23 ديسمبر، 2024 2:38 م

الهروب من الواقع ..أومن يخيل إليه نسيان تجربة مرة لحالة نفسية تعقدت مشاكلها.. فشل الحصول على فرصة عمل ..رسوب في اجتياز مرحلة دراسية.. التمييز العائلي والطبقي مما يولد إحباط قاتل.. كلها عوامل تساعد على التجاء البعض الى نوع من المهدئات تبدأ في مرحلة التأهيل من أصحاب الخبرة في تناول السكارة وشرب الكحول أو من أوحى له بذلك وحسنه ثم مرحلة التعاطي بتناول قليل من الحشيشة تعمل مفعول السحر ويشعر بالراحة..وعندما تتضخم الحالة وتعبر الى مرحلة الخطورة فتصبح إدمان .
لا شك تصبح هذه الحالة مرض مزمن وأغلب الدراسات تأكد على الفئات العمرية من 10الى 20سنة هي من تقبل على تعاطي [ الحشيشة والهيروين والكوكائين ] والاسباب الرئيسية التي تساعد على رواج هذه الحالة هي البطالة.. الصراعات.. والحروب التي تعرضت لها منطقة الخليج خاصة عندما يكون الحديث عن منطقتنا العربية والفلتان الأمني المصاحب عجلت بدخول المخدرات لبعض الدول الخليجية والعربية .. كذلك التربية العائلية الفاشلة والجو ألأسري العام في البيت له دور كبير في هذا المجال وكذلك طبيعة المجتمع المنحاز الى فترة الخدر والسكون فتتحول الى ظاهرة عامة .
أنتشرت المخدرات في ليبيا وتوسعت نتيجة الحرب الدائرة فيها من خلال عصابة تتاجر في مخدر { كبتاكون } و{الهيروين } مصدرها افغانستان وتضخم القات في اليمن حسب تقارير الامم المتحدة المعنية بالامر .والمدهش في الامر ان المغرب مرخص فيها زراعة الحشيشة وما يطلق عليها هناك تسمية {الكيف}وتصدرها الى أوربا لأسباب طبية وأخرى تجارية ويسهل تناولها وتبادلها في هذا البلد لتوفرها ورخص ثمنها .
في الخليج والسعودية ينتشر [الكبتاكون ] والقنب الهندي يعكس سلوكيات سلبية لشباب بطالة البطر والمال الذي طغى على التفكير والسلوك في الإدمان على المخدرات والانترنيت بعيد عن العلم والإنتاج ..هذا الترف الخليجي وسيلة للتنفيس والترويج في حرية شخصية بإعطاء أي مادة للجسم دون إيذاء الآخرين ..ولكن لماذا داعش عندما يخدر يفجر نفسه في الآخرين ؟ ..
في البصرة انتشرت هذه الظاهرة لقربها من دولت الكويت التي تعاني مع مثيلاتها دول الخليج لشيوع الادمان بشكل واسع وعلى نطاق ضيق في بغداد التي تحاول مستشفياتها المتخصصة اخراج المدمنين من هذه ألآفة والقضاء عليها.. ولا ننسى ما يحدث في الضفة والقطاع من أزمة في انتاج وضبط المخدرات التي يطلق عليها [نايس ] وصلت ان تشتكي العائلة رغم التحفظات الاجتماعية الكبيرة الى الشرطة للمساعدة في مكافحة هذه المشكلة وردع المدمن اضافة للبحث عن منظومة للعلاج في مصحات الإدمان.
اليأس عندما يقع يحسب شرا .. والخوف من يحمل لواء الهموم والحزين والجزوع وينقطع به حبل الحياة يهوي به الى القاع فيعيش أسير كآبة القلب الكسير .. ومهما تعددت الأسباب وتغيير نسق الحياة فالطريق واحد الى الادمان.. يكون الانتماء اليه سرا ثم ذلا وسؤا.. نتلبس في محنة نغلي فيها ..لا نخرج منها إلا بعذاب كأس سم نسقيه.. نتذوق جرعته الاولى في الحروب وويلاتها الهلوسة والعقم في مناطق لا ناب لنا فيها ولا ظفر.. ومناطق أخرى متناقضة تطالعها الدنيا يدعوها العيش الرغيد ..في الحصول على كل شيء جديد .. في البحث عن خيارات صعبة في تغيير الجو الشخصي أولا والخروج الى عالم الاحلام ثانيا ..وأن على حساب الصحة والمجتمع.. أوالخروج على المباديء والقيم الاسلامية كما يفعل حثالات البشر بمخدر تطويل لحيته بين خصلاتها الخرافة والموت ودين الخضوع في مدن الجاهلية .