” أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى أماما ورحمة أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من ألآحزاب فالنار موعده فلا تك في مرية منه أنه الحق من ربك ولكن أكثر الناس لايؤمنون ” – 17- هود –
البينة هنا القرأن , والذي هو على البينة رسول الله محمد “ص” والشاهد منه هو ألآمام علي “ع” كما جاء عن أبي جعفر وعلي بن موسى الرضا عليهما السلام ورواه الطبري بأسناده عن جابر بن عبد لله عن علي عليه السلام – مجمع البيان –ج5 ص 150-
والشاهد منه هو نفسه علي بن أبي طالب كما في سورة أل عمران ألآية -61- ” فمن حاجك فيه من بعد ماجاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين ” – 61- أل عمران – أجمع المفسرون على أن الحسن والحسين يعد حادثة المباهلة هم أبناء رسول الله كما قال بذلك أبو بكر الرازي وعند العرب فأن ولد ألآبنة أبن في الحقيقة وقال أبن أبي علان وهو أحد أئمة المعتزلة هذا يدل على أن الحسن والحسين كانا مكلفين في تلك الحال , ولكن عند أئمة أهل البيت أن صغر السن ونقصانها عن حد الحلم لاينافي كمال العقل , والنصوص القرأنية متضافرة في ذلك كما في أسماعيل “ع” وكما في يحيى ” وأتيناه الحكم صبيا ” وكما في عيسى “ع” ” ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين ” 46- سورة أل عمران – ومن هذه النصوص المباركة نخلص الى أن الشاهد لرسول الله “ص” بعد شهادة الله تعالى وشهادة جبرئيل عليه السلام هو ألآمام علي عليه السلام كما في النص لآنه منه ومن كان منه فهو نفسه وهذا ماثبت في سورة أل عمران أية المباهلة رقم ” 61 ” ومثلما أن العاقب النصراني أدرك معنى أن يكون مع رسول الله أهل بيته فحذر النصارى من المباهلة وقال أني لآرى وجوها لو سألوا الله أن يزيل جبلا من مكانه لآزاله فلا تبتهلوا فتهلكوا – مجمع البيان –ج4- ص 452- وما أحرى بأهل هذا العصر والذين سبقوهم من عصور المسلمين ممن ضيعوا ثقافة القرن ألآول والثاني والثالث الهجري حيث كانت الروايات تزدحم في السير والمرويات والمسانيد والصحاح بألآعتراف بالنصوص الصادرة عن رسول الله “ص” مثل قوله “ص” فاطمة بضعة مني يريبني مايريبها , وقد صح عن حذيفة أنه قال سمعت رسول الله “ص” أتاني ملك فبشرني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة وكذلك نقل الشعبي عن مسروق عن عائشة أنها قالت سر النبي الى فاطم شيئا فضحكت فسألتها فقالت قال لي ألآ ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه ألآمة أو نساء المؤمنين , وقوله “ص” الحسن والحسين أمامان قاما أو قعدا , وصح عن النبي “ص” أنه سئل عن بعض أصحابه فقال له قائل فعلي ؟ فقال “ص” ماسألتني عن الناس ولم تسأألني عن نفسي , وقوله لبريدة ألآسلمي يابريدة لاتبغض علي فأنه مني وأن منه , أن الناس خلقوا من شجر شتى وخلقت أنا وعلي من شجرة واحدة , وقوله “ص” بمعركة أحد وقد ظهرت نكايته بالمشركين ووقايته أياه بنفسه حتى قال جبرئيل أن هذا لهي المواساة فقال ياجبرئيل أنه مني وأنا منه فقال جبرئيل وأنا منكما – مجمع البيان –ج4- ص453- وهو أول من أمن برسول الله “ص” وعمره الشريف عشر سنين , وكما قلنا كمال العقل لايقدح بعمل من صغر سنه والنصوص القرأنية متظافرة على ذلك , وألآمام علي “ع” سجله حافل بالشهادة لرسول الله منذ بداية الدعوة ألآسلامية حتى رحيل رسول لله الى الرفيق ألآعلى , ففي بداية الدعوة يقول عليه السلام : جاء الملآ من قريش الى رسول الله فقالوا يامحمد جئت بشيئ لم يأت به أحد من أهل بيتك لنا أسئلة أن أجبت عنها أمنا بك وأن لم تجب قلنا أنك ساحر ؟ فقال “ص” سلوا أسئلتكم ولكنكم سيكون منكم نزيل القليب , وسيكون منكم من يحزب ألآحزاب , قالوا مر هذه الشجرة تنقلع من مكانها , فأمرها رسول الله بأسم الله فأنقلعت من مكانها وكان لها دوي ووقفت أمام رسول الله , فقالوا مه مه ساحر خفيف السحر , ثم قالوا مرها تنشطر شطرين , فأمرها “ص” بأسم الله فأنشطرت شطرين وتدلت أغصانها على كتفي رسول الله وعلي بن أبي طالب , فقالوا : مرها ترجع الى مكانها , فأمرها رسول الله بأسم الله فرجعت الى مكانها , فقالوا : مه مه ساخر خفيف السحر لايؤمن به ألآ هذا وأشاروا الى علي بن أبي طالب , فيقول ألآمام : قلت يارسول الله أني أشهد أن الملآ من قريش طلبوا منك ماطلبوا وأن الشجرة بأسم الله أستجابت فأنقلعت وأنشطرت ثم رجعت الى مكانها , وكان عليه السلام يقول : لقد كان بيت في جزيرة العرب يضمني ورسول الله وخديجة لارابع لنا , وكان يتعبد في غار حراء مرة بالسنة أراه ولا يراه غيري , وعندما نزل الوحي أول مرة سمعت جلجلة , فقلت ماهذه الجلجلة يارسول الله ؟ قال : هذا الشيطان أيس من عبادته , أنك تسمع ما أسمع وترى ما أرى , ولكنك لست بنبي وأنت وزير وأنت على خير , وأما عندما أنتقل رسول الله “ص” الى الرفيق ألآعلى , نسمع شهادة ألآمام علي حيث يقول : ولقد كان رأسه على صدري وفاضت روحه الطاهرة على كفي فأمررتها على وجهي وولينا غسله والملائكة أعواني فريق يعلو وفريق يهبط وصلينا عليه جماعة فمن هو أحق به مني حيا أو ميتا ؟
ويقول ألآمام علي عليه السلام , ملكتني عيني وأنا جالس فسنح لي رسول الله صلى الله عليه وأله , فقلت : يارسول الله ماذا لقيت من أمتك من ألآود واللدد , فقال : أدع عليهم , فقلت : أبدلني الله بهم خيرا منهم , وأبدلهم بي شرا لهم مني – نهج البلاغة – ص 107- وكان هذا في سحر اليوم الذي ضرب فيه , وعندما ضرب بالسيف المسموم من قبل عبد الرحمن بن ملجم وهو ساجد يصلي في يوم 19 من شهر رمضان المبارك , قال فزت ورب الكعبة , وذلك بناءا على ما أخبره به رسول الله “ص” بعد معركة أحد وقد بلغت جراحاته ثمانين جراحة , وعندما جاء رسول الله “ص” ليطمئن على صحته , فقال له كيف أنت ياعلي , فقال بأبي أنت يارسول الله لو حملت على ألآكف ماتركت نصرتك , ولكني كنت أتمنى الشهادة , فقال ” ص” أنها وراءك , وهذه هي بشرى من رسول الله “ص” لعلي بن أبي طالب ولذلك عندما ضرب بالسيف وهو ساجد في المحراب قال : فزت ورب الكعبة , ثم جمع أهل بيته وقال لهم : كم أضطردت ألآيام أبحث عن مكنون هذا ألآمر فأبى الله ألآ أخفائه , هيهات سر مكنون , أما وصيتي لكم , فكتاب الله لاتتركوه وراء ظهوركم وسنة رسول الله “ص” عضوا عليها بنواجذكم “
وألآمام علي عليه السلام هو أول شهيد للمحراب في ألآسلام , قال تعالى ” ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات , بل أحياء ولكن لاتشعرون – 154- البقرة – وقد ترجم هذا المعنى ألآمام علي عليه السلام فقال : أيها الناس : خذوها عن خاتم النبيين صلى الله عليه وأله وسلم : أنه يموت الميت منا وهو ليس بميت , ويبلى من بلى منا وليس ببال , فلا تقولوا بما لاتعرفون , فأن أكثر الحق فيما تنكرون – نهج البلاغة – ص 137- ولعمري كأن وصيته هذه هي لنا جميعا حتى لانستوحش عندما نرى ونسمع اليوم من ينكرون حقائق القرأن وثقافته , ويعتبرون أن كل ألآموات معدومة لايستثنون من ذلك ما أستثناهم الله تعالى بنص كتابه الكريم وما شرحه لنا الراسخون في العلم وأهل الذكر وأولو ألآمر بعد رسول الله “ص” الذي أخبرنا الله تعالى بنص قاطع لايقبل الشك والجدل عندما قال ” وما محمد ألآ رسول قد خلت من قبله الرسل أفائن مات أو قتل أنقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ” – 144- أل عمران – وما هذا ألآرهاب التكفيري الذي يضرب العراق وسورية واليمن ومصر وليبيا ولبنان وباكستان وأفغانستان ويتحين الفرص لهدم الكعبة المشرفة كما تسول لهم أحلامهم ونفوسهم المريضة بعد أن ظهرت جرائمهم في القتل على الهوية كما جرى في معسكر تكريت بعد خيانة الخائنين وكما جرى في الموصل وتلعفر ومن قبل كما جرى في سورية ولاسيما في ريف الاذقية وفي ريف دير الزور وريف حلب لاسيما مدن نبل والزهراء , كل ذلك جرى على أيدي الذين يقولون مالايعرفون , وأكثر الحق ماينكرون وهذا ما قاله ألآمام علي عليه السلام في وصفهم وقد سبق ذلك وصف رسول الله “ص” للتكفيريين ألآرهابيين الوهابيين بأنهم كلاب جهنم , ومن لايصوب خطابه على هذه الشرذمة الضالة وينشغل بأنتقدات شخصية لهذا أو ذاك من أطراف العملية السياسية التي كتبنا كثيرا عن أخطائها ولكن عندما دفع الينا المحور التورتي وأذنابه داعش وفلولها لتزرع الفتنة والخراب , لم يعد جائزا عقلا ولا شرعا ألآنشغال بجزئيات وتفاصيل العمل السياسي والحكومي , فألآرهاب التكفيري يستهدف وجود الجميع ممن هم ليسوا معه , ومن لايعرف هذه الحقيقة لايلومن ألآ نفسه , فالندم بعد ذلك لاينفع ولات حين مندم هذا هو ألآمام علي عليه السلام في ذكرى شهادته يوم 21 من شهر رمضن المبارك ليبقى هو الشاهد للله ولرسوله ولهذه ألآمة وللبشرية جمعاء , مثلما سيبقى هو الشهيد على كل المستويات ألآصطلاحية سياسيا وأجتماعيا وشرعيا , ويكفي أن ألآمم المتحدة أعتبرته أعدل حاكم ظهر في التاريخ في وثيقتها عام 2001 م فهل يراجع البعض أفكاره ويحاسب نفسه وضميره تجاه هذه الشخصية الفذة أدبا وعلما وفقها وسياسة وكل ماتحتاجه حياة المجتمع ؟