22 نوفمبر، 2024 4:19 م
Search
Close this search box.

ألاثار المحتملة لسياسة ترامب على العراق؟؟

ألاثار المحتملة لسياسة ترامب على العراق؟؟

ان سيناريو فوز الملياردير تاجر العقارات دونالد ترامب بمنصب رئيس الولايات الامريكية يذكرنا وكأن التاريخ يعيد نفسه بسيناريو فوز الممثل السينمائي الوسيم رونالد ريغان عن الحزب الجمهوري بمنصب الرئاسة عام 1981 على منافسه الرئيس الديمقراطي جيمي كارتر بأعتباره من اليمين المتشدد(الصقور) و قدم وعود انتخابية جديدة وغير مألوفة مثل حرب النجوم ومنع الاجهاض وتدريس الديانة المسيحية الانجيلية وتغيير العقيدة الفكرية والعسكرية والانتقال الى مبدأ وأد العدوان قبل وقوعه أو الذهاب الى منطقة الخطر؟؟ بعد أن شهد العالم أنذاك أحداث تأريخية مثل زيارة الرئيس المصري الراحل السادات عام 1977 الى أسرائيل وأعلانه الصلح معها, وأنتصار الثوره الايرانيه عام 1979وسقوط نظام الشاه. والاحتلال السوفيتي لأفغانستان عام 1979, وأندلاع الحرب الايرانية العراقية عام 1980, وحدوث مشاكل داخلية في السعودية تمثلت بأحتلال الحرم المكي لأسابيع عدة من قيل جماعة جهيمان العتيبي 1980 ولم تنتهي العملية إلا بعد تدخل القوات الخاصة الفرنسية.
ومن نتائج سياسة أمريكا في عهد رونالد ريغان احتلال دولتي غرينادا و بنما ومحاصرة نيكاراغوا ودعم التمرد فيها وسقوط نظامها اليساري؟؟ وقصف ليبيا واجتياح إسرائيل للبنان 1982وخروج منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت ونفيها الى تونس, والخروج المذل للسوفيت من أفغانستان 1989 وتوحيد ألمانيا وسقوط الأنظمة الشيوعية في أوربا وتفكك الاتحاد السوفيتي 1991 وإنشاء الدرع الصاروخية. و فضيحة الكونترا عندما سعت إدارة ريغان إلى تسليح ايران والعراق بغية إطالة أمد الحرب بينهما التي امتدت ثمان سنوات وتداعياتها معروفه.
اليوم يأتي دور إدارة الرئيس ترامب في أعادة ترتيب السياسة الامريكية بعد حصول أحداث أوجدت واقع جديد في السياسة العالمية مثل تداعيات الاحتلال الامريكي للعراق وافغانستان و أحداث الربيع العربي وأنتشار ظاهرة الارهاب (داعش) في أجزاء واسعة من العالم وتداعياتها على ألامن والسلم العالمي. ومحاولة دول مثل السعودية وإيران للظهور كقوى مؤثرة في مجريات الإحداث الإقليمية.إضافة الى آراءه المثيرة للجدل بشأن منظمة التجارة العالمية ومنظمة غرب أسيا (شنغهاي) ووحدة الصين والدور الامريكي في حماية الامن القومي الاوربي,,,,الخ
1ـ لقد تميزت السياسة الأمريكية بشكل عام وفي الشرق الأوسط بشكل خاص بمبدأ المصالح ثابته والسياسة متغيره والمتغير فيها ينطوي على أمرين هما الاستدراج والصدمة وبين صدمة وأخرى يتشكل واقع حال جديد أكثر إيلاما وسوءا من سابقه. وعلى ضوء ما ترشح عن إدارة ترامب سوف لن تأتي بجديد تجاه كل القضايا والمشاكل الرئيسية في العالم , ومن الطبيعي عندما يتحدث عن التعاون وتوثيق العلاقات مع روسيا لا يقصد التعاون مع الاتحاد السوفيتي القطب الشيوعي المنافس ذات ألنزعه العدوانية تجاه أمريكا , وإنما يتحدث عن روسيا كدولة عظمى ديمقراطية ذات نزعة قومية تدير اقتصادها بنظام السوق…تربطها مصالح أحيانا تتقاطع وأحيانا تتلاقى, أما بخصوص القضية الفلسطينية كانت أمريكا وعلى الدوام حليف وداعم لإسرائيل ولولا الدعم الأمريكي لما بقيت القضية الفلسطينية معلقة لحد الان وكل ما سيأتي به ترامب هو أطلاق رصاصة الرحمة في فرص الحل الميتة وجعل إسرائيل في حل من كل التزام. وكذلك الأمر بالنسبة للعلاقة مع إيران التي تميزت بالتوتر والعدائية منذ انتصار الثورة الإيرانية عام 1979 التي أطلقت تسمية الشيطان الأكبر في الإشارة الى أمريكا ولحد ألان, وسواء الغي الاتفاق النووي معها أم لم يلغى إن النظام السياسي القائم فيها قوي يستمد قوته من أمرين الأول تماسك الشعب مع القيادة والثاني تنوع ومتانة الاقتصاد الإيراني فضلا عن سعة مساحة البلاد, قد تواجه ايران المتاعب في مناطق حدودية مع باكستان أو كردستان العراق بواسطة مجاميع بلوشيه أو كرديه خارجه عن القانون ولكن لن يستطيع أحد احتواء ايران أبدا لأمتلاكها أذرع سياسية وعسكرية أبعد من حدودها بأمكانها الرد وايذاء العدو. أما فيما يخص العلاقة مع السعودية فيمكن حصرها بمشكلة شكل النظام السياسي ففي الوقت الذي يشهد العالم متغيرات القرن الواحد والعشرين نجد نظام حكم وراثي مطلق (ثيوقراطي) يتحكم بمقدرات دولة وشعب بهذا الحجم؟؟؟ و هذا الأمر محرج للإدارة الأمريكية بسبب نظرة الداخل الأمريكي وموقف المنظمات الحقوقية حول العالم وللحكومة السعودية أيضا على حد سواء لذلك شرعت هذه الحكومة الى السعي لإيجاد البديل لمظلة الحماية الامريكية من خلال طرح رؤيتها لغاية عام 2030 والعمل أيضا على خلق محيط أقليمي ضعيف أو بمعنى أدق أنظمة حكم لا تمثل شعوبها؟؟ لتتجنب التأثير السياسي او المعنوي عليها ؟؟ ومن أجل تحقيق هكذا فكرة نجد تدخلها في اليمن وسوريا والعراق الذي تسبب في إزهاق أرواح مئات الألوف من المدنيين وتدمير مدن بأكملها تحت مسميات ومبررات مختلفة, وفي كل الاحوال ان العلاقة بين السعودية وأمريكا يشوبها الخلاف و ألاختلاف في الكثير من وجهات النظر في السنوات الأخيرة.
2ـ إن السياسة الأمريكية الحالية سوف لن تأتي بجديد و هي إمتداد طبيعي لسياسة تمتد لعقود مضت تبادل الأدوار فيها الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء. ولكن من المؤكد تمثل وجهها الأخر و تؤسس لعهد عدائي جديد سوف يشهده العالم من خلال تعزيز مكانة القوى السياسية المتطرفة في أوربا وتبني عقيدة فكرية جديدة أو تبني قواعد صراع جديدة مع القوى المنافسة وعلى وجه الخصوص مع الإسلام والمسلمين وكذلك أسس قواعد جديدة تنظم علاقاتها مع القوى التابعة لها والمنضوية ضمن مظلتها الامنية والعسكرية. و سيشهد العالم المضطرب أصلا اللامألوف؟؟ نعم من المؤكد اللامألوف؟؟ من المواقف والصراعات والمشاكل من أجل تشكيل عالم جديد في محاولة لفرضه على معارضيه, بدليل الدور والانحياز العلني الكبير الذي لعبته أجهزت الاستخبارات الامريكية ولأول مرة بتاريخها في إفشال مرشح لصالح أخر في الانتخابات عندما أعادة تسريب أو نشرت في اللحظات الحاسمة الوثائق المتعلقة بالبريد الالكتروني الخاص بكلنتون وغيره من الوثائق بقصد التشهير والتأثير على اختيار الناخب وتحاول نفس الأجهزة حاليا التشكيك في فوز ترامب وربط ذلك بالتدخل والقرصنة الروسية على البريد الالكتروني في أمريكا مما يدلل على إن أمورا مهمة وخطيرة سيتم تنفيذها قد يتطلب في حالة تعثرها التخلص من ترامب نفسه.
3ـ إن العراق الذي شهد أول الخلق وأول حضارة على الأرض وعلم الإنسانية التدوين قيل آلاف السنين, من المؤكد سيكون محور الصراع العالمي وأحد مفردات سياسته الغير عادلة. ومما لا شك فيه سينال نصيبه من المتاعب التي ستنجم عن السياسة الامريكية و أحتمال دخوله في دوامة صراع جديدة وطويلة قد تأتي نتيجة عملية تقسيم أو تفتيت للدولة العراقية أو من مكان غير بعيد بسبب تداخل المصالح السياسية والاقتصادية الإقليمية وانعكاساتها على الاوضاع الداخلية الهشة أصلا بسبب النسيج السياسي و الاجتماعي الذي وصف باللوحة الفسيفسائية لكثرة الألوان فيها .
وبالتالي يمكن القول أذا ما أريد للعراق أن يبقى موحدا ومستقرا وهو مصلحة جماعية في هذا الظرف تناسب مختلف التوجهات؟ يجب العمل بجدية ونكران ذات من أجل تحقيق هكذا هدف من خلال نظرة واقعية للحلول الدائمة و الراسخة بموجب قوانين تعزز الشراكة وتعمل على أشاعة مبادئ الديمقراطية و ردم الهوة بين المكونات و ترفع ثقل سلطة مسؤول من فئة معينة عن كاهل مواطن من فئة أخرى وإيجاد الارضية المناسبة لها بواسطة المزاوجة بين المركزية واللامركزية ففي الوقت الذي يحتاج البلد الى حكومة مركزية قوية تحتفظ بأدارة ثلاث ملفات
سيادية الدفاع والخارجية والثروتان النفطية والمائية يحتاج أيضا الى حكومات محلية مسؤولة عن أدارة التنمية الاقنصادية والاجتماعية ,,,,الخ.
والعمل على دعم الجيش كمؤسسة وطنية خالصة من حيث التسليح والتدريب وجعله مصدر أشعاع فكري وطني . والتأكيد أيضا على أنجاح وضمان حقوق الحشد الشعبي كمؤسسة وطنية مقاتلة رديف للجيش و جعله ممثلا لكل مكونات وأطياف المجتمع كما دافع عن العراقيين و بدون تمييز. والله مــــــن وراء القصد.

أحدث المقالات