وهي ألآيات من ” 1-4″ سأله الرجل النصراني أن يفسرها تفسيرا باطنيا ” الى من يسمون أنفسهم ” الشيعة المسيحية ” جهلا وأصرارا على الباطل ومعهم من تسول لهم نفوسهم ما يسمونه ” معوقات أصطلاح ألآسلام ” ممن يدعون أنهم رجعوا الى ” أصولهم المسيحية ” ؟
قال ألآمام موسى بن جعفر عليه السلام : أما : حم فهو محمد “ص” وهو في كتاب هود الذي أنزل عليه وهو منقوص الحروف , وأما الكتاب المبين , فهو ” أمير المؤمنين علي “ع” ” وأما الليلة ” ففاطمة “ع” ” وأما قوله : فيها يفرق كل أمر حكيم يقول : يخرج منها خير كثير فرجل حكيم ورجل حكيم ورجل حكيم , فقال الرجل النصراني : صف لي ألآول وألآخر من هؤلاء الرجال ؟ فقال عليه السلام : الصفات تشتبه , ولكن الثالث من القوم أصف لك ما يخرج من نسله وأنه عندكم لفي الكتب التي نزلت عليكم أن لم تغيروا وتحرفوا وتكفروا , وقديما ما فعلتم , قال له النصراني : أني لا أستر عنك ما علمت , ولا أكذبك وأنت تعلم ما أقول من صدق ما أقول وكذبه والله لقد أعطاك الله من فضله , وقسم عليك من نعمه ما لايخطره الخاطرون ولا يستره الساترون ولا يكذب فيه من كذب , فقولي لك في ذلك الحق كما ذكرت فهو كما ذكرت , فقال له أبو أبراهيم وهو ألآمام الكاظم “ع” : أعجلك أيضا خبرا لايعرفه ألآ قليل ممن قرأ الكتب : أخبرني ما أسم مريم وأي يوم نفخت فيه مريم , ولكم ساعة من النهار , وأي يوم وضعت مريم فيه عيسى “ع” ولكم من ساعة من النهار ؟ فقال النصراني : لا أدري , فقال أبو أبراهيم “ع” وهي كنية ألآمام موسى بن جعفر “ع” : أما مريم فأسمها ” مرثا ” وهي وهيبة بالعربية , وأما اليوم الذي حملت فيه مريم فهو يوم الجمعة للزوال , وهو اليوم الذي هبط فيه الروح ألآمين وليس للمسلمين عيد كان أولى منه , عظمه الله تبارك وتعالى وعظمه محمد “ص” فأمر أن يجعله عيدا فهو يوم الجمعة , وأما اليوم الذي ولدت فيه فهو يوم الثلاثاء لآربع ساعات ونصف من النهار , والنهر الذي ولدت عليه مريم عيسى “ع” هل تعرفه ؟ قال النصراني لا , قال هو نهر الفرات وعليه شجر النحيل والكرم وليس يساوي بالفرات شيئ للكروم والنخيل , فأما اليوم الذي حجبت فيه لسانها ونادى قيدوس ولده وأشياعه فأعانوه وأخرجوا أل عمران لينظروا الى مريم , فقالوا لها : ما قص الله عليك في كتابه وعلينا في كتابه , فهل فهمته ؟ قال : نعم وقرأته اليوم ألآحدث , قال : أذن لاتقوم من مجلسك حتى يهديك الله , قال النصراني : ما كان أسم أمي بالسريانية وبالعربية ؟ فقال ألآمام الكاظم “ع” : كان أسم أمك بالسريانية ” عنقالية ” وعنقورة كان أسم جدتك لآبيك وأما أسم أمك بالعربية فهو ” مية ” وأما أسم أبيك فعبد المسيح وهو عبد الله بالعربية وليس للمسيح عبد , قال النصراني : صدقت وبررت , فما كان أسم جدي ؟ قال : كان أسم جدك ” جبرائيل ” وهو عبد الرحمن سميته في مجلسي هذا , قال : أما أنه كان مسلما ؟ قال ألآمام الكاظم “ع” : نعم وقتل شهيدا , دخلت عليه أجناد فقتلوه في منزله غيلة وألآجناد من أهل الشام , قال النصراني : فما كانت كان أسمي قبل كنيتي ؟ قال ألآمام “ع” : كان أسمك ” عبد الصليب ” قال النصراني : فما تسميني ؟ قال ألآمام “ع” : أسميك عبد الله قال النصراني : فأني أمنت بالله العظيم وشهدت أن لا أله ألآ الله وحده لاشريك له فردا صمدا ليس كما تصفه النصارى وليس كما تصفه اليهود , ولا جنس من أجناس الشرك , وأشهد أن محمدا عبده ورسوله , أرسله بالحق فأبان به لآهله وعمي المبطلون وأنه كان رسول الله الى الناس كافة ألآحمر وألآسود كل فيه مشترك , فأبصر من أبصر وأهتدى من أهتدى , وعمي المبطلون وضل عنهم ما كانوا يدعون , وأشهد أن وليه نطق بحكمته وأن من كان قبله من ألآنبياء نطقوا بالحكمة البالغة وتوازروا على الطاعة للله , وفارقوا الباطل وأهله والرجس وأهله , وهجروا سبيل الضلالة ونصرهم الله بالطاعة له , وعصمهم من المعصية , فهم لله أولياء وللدين أنصار , يحثون على الخير ويأمرون به , أمنت بالصغير منهم والكبير ومن ذكرت منهم ومن لم أذكر , وأمنت بالله تبارك وتعالى رب العالمين , ثم قطع زنارة وقطع صليبا كان في عنقه من ذهب , ثم قال : مرني حتى أضع صدقتي حيث تأمرني , فقال ألآمام “ع” : هاهنا أخ لك كان على مثل دينك , وهو رجل من قومك من قيس ثعلبة , وهو في نعمة كنعمتك , فتواسيا وتجاورا ولست أدع أن أورد عليكما حقكما في ألآسلام , فقال : والله , أصلحك الله أني لغني ولقد تركت ثلاثمائة طروق بين فرس وفرسة وتركت ألف بعير , فحقك فيها أوفر من حقي , فقال له ألآمام “ع” : أنت مولى للله ورسوله وأنت في حد نسبك على حالك , فحسن أسلامه وتزوج أمرأة من بني فهر وأصدقها ألآمام الكاظم “ع” خمسين دينارا من صدقة علي بن أبي طالب “ع” وأخدمه وبأه وأقام حتى أخرج ألآمام الكاظم “ع” فمات بعد مخرجه بثمان وعشرين ليلة – تفسير المعصوم – ص- 208- نقلا عن أصول الكافي – ج1- كتاب الحجة – ص- 367-