18 ديسمبر، 2024 6:03 م

ألآمام علي عقل عربي عالمي تنتظره الآنسانية المعذبة      

ألآمام علي عقل عربي عالمي تنتظره الآنسانية المعذبة      

أنا سيد ولد أدم وعلي بن أبي طالب سيد ولد العرب – حديث شريف – وتركت مدحي للوصي تعمدا .. أذ كان نورا كاملا متكاملا
وأذا أستطال الشيئ قام بنفسه .. وصفات ضوء الشمس تذهب باطلا – المتنبي –
كثيرة هي ألآحتفالات بالزعامات التاريخية , وقليلة هي ألآضاءات الفكرية في تلك ألآحتفالات التي توزعتها النزعات العنصرية والحزبية  والطائفية والميول وألآتجاهات الفردية المزاجية مما غيب الحقائق وأفسد الوقائع وصنع الذرائع حتى أصبح من المتعذر , بل من المستحيل معرفة الحقيقة في دنيا تضج بالفتن والمفاسد , وألسنة السوء والجهالة  تنتشر في ألآعلام : صحافة وفضائيات , والثقافة حكرا على من يملك المال , والسلطة مختطفة بأيد وعقول  لاتعرف مايراد للبشرية من مأل ؟

تحل علينا ذكرى ولادة ألآمام علي عليه السلام وفينا من لايزال لايعرف معنى جملة ” عليه السلام ” حتى الذين يقولون ” كرم الله وجهه ” لايعطون للجملة معناها ولا يوظفونها في مفردات التفكير بما يعطي لصاحب تلك الصفة ما يستحقه من السبق الذي لم يكن ألآ من تجليات ألآصطفاء ” أن الله أصطفى أدم ونوحا وأل أبراهيم وأل عمران على العالمين ” – أل عمران – 33-

ونتيجة لتراكم التعاون والتخادم بين الجهالة والضلالة عبر السلطة الزمنية التي تسلل اليها عبر ثنائي ذلك التخادم المتنكر للعقل المعرفي المرتل والمسبح بألآء الرحمن في كونه المعجز والمدهش رجل أسمه معاوية كانت أمه تأكل أكباد الرجال وتقول كما يقول غجر اليوم :-

نحن بنات طارق .. نمشي على النمارق .. أن تضربوا نعانق .. أن تدبروا نفارق ؟

ومن فحشاء ذلك السلوك المخنث ولدت داعش وعصاباتها التي سولت لمن يسمى أبراهيم عواد ” أبو بكر البغدادي ” الذي أرتدى اللباس ألآسود والعمامة السوداء تأسيا ببني العباس الذين كان أحد أدعياء الخلافة فيهم وهو المهدي العباسي لايعرف أين نزل التحريم للخمر في القرأن الكريم ؟

فيا من تملكون عقلا : كيف تستسيغون خليفة لايعرف أن الخمر محرم في القرأن , مثلما كان معاوية لايعرف ألآجابة على سؤال ملك الروم عن مشحات السواد التي ترى في القمر ؟ ومن ضلالة معاوية ألآموي  وجهالة المهدي العباسي خرج مدعي خلافة المسلمين ” أبو بكر البغدادي ” الذي جعل المسافة بين الشعار والتطبيق كالمسافة بين ألآرض والسماء , فهتكت الحرمات , وأستحلت الدماء وألآعراض , ونهبت ألآموال , وأغتصبت الحقوق , وأستجمعت داعش بمخالفتها للآية “112” من سورة التوبة ,  كل ما جنته يد معاوية الذي قالت له السيدة عائشة مستنكرة عندما قتل حجر بن عدي الكندي : أين حلمك عن حجر بن عدي ؟ فقال لها : لم يكن المرشد الى جانبي ؟ ومثلما أظهر معاوية أدعاءا ندمه على قتل حجر فقال : سيكون يومي معك طويلا ياحجر ؟ كذلك أظهر يزيد تنصلا من أبن زياد وعمر بن سعد عندما قتل ألآمام الحسين ريحانة رسول الله “ص” , كذلك لم يجد الحجاج مخرجا من قتل سعيد بن جبير , ولم يجد جوابا لآسماء بنت أبي بكر أم عبد الله بن الزبير عندما قالت له : أفسدت عليه دنياه وأفسد عليك أخرتك ؟

ألآمام علي بن أبي طالب عقل من عقول السلسلة الذهبية للذرية الصالحة التي قال عنها تعالى ” ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ” – أل عمران – 34-

وألآمام علي عليه السلام يمثل العقل ألآستباقي في العلوم التطبيقية , فهو من طبق معادلة : الماء المزاح يساوي وزن الجسم الغاطس قبل أن تعرف عند أرخميدس , وهو من طبق تحليلات الكيمياء الحيوية قبل أن تعرف , وهو من طبق : التحليل النفسي , قبل أن تظهر مدارسه الغربية , وهو أول من وصف الطاووس والنملة والخفاش قبل أن يتورط دارون بنشوء ألآنواع , وهو أول من حل معضلات القضاء , وأول من أرسى قواعد النحو العربي فأخذه عنه أبو ألآسود الدوئلي  , وهو واضع أسس وقواعد القراءات القرأنية ولذلك أصبحت الكوفة مقرا وحاضرة لتلقي علوم القرأن وقراءاته العشر , ومثلها كانت البصرة لكثرة من أخذ من علوم ألآمام منهم , ولم تكن مكة ببعيدة عن ذلك ولا المدينة حيث كان رباح بن عطية فقيه مكة قد أخذ عن ألآمام علي ومثله كان عبد الله بن عباس .

أن عقلا تحدث عن علوم الفضاء عندما قال : سلوني قبل أن تفقدوني فأني أعلم بطرق السماء من طرق ألآرض , وسكائك الريح وطرائق الهواء من مشتقات كلامه , ورجل كان يقول : أن ههنا لعلما جما لو وجدت له حملة ؟ لجدير بأن لاتمر ذكراه دون أن تكون لها حيوية وتفاعل في الجامعات وفي مراكز ألآبحاث ودون أن تستفيض اللقاءات وتعقد الندوات على مستوى العراق والمنطقة والعالم , ولكن لآن مراكز البحوث مقفرة , وعقول القوم مدبرة , وحروبهم وصراعاتهم مقبلة ومثقلة بالهموم وألآحزان , وداعش تحظى بأحتضان مصيره الى جهنم وحريق النيران , لكن نبؤءة ألآمام علي عليه السلام ستتحقق بمشيئة الرحمن وذلك عندما قال والله لتعطفن الدنيا علينا عطف الضروس على ولدها , وهو أستشرافا لقوله تعالى ” ونريد أن نمن على الذين أستضعفوا في ألآرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ..”

هذا هو ألآمام علي عليه السلام عقل عالمي تنتظره ألآنسانية المعذبة , عبر مفهوم العقل السيال وجوهره الممتد من الهيولي الى العقل الفعال