17 نوفمبر، 2024 6:58 م
Search
Close this search box.

ألأدلة على بشرية ألقرآن-1- أسباب نزول ألآيات ألقرآنية

ألأدلة على بشرية ألقرآن-1- أسباب نزول ألآيات ألقرآنية

مقدمة:
هل ألقرآن وحي من ألله، أم هو من تأليف إنسان؟
في هذه ألسلسلة من ألمقالات سنحاول ألإجابة على هذه ألتساؤلات ألمصيرية، وربّ سائل سيسأل لم هي مصيرية؟ فنقول لأنّ إثبات بشرية ألقرآن وكونه  ليس وحيا من ألله سينزع ألقداسة منه وإذا جردناه من قداسته فلن نلزم أنفسنا بتطبيقه وسيتحول إلى مؤلف كأي مؤلف آخر له إيجابياته وسلبياته وبذلك نتمكن من تعديله وتجديده إنْ أردنا ألإستفادة منه في وضع ألقوانين وألدساتير، أو نتركه جانبا ونعتبره تراثا أكل ألزمان عليه وشرب.
ولكن لماذا نريد نزع ألقداسة من ألقرآن، ولماذا نحاول تعديل أو هدم أساس ألأديان وبلأخص ألدين ألإسلامي ؟ فالايمان يُعطي الانسان الجاهل او الغير الواعي الطمأنينة وراحة البال ومتانة للوقوف منتصبا أمام عاديات الزمن، كما انّ شريحة الجهلاء لا يمكن انْ تستقيم حالها بدون الايمان بوجود الثواب والعقاب في حياة اخرى بعد الموت، هذا كلام لابأس به، ولكن الايمان بالاديان له سلبيات عديدة فهو سبب رئيسي للحروب وويلاتها، حروب بين الاديان المختلفة كحروب الفتح الاسلامي والحروب الصليبية والحروب بين اليهود والمسلمين في فلسطين والحروب الداخلية بين المذاهب المختلفة للدين الواحد كالحروب بين البروتستانت والكاثوليك في الماضي وبين الشيعة والسنّة في الحاضر وفي العراق بالذات.
حرب المذاهب بين الدول السنيّة  والشيعية وقعت فعلا ففي طرفها ألسني ألمملكة ألعربية ألسعودية ألوهابية وقطر وتركيا حزب ألعدالة وألتنمية وجميع ألأحزاب وألجماعات ألدينية ألسياسية كألإخوان ألمسلمين وألقاعدة وألدولة ألإسلامية (ألدولة ألإسلامية في ألعراق وألشام- داعش سابقا) وجميع ألمجاميع ألسلفية وألتكفيرية، وفي طرفها ألشيعي إيران ألثورة ألإسلامية ومن تبعها من ألأحزاب ألشيعية ألدينية كحزب ألدعوة وحزب ألله وألمجلس ألإسلامي وألحوثيون في أليمن ومن لف لفهم من ألأحزاب ألدينية وألسياسية.
ولا ننسى العمليات الانتحارية الّتي يقوم بها المتطرفون الاسلاميون والّتي حصدت وتحصد وستحصد المئات من الارواح البريئة للاطفال والنساء والرجال اضافة الى الخسائر الماديّة، وكذلك المجازر الّتي نفذها المتطرفون الاسلاميون في الجزائر.
كانت الاديان سببا في ترسيخ الرق والسبي باشكالها واحتقار المرأة وهدر الاموال الطائلة والوقت في الطقوس الدينية كالصلاة وبناء الجوامع والكنائس والمعابد والاضرحة والحج والعمرة، فلو صُرِفت هذه الاموال لتخفيف معاناة الانسان، فكم يتيم سترجع البسمة الى شفاهه وكم مريض سينسى الآمه وكم من العجزة سيجد مأوى يرتاح فيها من  غدر الزمن والاحبّة والقائمة تطول، فحسب المنطق والاديان فإنَّ الله موجود في كلّ مكان ( اقرب اليكم من حبل الوريد…. الآية القرآنية ) و (أينما تُولّوا وجوهكم فثمّة وجه الله…. الآية القرانية )، فالمؤمِن يستطيع انْ يتعبّد الله في ايِّ مكان مِن كرتنا الارضية، فما الحاجة الى هذا البذخ في بناء دور العبادة؟
ألهدف من حملات ألتنوير نزع ألقداسة من جميع ألكتب ألدينية كالتوراة وألأناجيل وألقرآن، وبذلك نتمكن من فصل ألدين عن ألدولة ونضع ألأسس لدول علمانية ديموقراطية تراعي حقوق ألإنسان وتحقق ألحرية وألديموقراطية لجميع أطياف ألشعوب بدون ألتمميز بين ألبشر بسبب أديانهم أو مذاهبهم أو أعراقهم أو قومياتهم.
 
في هذه ألسلسلة من ألمقالات سنتناول ألأدلة على بشرية ألقرآن، أما بألنسبة للعهد ألقديم وألجديد (ألتوراة وألأناجيل) فقد تم نزع ألقداسة عنهم من قبل ألمتتنورين خلال عصر ألتنوير في أوربا وتم أيقاف تدخل ألكنيسة في شؤون ألدولة، ولكن بقيت شوكة واحدة في حلق ألتنوير وهي دولة إسرائيل ألتي تم تأسيسها على أسس دينية وبألرغم من إمتلاكها لدستور علماني فتُعتبر دولة دينية عنصرية تمارس ألتفرقة بين أليهود وألعرب وتغتصب أراضي وحقوق ألعرب .
 
 
ألأدلة على بشرية ألقرآن:
1.    أسباب نزول ألآيات ألقرآنية:
يقول المفسّر جلال الدين ألسيوطي في كتابه لباب ألنقول في أسباب ألنزول مايلي:
لمعرفة أسباب ألنزول فوائد وأخطأ مَنْ قال لا فائدة له لجريانه مجرى ألتاريخ ومن فوائده ألوقوف على المعنى أو أزالة الإشكال. قال ألواحدي: لا يمكن معرفة تفسير ألآية دون ألوقوف على قصّتها وبيان سبب نزولها وقال أبن دقيق ألعيد: بيان سبب ألنزول طريق قوي في فهم معاني ألقرآن ويقول أبن تيمية: معرفة سبب ألنزول يساعد في فهم ألآية وإنّ عِلْم ألسبب يورث ألعِلَم بألمسائل، وقد أشكلَ على جماعة مِنْ ألسلف معاني آيات حتّى وقفوا على أسباب نزولها فزالَ عنهم الإشكال، وقال ألحاكم في علوم ألحديث: إذا أخبَرَ ألصحابي ألّذي شهد ألوحي وألتنزيل عن آية من ألقرآن أنّها نزلت في كذا فإنّه حديث مُسنَد ومشى على هذه أبن ألصلاح وغيره ومثلّوه بما أخرجه مسلم عن جابر قال: كانت أليهود تقول: من أتى أمرأته مِن دبرها في قبلها، جاء ألولد أحوَل فأنزل ألله (( نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ * وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ * وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ * وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ))…سورة ألبقرة،ألآية 223.
تنقسم ألآيات ألقرآنية إلى قسمين، ألقسم ألأول لا نجد له سبب للنزول كقصص ألأنبياء وكقوله تعالى ((وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا * وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ))…سورة ألنساء ألآية 125، أمّا ألقسم ألثاني فإنّ لكل آية فيه سبب للنزول، ومن هذه ألأسباب أسئلة وجّهَت إلى محمّد مِن قِبل ألمسلمين أو ألمسيحيين أو أليهود أو ألمشركين، (يسألونك عن ألروح قل ألروح من أمر ربي وما أوتيتم من ألعلم إلّا قليلا) وكذلك ( ويسألونك عن ألأهلة قل هي مواقيت للناس وألحج) وكذلك ( ويسألونك عن ألمحيض قل هي أذى فأعتزلوا ألنساء في ألمحيض).
هنالك أسباب أخرى لنزول بعض ألآيات منها ألأحداث ألّتي وقعت في فترة بعثة محمّد كالحروب وأحداث متعلّقة بسيرة محمّد كزيجاته وكذلك أحداث متعلّقة بألمسلمين وألمنافقين وألمشركين، كما أنّ بعض ألآيات نزلت نتيجة لإعتراض أو إقتراح بعض ألصحابة، إنّ ألدارس للقرآن لا يتمكّن من فهم بعض ألآيات بدون معرفة سبب نزولها.
أمثلة:
1.1.        آلآيات ألمتعلقة بألحياة ألشخصية وزيجات محمّد:
–         آيات نزلت لتطليق زينب بنت جحش من أبن محمّد بألتبني زيد بن حارثة وتزويجها لمحمّد:
”  وإذ تقول للذي أنعم ألله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك وأتق ألله وتُخفي في نفسك ماألله مبديه وتخشى ألناس وألله أحق أن تخشاه فلّما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على ألمؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر ألله مفعولا * ما كان على ألنبي من حرج فيما فرض ألله له سنة ألله في ألذين خلوا من قبل وكان أمر ألله قدرا مقدورا ( ألأحزاب 37-38).
 
–         آيات نزلت في حجاب نساء ألنبي وإجتماع نساء ألنبي في ألغيرة وموافقة ألله لأقوال عمر بن ألخطاب في حجاب نساء ألنبي، وإجتماع نساء ألنبي في ألغيرة، وكذلك في تغيير ألقبلة من بيت ألمقدس إلى ألكعبة:
روى ألبخاري وغيره عن عمر بن ألخطّاب قال: وافقت ربي في ثلاث، قلت يارسول ألله لو أتخذت من مقام إبراهيم مصلّى فنزلت ألآية ((  وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ۖ وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ )) سورة ألبقرة، ألآية 125، وقلت يارسول ألله إنّ نساءك يدخل عليهنّ ألبر وألفاجر فلو أمرتهنّ أنْ يحتجبن فنزلت آية ألحجاب، وأجتمع على رسول ألله نساؤه في ألغيرة فقلت لهنّ عسى ربّه إنْ طلّقكنّ أنْ يبدلّه أزواجا خيرا منكنّ فنزلت كذلك.
لا نستطيع ألتحقق من صحّة هذه ألرواية بعد مرور أكثر من 1400 سنة عليها ولكن إذا كانت صحيحة فإنّ هذه تعني أنّ عمر بن ألخطّاب كان له تأثير مباشر في نزول بعض ألآيات ألقرآنية وأنّ بعض ألآيات ألقرآنية نزلت نتيجة أقتراح وتدخّل بعض ألصحابة، وهذا ألأمر يتعارض مع علم ألله وحكمته وألقول بأنّ ألقرآن كان مكتوبا في أللوح ألمحفوظ قبل وحيهِ إلى محمّد.
 
–         آيات نزلت في أمرأة مؤمنة وهبت نفسها للنبي:
” وأمرأة مؤمنة أن وهبت نفسها للنبي إن أراد ألنبي أن يستنكحها خالصة لك من دون ألمؤمنين قد علمنا ما فرض ألله عليهم في أزواجهم وما ملكت أيمانهم لكيلا يكون عليك حرج وكان ألله غفورا رحيما. ( ألأحزاب 50).
أخرج أبن سعد عن منير بن عبدألله ألدؤلي أنّ أم شريك غزية بنت جابر بن حكيم ألدوسية عرضت نفسها على ألنبي وكانت جميلة فقبلها فقالت عائشة: ما في أمرأة تهب نفسها لرجل خير، قالت أم شريك فأنا تلك فسماها ألله مؤمنة.
فلما نزلت ألآية قالت عائشة: إنّ ألله يسارع لك في هواك.
–         آيات نزلت في أعتزال محمّد مارية ألقبطية بسبب حلفه لحفصة بعدم ألإقتراب منها بعد مضاجعته لمارية في فراش حفصة وفي يومها وكشف حفصة للسر لعائشة:
” يا أيها ألنبي لم تُحرم ما أحل ألله لك تبتغي مرضات أزواجك وألله غفور رحيم قد فرض ألله لكم تحلة أيمانكم ( أي يتحلل من قسمه).. وإذا أسرَّ ألنبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره ألله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني ألعليم ألخبير ” ( ألتحريم 1-3).
 
–         آيات نزلت لتبرئة عائشة من ألفحشاء (حديث ألإفك):
” إنّ ألذين جاؤوا بألإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم.. وتحسبونه هينا وهو عند ألله عظيم.. ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم.. لهم عذاب أليم في ألدنيا وألآخرة.. ولولا فضل ألله عليكم ورحمته ما زكا منكم من أحد أبدا .. (ألنور 11-21).
ألله يتوعد في هذه ألآيات من مسَّ عائشة بسوء بعذاب عظيم ومن يعود إلى ألحديث عنها بسوء فهو غير مؤمن وكافر ويُقتل.
خلاصة ألقصة توافق قضاء ألحاجة بين عائشة وصفوان بن ألمعطل حيث أنّ كلا منهما كان يقضي ألحاجة في وقت واحد. ضاع من عائشة عقدها بعد قضاء ألحاجة فتركت ألناس يرحلون ومكثت في ألصحراء وحدها في ظلمة ألليل ألموحش من أجل ألعقد. ثمّ وجد صفوان عائشة وحيدة فلحقا بقافلة ألنبي وألمسلمين بعد فترة.
ألذي تحدث بأنّ صفوان نكح عائشة هو حسان بن ثابت وحمنة بنت جحش أخت زوج محمّد زينب بنت جحش ومسطح أقرب أقارب عائشة وكان أبو بكر ينفق عليه لقرابته منه وفقره، ونزل في مسطح هذا آية في ألقرآن عندما قال أبو بكر بعد نزول آيات براءة عائشة: وألله لا أنفق عليه شيئا بعد ألذي قال لعائشة فأنزل ألله:
” ولا يأتل (يحلف) أولوا ألفضل منكم وألسعة أن يؤتوا أولوا ألقربى وألمساكين وألمهاجرين في سبيل ألله وليعفوا ويصفحوا ألا تحبون أن يغفر ألله لكم وألله غفور رحيم ” (ألنور 21-22).
” ألخبيثات للخبيثين وألخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرؤون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم ” … نزلت في عائشة.
قالت أمرأة أبا أيوب ألأنصاري له: ألم تسمع بما يحدّث ألناس؟ قال وما يتحدثون؟
فأخبرته بقول أهل ألإفك، فقال مايكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك، هذا بهتان عظيم قالت فأنزل ألله:
” ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم ” (ألنور 16).
 
1.2.        أعتراض ألنساء على آيات محمّد:
أخرج عبدألرزاق وسعيد بن منصور والترمذي والحاكم وأبن أبي حاتم عن أم سلمة أنّها قالت: يارسول ألله لا أسمع ألله ذكر ألنساء في ألهجرة بشيء فأنزل الله (( فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ * بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ * فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ * وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ )) سورة آل عمران ألآية 195.
إذا كانت هذه الرواية غير ملفقّة فإنّ أم سلمة تُعتبر أول أمرأة تدافع عن حقوق بني جنسها في تاريخ ألإسلام.
 
1.3.        مثال آخر، أعتراض ألشعراء على آيات محمّد:
أخرج أبن جرير وأبن أبي حاتم من طريق ألعوفي عن أبن عبّاس قال: تهاجى رجلان على عهد رسول ألله (ص) أحدهما من ألأنصار وألآخر من قوم آخرين، وكان مع كلّ واحد منهما غواة من قومه وهم ألسفهاء فأنزل ألله : ((وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ))…سورة ألشعراء ألآية 224. وأخرج أبن أبي حاتم نحوه، وأخرج عن عروة قال: لمّا نزلت ((وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ)) إلى قوله (( وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ ))…سورة ألشعراء ألآية 226 قال عبدألله بن رواحة: قد عَلِم ألله أنّي مِنهم، فأنزل ألله (( إلّا ألّذين آمنوا…)) إلى آخر ألسورة.
وأخرج أبن جرير وألحاكم عن أبي حسن ألبراد قال: لمّا نزلت ((وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ))، جاء عبدألله بن رواحة وكعب بن مالك وحسّان أبن ثابت فقالوا: يا رسول ألله، وألله لقد أنزَلَ ألله هذه ألآية وهو يعلَم أنّا شعراء، هلَكْنا، فأنزلَ ألله (( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا ۗ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ )) ألآية 227، فدعاهم رسول ألله (ص) فتلاها عليهم. نستنتج من هذه ألرواية أنّ آية أستثناء ألشعراء ألمؤمنين مِن الّذين يتبعهم الغاوون والّذين في كلّ واد يهيمون نزلت بعد أعتراض مجموعة من الشعراء ألمؤمنين على ألآية.
1.4.        مثال على كون آيات محمّد صالحة لعصر مُعيَّن:
أخرج ألواحدي من طريق عطاء أبن عبّاس قال: لمّا نزلنا ألحديبية ( عندما اراد محمّد والمسلمون ألحجّ قبل فتح مكّة فمنعهم قريش عن ذلك) جاء كعب بن ألهجرة تنثر هوام رأسه على وجهه فقال يارسول ألله هذا ألقمل أكلني فأنزلّ ألله في ذلك ألموقف ((  وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ۚ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۖ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ۚ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ۚ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۚ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ ۗ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ۗ ذَٰلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ  ))… سورة ألبقرة، ألآية 196. ألتساؤل ألّذي يرد على ألبال، هل أنّ وجود ألقمل في رأس أحد ألمسلمين يستوجب نزول آية من قبل ألله؟ إنّ ألله وحسب ألمنطق لا يوحي الى نبّي لحالة خاصّة بأحد ألمسلمين، ثمّ أنّ وجود ألقمل في شعر كعب بن عجرة لا يستوجب آية من ألله لأنّ ألآيات ألقرآنية هي دستور لكل ألبشر ولجميع ألأزمان، إنّ ألطب وألعلم والصحّة ألوقائية في تقدّم مستمر بعد أختراع ألصابون والشامبو وألأدوية ألمختلفة فألقمل ألذي يعشعش في رؤوس ألبشر سينقرض في ألمستقبل، ثمّ أنّ وجود ألقمل في رأس هذا ألمسكين أليس ألسبب فيه شحّة ألماء في صحراء شبه ألجزيرة ألعربية حيث كان ألمسلمون يضطرّون للتيمم بدلا من أستعمال ألماء للوضوء؟
 
هنالك مئات من ألأمثلة كألّتي ذكرناها حول أسباب نزول ألآيات ألقرآنية وكلها تشير إالى أنّ بعض ألآيات نزلت لحالات خاصّة ولا تهمنّا أو تعني شيئا لنا نحن أناس ألقرن ألواحد وألعشرين فكيف بأناس ألقرن ألثاني وألعشرين أو ألثالث وألعشرين؟
إنّ نزول ألوحي أستنادا على روايات أسباب ألنزول شبيهة بكتابة دستور من قبل لجنة مشكلّة لهذا ألغرض فقسم يكتب مسوّدة وقسم آخر يقدّم أقتراحات لتعديل بعض ألمواد وقسم آخر يقترح أضافة بعض ألمواد وقسم آخر يقول بأستثناء بعض ألفئات من حكم بعض ألمواد.
 
……………يتبع
 
ألمصادر:
–         لباب ألنقول في أسباب ألنزول …. جلال ألدين ألسيوطي
–         أسباب ألنزول …  ألواحدي

أحدث المقالات