية للانتماء الى كلية الطب حتى نضمن كادرا طلابيا قابلا لصناعة مشروع طبيب المستقبل ويبقى على وزارة الصحة ونقابة ألاطباء مسؤولية مواجهة التحدي الخطير الذي تتعرض له مهنة الطب من حيث المستوى العلمي الذي بسببه صار المرضى تتلاقفهم مكاتب السمسرة للعلاج بالخارج غير مقدرين خسارة الوطن على مستوى السمعة وعلى مستوى الدخل القومي أو الوطني وأهمية ذلك في مشاريع التنمية والتخطيط , ومن حيث المستوى المهني الذي تتعرض له مهنة الطب في العراق من تراجع لاتنفع معه التبريرات غير الواقعية وغير العلمية .
لقد كثر الحديث عن التراجع الذي وصلت اليه ألاخلاق الطبية في العراق حتى أصبح الحديث عن هذا الموضوع ضربا من المثالية التي لاتجد أذانا صاغية نتيجة ما ألفته من ممارسات بعيدة عن كل مايمت للآخلاق الطبية من صلة بالرغم من أن العالم من حولنا يعكس حرصا شديدا وواضحا في ألالتزام بمبادئ ألاخلاق الطبية يلمسها مرضانا الذي يسافرون للعلاج بالخارج ويلمس ذلك معهم مرافقوهم , كما يلمس ذلك ألاطباء العراقيون الذين يوفدون للخارج ولكنهم لايلتزمون بما شاهدوا من أخلاق طبية ملتزمة بما يلي :-
1- بالمستوى العلمي الذي يعكس التطور في أخر ما وصل اليه البحث وألآٍستنتاج العلمي من تحسين لمستوى الدواء والتقنيات الطبية .
2-  السعي الجاد لخدمة المريض
3-  الحرص الشديد على أظهار أخلاقية مهنة الطب
4-  أنعدام طغيان الحس المادي في التعامل مع المريض مع أن ألاجور في تلك الدول مرتفعة ولكنها تؤخذ بطريقة لاتؤثر على أخلاقية المهنة الطبية ويعوضها ويطغى عليها سلوك ألاطباء والكوادر الطبية وكل العاملين في ألادارة .
وموضوع عدم وجود أخلاق طبية في ممارسة مهنة الطب في العراق أصبح حديث الناس , وألاستثناء نادر وموجود ولكنه ضائع ومهمش نتيجة مايلي :-
1-  عدم وجود جاهزية عند وزارة الصحة كجهة مسؤولة عن الوضع الصحي في العراق للتعامل مع هذه الظاهرة كتحدي يفرغ كل جهودها من أجل واقع صحي معافى
2-  عدم وجود تحرك حقيقي لنقابة ألاطباء في العراق لرفض وأدانة ظاهرة أنعدام ألاخلاق الطبية في المستشفى والمركز الصحي وفي العيادات الخاصة .
3-  شلل أجهزة الرقابة الصحية وأنزواءها في مكاتبها نتيجة لمايلي :-
أ‌-     تدخل أعضاء مجلس النواب في عملها
ب‌-                      تدخل مسؤولي المحافظات في عملها
ت‌-                      تدخل أعضاء مجلس المحافظة في عملها
ث‌-                      تدخل المكاتب الحزبية التابعة لآحزاب السلطة في عملها
وهذه ألاسباب والعوامل هي التي ساعدت على أستمرار تدهور ألاخلاق الطبية في العراق , ثم أنها من الوضوح بحيث لاتحتاج الى دليل .
ومما يساعد على عدم توفر المناخات الملائمة للآصلاح هو وجود أدارات في المؤسسات الطبية ضعيفة وغير مؤهلة مما جعلها ذات صفة طفيلية منافقة , تتشبث بالبقاء في مواقعها ألادارية على حساب المهنة الطبية وأخلاقياتها , وعلى حساب التنظيم ألاداري وفن ألادارة , وعلى حساب الجودة وألانتاجية التي تكاد تكون شبه معدومة , وكل التقارير التي ترفع خلاف ذلك هي لاتنقل الواقع ومن الشوهد على ذلك :-
1-  وجود ألادارة بالوكالة وبقائها مشلولة لآنها لاتعرف متى تغير ويشترك في هذه المسؤولية كل أحزاب السلطة الذين وضعوا في مكاتبهم أفراد شبه أميين راحوا يتحكموا بأدارات مؤسسات الدولة وفي غياب حكومي شبه تام
2-  ترشيح أطباء غير مؤهلين وغير كفوئين من قبل أحزاب السلطة لآدارة المؤسسات الصحية والتعمد على أقصاء أصحاب الكفاءات من ألاطباء لا لشيئ ألا لآنهم لايأتمرون بمايريدون وتلك هي الخيانة الكبرى التي أدت الى تدهور النظام وألادارة الصحية وأخلاقياتها في العراق وهؤلاء جميعا يجب أن يحاسبوا بلا أستثناء لما تتسببوا به من كارثة صحية في العراق , وعليكم أن تعلموا أن أغلب دوائر الصحة في العراق شاغرة منذ سنوات وكل المرشحين من قبل مكاتب ألاحزاب هم غير مؤهلين وهناك مراوحة مستمرة والدوائر الصحية تعمها الفوضى لعدم وجود مستلزمات تنظيم العمل من تغطية مالية وتقنيات لذلك تعم الفوضى وتطغى ظاهرة أنعدام ألاخلاق الطبية .

* رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
رئيس لجنة البحوث الطبية
رئيس لجنة أخلاقيات البحث الطبي