23 ديسمبر، 2024 11:39 ص

ألأدلة على بشرية ألقرآن – 4 – أساطير ألقرآن

ألأدلة على بشرية ألقرآن – 4 – أساطير ألقرآن

4. أساطير ألقرآن:

للدين مكونات أساسية بدونها لا نستطيع ألتعرف على ألظاهرة ألدينية وآخرى ثانوية لا تلعب دورا حاسما في تكوين ألدين، أو في تعرفنا على ألظاهرة ألدينية.ألمكونات ألأساسية للدين هي: ألمعتقد وألطقس وألأسطورة.في هذه ألمقالة سنتناول ألأساطير (ألميثولوجيا) ألتي وردت في ألقرآن.جاء في سورة ألفرقان، الآية 5 مايلي: ” وقالوا أساطير ألأولين أكتتبها فهي تًملى عليه بكرة وأصيلا ” وهنا إشارة إلى إتهام ألمشركين لمحمّد بإستلهامه قصص ألأولين ألمكتوبة.يذكر فراس ألسواح في كتابه ” دين ألإنسان ” معرفا ألأسطورة : ” ألأسطورة هي حكاية مقدسة مؤيدة بسلطان ذاتي “، وألسلطان ألذاتي للأسطورة هنا لا يأتي من أية عوامل خارجة عنها، بل من أسلوب صياغتها وطريقة مخاطبتها للجوانب ألإنفعالية وغير ألعقلانية في ألإنسان، وهذه هي ميزة ألأساطير في ألقرآن كما أنّ هذه ألأساطيرلا تستيغها ألمنطق وتتميز أيضا بتناقضاتها مع ألمكتشفات ألعلمية.تنشأ ألأسطورة عن ألمعتقد ألديني، وتكون إمتدادا طبيعيا له، فهي تعمل على توضيحه وإغنائه، وتثبته في صيغة تساعد على حفظه وتداوله بين ألأجيال، كما أنّها تزوده بذلك ألجانب ألخيالي ألذي يربطه إلى ألعواطف وألإنفعالات ألإنسانية.معظم ألأساطير في ألقرآن هي إقتباسات من أساطير ألديانات وألمعتقدات ألسابقة على ألدين ألإسلامي، فمحمد أقتبس كثيرمنها من كتب أليهود كالتوراة وألتلمود وألكتب ألغير ألقانونية (ألمنحولة ) للدين ألمسيحي وكذلك من ألدين ألزرداشتي، كما أنّ معظم أساطير ألتوراة مقتبسة من أساطير حضارات وادي ألرافدين كالحضارة ألسومرية وألبابلية،وفيما يلي سنتناول واحدة من هذه ألأساطير ألتي وردت في ألقرآن بألتفصيل:
4.1. أساطير ألتكوين :لم يدرك مؤلف ألقرآن أنّ ألآية – 7 من سورة هود (( وهو ألذي خلق ألسموات وألأرض في ستة أيام وكان عرشه على ألماء )) تتناقض مع ألمطلق ولا ألمحدود وألألوهية، فوجود ألعرش هي ميزة مترادفة مع ألملوك ووجود ألماء قبل خلق ألكون يتعارض مع ألخلق من ألعدم. كما أنّ ألخلق في ستة أيام يناقض قدرة ألله، فحسب ألقرآن فألله إذا أراد شيئا فإنّما ” يقول له كن فيكون “.إنّ محمّدا جرى في ألقرآن على ألنظرية ألقديمة ألتي كانت شائعة في زمانه، فأعتبر ألأرض مركزا للعالم، وإذا كانت مركزا فلابد أن تكون هي ألتي خُلقت أولا قبل ألسموات، ولذا قال في سورة ألبقرة ألآية 29 ” هو ألذي خلق لكم ما في ألأرض جميعا ثم أستوى إلى ألسماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم “.وفي سورة فصلت ألآيات : 9-12 قال:” قل إنّكم لتكفرون بألذي خلق ألأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب ألعالمين * وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدّر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين * ثمّ أستوى إلى ألسماء وهي دخان فقال لها وللأرض أئتيا طوعا أو كرها، قالتا أتينا طائعين * فقضاهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها …. “إنّ هذه ألآية جاءت بألأعاجيب، إذ من ألمعلوم أنّ خلق ألأرض وألسموات في ستة أيام خرافة مذكورة في ألتوراة، ولكن محمدا أخذها وتصرف فيها تصرفا غريبا، فقسّم ألأيام ألستة إلى ثلاثة أقسام إذ جعل منها يومين لخلق ألأرض، ويومين لإكمالها بألبسط وألدحو، ويومين لخلق ألسماوات ألسبع.ولو أنّه جرى على هذا ألترتيب لهان ألخطب، ولكنه لم يجرِ عليه بل عمدَ أولا إلى ألأرض قبل خلق ألسموات فخلقها ناقصة غير كاملة أي خلق جرمها فقط فلم يبسطها ولم يجعل فيها جبالها ولم يقدر فيها أقواتها وذلك في يومين، ثم أستوى إلى ألسماء وهي دخان أي توجه إليها يريد خلقها، فقضاهن سبع سموات في يومين، ثم رجع فأكمل ألأرض ببسطها وإرساء جبالها وتقدير أقواتها كما جاء ذلك مصرحا في سورة ألنازعات …الأيات 30-32 إذ قال:” وألأرض بعد ذلك دحاها * (أي بعد خلق ألسموات) فأخرج منها ماءها ومرعاها * وألجبال أرساها “، وكان إكمال خلق ألأرض في يومين أيضا، فكان ألمجموع ستة أيام، ويظهر أنّ خلق ألأرض كان أشق على ألله من خلق ألسموات ألسبع.فلذا نراه بعدما خلق جرم ألأرض في يومين ترك ألدوام على ألعمل لإكمالها لأنّه شاق ومتعب، فعمد إلى خلق ألسموات ألذي هو سهل لا مشقة فيه، فأشتغل بإكمال ألأرض حتى أكملها في يومين أيضا، فأستغرق خلق ألأرض وإكمالها أربعة أيام سواء للسائلين، أفلا يحق لنا بعد هذا أن نقول إنّ هذه ألآيات جاءت بألأعاجيب.إنّ ألعبارة ألقرآنية (( وكان عرشه على ألماء )) مقتبسة من عبارة في ألتوراة ((وألظلمات تغطي ألغمر وروح ألله ترفرف على ألمياه))، وعبارة ألتوراة مقتبسة من أساطير ألخلق ألسومرية وألبابلية، فمن ألمعلوم أنّ ألتوراة دونت وأخذت شكلها ألنهائي من قبل ألكاهن أليهودي عزرا أثناء ألسبي ألبابلي.أنّ ألإحدى عشر فصلا من ألتكوين تروي ألأحداث ألخرافية ألتي سبقت أختيار إبراهيم منذ ألخليقة حتى ألطوفان وبرج بابل.في أسطورة بابلية نقرأ: ((في تلك ألأزمان ألأولى. لم يكن سوى المياه)). وحسب ألأسطورة يقوم الإله مردوخ بشطر جسد الإله تعامة (المياه الاولى) الى نصفين، فيرفع الاول سماء، ويبسط الثاني ارضا، وفي الأسطورة ألتوراتية، يقوم إله العبرانيين يهوه أيضا، بفصل ألمياه ألأولى إلى شطرين، رفع ألأول إلى ألسماء وبسط ألثاني ألذي تجمّع مياهه في جانب، وبرزت منه أليابسة في جانب آخر- سفر التكوين- الاصحاح الاول.
وفي ألقرآن نجد واقعة فصل السماء عن الارض ( أو لم ير ألذين كفروا أنّ ألسموات وألأرض كانتا رتقا ففتقناهما )- سورة ألأنبياء- ألآية 30.
أمّا بألنسبة لخلق ألرجل ألأول من ألغضار( تُرابٌ طينىٌّ دقيق الحبيبات ، كثيرُ الاندماج والصلابة )، فإنّ ألفكرة كانت معلومة لمؤلفي ألتوراة منذ أساطير سومرِ:أي بني، انهض من مضجعك انهض من (….)واصنع امرا حكيمااجعل للآلهة خدما، يصنعون (لهم معاشهم)فتأمل انكي مليا في الامر، ثم دعا الصناع الاهليين المهرة وقال لامّه نمو:إنّ الكائنات التي ارتأيت خلقها، ستظهر للوجودولسوف نعلق عليها صورة الآلهةامزجي حفنة من الطين، من فوق مياه الاعماقوسيقوم الصناع الالهيون المهرة بتكثيف الطين (وعجنه)ثم كوّني انتِ له اعضائهوستعمل معك ننماخ (آلهة الأمومة) يدا بيدولسوف تقدرين للمولود الجديد، يا اماه مصيرهوتعلّق ننماخ عليه صور الآلهة (….) في هيئة ألإنسان (….).(تعليق صور الآلهة على ألإنسان يُعنى به جعل ألإنسان ألمخلوق على صورة ألآلهة)
وثمة أساطير مشابهة قد تأكدت تقريبا في أمكنة عديدة من ألعالم، بدءا من مصر ألقديمة وأليونان حتى ألشعوب ألبدائية. فألفكرة ألأساسية تبدو نفسها: ألإنسان تشكّل من مادة أولية ( أرض،خشب،عظم ) وأنّه أعطي ألحياة بنفس ألخالق وفي ألعديد من ألحالات، أنّ شكله هو ذات شكل خالقه، كما جاء في ألأسطورة ألسومرية.
في ألقرآن أساطير عديدة أخرى منافية للعقل وألمنطق وألعلم ومعظمها أقتباسات من ألأديان ألسابقة على ألدين ألإسلامي ولها جذور في أساطير ألحضارات ألرافدينية كالسومرية وألبابلية وألفرعونية ألمصرية ألقديمة، وللتفاصيل يُمكن مراجعة موقعنا في ألحوار ألمتمدن. نذكر منها على سبيل ألمثال لا ألحصرمايلي:4.2. أسطورة أبليس ألملاك ألساقط.4.3. أسطورة قابيل وهابيل.4.4. أسطورة ألطوفان وسفينة نوح.4.5. أسطورة ألنبي إبراهيم.4.6. أسطورة ألملك سليمان وألهدهد وألملكان هاروت وماروت.4.7. أسطورة أهل ألكهف.4.8. أسطورة ألنبي يونس وألحوت.4.9. أساطير ألنبي موسى.4.10. أسطورة ذي ألقرنين وياجوج وماجوج.4.11. اسطورة معجزات ألنبي عيسى بن مريم.4.12. أسطورة ألنبي يوسف بن يعقوب.4.13. أساطير ألجنة وجهنم.4.14. أساطير ألجن وألملائكة وألسحر.4.15. أسطورة ألإسراء وألمعراج.
أضافة إلى ما تم ذكره في حلقات هذا ألبحث من ألأدلة على بشرية ألقرآن، هنالك أدلة أخرى لم نتطرق إليها في هذا ألبحث كالأخطاء ألعلمية ألأخرى، وألأخطاء ألنحوية، وألركاكة ألبلاغية لبعض ألآيات، ووجود كلمات غير عربية في ألقرآن كالكلمات ألسريانية وألفارسية وألحبشية، وألأخطاء ألتاريخية، وألأخطاء ألجغرافية.
مصادر البحث:- تأريخ ألمعتقدات وألأفكار ألدينية…… ميرسيا إلياد- مغامرة العقل ألأولى…… فراس السوّاح- دين ألإنسان…… فراس السوّاح- كتاب ألشخصية ألمحمدية أو حل أللغز ألمقدس ………. ألشاعر معروف ألرصافي
– أساطير ألأولين…….. كامل علي- ثورة ألشك ………… كامل علي- ألتوراة- ألقرآن