أن الله أصطفى أدم ونوحا وأل أبراهيم وأل عمران على العالمين “-33- ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ” – 34- أل عمران –
من المعارف الكبرى في تاريخ البشرية هي قضية ألآمام المهدي المنتظر “عج ” التي أصبحت هديا للنفوس المطمئنة والعقول المؤمنة بثقافة القرأن القائمة على المضامين التالية : ألآصطفاء , ألآجتباء , الذرية الصالحة , العصمة , ألآمامة , الشفاعة , التقية , الغيب , الناسخ والمنسوخ , والمعارف الكبرى عبر تاريخ البشرية الطويل واجهت أعتراضات لم ترق الى سلم الفهم المعزز بالعلم والمسبوق بالحلم بأعتبار أن الحلم هو ألآطار الجامع للعلم المصحوب بالفهم أذ لاعلم بدون فهم , لآن العلم هو ألآنتقال من المجهول الى المعلوم , أو هو أنتقاش صورة الشيئ في الذهن بشرط سلامة الذهن من عوامل التشوش وهي كثيرة أدت في القديم الى تساقط من لم يمتلك مقومات الفهم , ونظرية جو هاري التي قسمت الرؤى المستقبلية التي تحيط بألآنسان الى أربعة هي : المنفتحة , والعمياء , والمجهولة , والمعلومة , ولذلك قال الفلاسفة عن ألآنسان المحدود عقليا :” قف عند حدك أيها المحدود ” . وقال القرأن الكريم ” بل ألآنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيرة ” وهو أستباق علمي لظهور علم النفس التحليلي الوضعي ,
وفي موقع كتابات كما في غيره تواجه المعارف الكبرى من يطفو على سطح الكتابة دون محصلة علمية يعتد بها ودون مستوى فكري قابل للحوار فالذين يحلو لهم نكران قضية ألآمام المهدي المنتظر يمكن معرفة محدوديتهم وسطحيتهم من خلال حديثهم على قاعدة ” تكلموا تعرفوا “
فالذي يدافع عن أفراط بعض الشباب وفوضى سلوكهم بدعوى الحرية هو كمن يدافع عن المثلية كما دافع كنعان مكية وكما قام أوباما الرئيس ألآمريكي بتقديم الهدايا للزواج المثلي وكما شرعت بعض الدول ألآوربية زواج المثلية , وكمن يدافع عن ألآيمو , والبريكية , وكلها مظاهر لتراجع العقل ومرض النفس , وهذه المظاهر تعيق التنمية البشرية , والتنمية البشرية هي هدف السماء وخيار العلوم النافعة والتي خططت لها بعض الدول فنالت شيئا من النجاح وأخفقت في أشياء أخرى , وهذا ألآخفاق هو الذي ينتظر التصحيح عقلا , والتصحيح للمسيرة البشرية مرهون بقيادة مختارة ومصطفاة , وألآختيار وألآصطفاء بيد السماء صاحبة النعمة وواهبة الحياة وصانعة الموت كأجل مخطط ومبرمج لالبس فيه , وألآعتراض وألآلتباس دائما يأتي من العقول المحدودة , والحقيقة المطلقة في الكون والحياة هو ” الله ” ومع ذلك وجدنا من لايؤمن بالله , فأذا كان ألآعتراض ونكران الله قد حصل من البعض , فمن الطبيعي جدا أن نجد ألآعتراض والنكران لقادة المسيرة البشرية من ألآنبياء وألآئمة وهم النعمة الكبرى في المفهوم ألآيماني , وليس كما ذهب البعض عندما سئل عن معنى النعيم في ألآية ” يومئذ تسئلون عن النعيم ” فقال الطعام والشراب ؟ فقال له ألآمام الصادق ” ع” أذن سيطول مقامك بين يدي الله عندما تعدد كل الطعام والشراب ” وأن تعدوا نعمة الله لاتحصوها ” فقال الرجل : وماهو النعيم ياأبن رسول الله “ص” ؟ قال “ع” نحن النعيم , أي أهل البيت عليهم السلام لآنهم نعمة العقل والفهم والعلم وألآدراك , ولايوجد نعيم أكبر من ذلك لدوامه , أما نعمة الطعام والشراب فهي نعم متغيرة وغير دائمة , وعندما حضر علي بن موسى الرضا “ع” مجلس المأمون وقد أجتمع فيه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان , فقال المأمون : أخبروني عن معنى ألآية : ثم أورثنا الكتاب الذين أصطفينا من عبادنا ” – فاطر – 32- فقالت العلماء : أراد الله ألآمة كلها
فقال المأمون : ماتقول ياأباالحسن ؟
فقال الرضا “ع” : لاأقول كما قالوا ولكن أقول : راد الله تبارك وتعالى بذلك العترة الطاهرة “ع”
وقال المأمون : وكيف عني العترة دون ألآمة ؟
فقال الرضا “ع” لو أراد ألآمة لكانت بأجمعها في الجنة لقول الله ” فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بأذن الله ذلك هو الفضل الكبير ” – فاطر – 22- ثم جعل العترة الطاهرة كلها في الجنة فقال عز وجل ” جنات عدن يدخلونها – فاطر – 33- فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لالغيرهم , ثم قال الرضا “ع” هم الذين وصفهم الله في كتابه فقال : ” أنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا – ألآحزاب -33- وهم الذين قال رسول الله “ص” أني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي , لن يفترقا حتى يردا علي الحوض , أنظروا كيف تخلفوني فيهما , يا أيها الناس لاتعلموهم فأنهم أعلم منكم
قالت العلماء : يا أبا الحسن أخبرنا عن العترة هم ألآل أو غير ألآل ؟
قال الرضا “ع” : هم ألآل
فقالت العلماء : فهذا رسول الله يؤثر عنه أنه قال ” أمتي ألي ” وهؤلاء أصحابه يقولون بالخبر المستفيض الذي لايمكن دفعه : ” أل محمد أمته “
فقال الرضا “ع” : أخبروني هل تحرم الصدقة على أل محمد ؟
قالوا : نعم , قال “ع” فتحرم على ألآمة ؟ قالوا : لا
قال “ع” هذا فرق بين ألآل وبين ألآمة , ويحكم أين يذهب بكم أصرفتم عن الذكر صفحا أم أنتم قوم مسرفون ؟ أما علمتم أن وقعت الرواية في الظاهر على المصطفين المهتدين دون سائرهم ؟
قالوا : من أين قلت ياأبا الحسن ؟
قال “ع” من قوله ” لقد أرسلنا نوحا وأبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون ” – الحديد – 26- فصارت وراثة النبوة والكتاب في المهتدين دون الفاسقين .
فقال المأمون : فهل فضل الله العترة على سائر الناس ؟
فقال الرضا “ع” أن الله العزيز الجبار فضل العترة على سائر الناس في محكم كتابه , فقال المأمون : أين ذلك من كتاب الله ؟
قال الرضا “ع” : في قوله تعالى ” أن الله أصطفى أدم ونوحا وأل أبراهيم وأل عمران على العلمين – ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم – 33- 34- أل عمران – وقال في موضع أخر ” أم يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله فقد أتينا أبراهيم الكتاب والحكمة وأتيناهم ملكا عظيما ” – النساء – 54- ثم رد المخاطبة في أثر هذا الى سائر المؤمنين فقال ” ياأيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي ألآمر منكم ” – النساء – 59- والملك في ألآية ” 54 ” يعني الطاعة وهي للمصطفين الطاهرين
قالت العلماء : فهل فسر الله تعالى ألآصطفاء في الكتاب ؟
فقال الرضا “ع” : فسر ألآصطفاء في الظاهر ليس سوى الباطن في أثني عشر موضعا , وهي :-
” وأنذر عشيرتك ألآقربين ” – الشعراء – 214-
” أنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا “
” قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ” – أل عمران – 61-
” وأوحينا الى موسى وأخيه أن بوءا لقومكما بمصر بيوتا وأجعلوا بيوتكم قبلة ” يونس – 87-
” وأت ذا القربى حقه ” – ألآسراء – 26-
” قل لا أسألكم عليه أجرا ألآ المودة في القربى ” – هود – 29-
” أن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ” – ألآحزاب – 56-
” وأعلموا أنما غنمتم من شيئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى ” – ألآنفال – 42-
واليتيم أذا أنقطع يتمه والمسكين أذا أنقطعت مسكنته أنقطع سهمه , أما سهم ذي القربى باق الى يوم القيامة .
” فسئلوا أهل الذكر أن كنتم لاتعلمون ” – النحل – 43-
” حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم ..” – النساء – 22- قال الرضا “ع: خبروني هل تصلح أبنتي أو أبنة أبني أو ماتسلسل من صلبي لرسول الله أن يتزوجها لوكان حيا ؟ قالوا : لا
قال “ع” : أخبروني كانت أبنة أحدكم تصلح له زوجة أن يتزوجها ؟ قالوا : بلى , فقال : هذا بيان أنا من أله ولستم من أله
” وقال رجل مؤمن من أل فرعون يكتم أيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم ” – المؤمن – 28-
” وأمر أهلك بالصلاة وأصطبر عليها ” – طه – 132- فكان رسول الله “ص” يجيئ الى باب علي وفاطمة بعد نزول هذه ألآية تسعة أشهر في كل يوم عند حضور كل صلاة خمس مرات فيقول : الصلاة يرحمكم الله , وما أكرم الله أحدا من ذراري ألآنبياء بهذه المكرمة , فهذه هي الفروق بين ألآل وألآمة , والمهدي المنتظر “عج ” هو من ألآل بلا جدال , ومنكره منكر لكبرى قضايا ألآيمان , ومن يساوي بينه وبين المدعو ” أبو بكر البغدادي ” ألآ أثم قلبه ومسفه رأيه بيده كما فعل عندما أنتصر للمثلية والبريكية وألايمو, ودفعه الفراغ الفكري لآستنكار ذبح الذبائح معتبرا أياها عنفا ناسيا العنف الذي تمارسه عصابات التكفير ألآرهابي , أن التحضر لايأخذ طريقه للناس ألآ من خلال عقول سليمه تعرف فلسفة الكون والحياة وتعرف القيادة المصطفاة من قبل السماء , أما الكتابة بدون علم , والتعليقات بدون فهم كالذي عندما نقول أعتقلنا يوم الثامن من شباط عام 1963 والقرأن في جيبنا ونردد ماقاله فتية أهل الكهف , فيقول صاحب التعليق بحماقة وحقد أعمى أنني كنت شيوعيا ؟وكذلك الذي يتهتك بأعراض زوجات ألائمة ألآطهار مما جعله من أصحاب ألآفك الملعونين في الدنيا وألآخرة ,ويظل الذين يختبئون وراء رموز وطلاسم كالخفافيش التي تخاف من ضوء الصباح وهو الحقيقة وضوء الحقيقة قادم بأذن الله , وصدق من قال : لكل داء دواء يستطب به لآ الحماقة أعيت من يداويها , وتبقى هذه الكتابات كرعاف الدم المنزوف تعبيرا عن مرض أصحابها فهي زبد يذهب جفاء وطحالب وأشنات لاتقتات عليها ألا الطفيليات وضعف الطالب والمطلوب.