فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين – قرأن كريم –
من الذين كتبوا في تعريف السلفية ” بن منظور , والفراء , والجوهري , وأبن فارس , والسمعاني , وأبن ألآثير ” والمتتبع لتعاريف هؤلاء يظهر أن السلف لغة تعني التقدم الزمني , والمرحوم الشهيد العلامة محمد سعيد رمضان البوطي الذي قتله التكفيريون ألآرهابيون في مسجد ألآيمان بدمشق عم 2013 م يعتبر القرون ألآولى الثلاث من عمر ألآمة ألآسلامية بينما يذهب الدكتور عبد الحليم محمود في كتابه السلفية ودعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الى أتفاق العلماء بأن السلف يراد بهم الصحابة رضي الله عنهم والتابعون عليهم رحمة الله وتابعوالتابعين رحمهم الله وقيل ماقبل الخمسمائة وأحمد بن حجر يقول : ماكان عليه الصحابة وماكان عليه أعيان التابعين لهم بأحسان وما كان عليه أتباعهم وأئمة الدين ممن شهد له بألآمامة وعرف عظيم شأنه في الدين وتلقى الناس لكلامهم خلفا عن سلف كألآئمة ألآربعة والسفيانين والليث بن سعد وأبن المبارك النخعي والبخاري ومسلم وسائر أصحاب السنن دون من رمي ببدعة أو شهر بلقب غير مرضي مثل الخوارج والروافض والمرجئة والجبرية والجهمية والمعتزلة وسائر الفرق الضالة ” – العقائد السلفية – لآحمد بن حجر الأ أبو طامي ص11-
وألآعاقة الفكرية في عقائد السلفية تحتاج الى بحوث مطولة ودراسة جامعة ليس هنا مكانها , ولكني حرصت على تنبه القارئ الذي لايجد وقتا طويلا للقراءة هذه ألآيام , لذلك سأقدم نماذج معاصرة تعيش معنا ولكنها تشارك ” الدواعش ” وكل عصابات التكفير ألآرهابي فكرها وطريقة عملها مع أختلافات في تفاصيل مشروعها لكنها تظل تستقي نفس المفاهيم الخاطئة نتيجة ألتزامهم بما يسمى ” السلفية ” وقد عرفنا أن السلفية لايمكن أعتمادها منهجا لما ظهر تاريخيا من تباين وتناقض بين من أراد أتباع السلفية تقديسهم دون غيرهم , لآن الدارس والمتتبع يكتشف ثغرة كبيرة في تفكير القوم الذين يختزلون أهل بيت النبوة وهم الذرية الصالحة بعد رسول لله “ص” والذين أصطفتهم السماء بنص أوتمن عليه صاحب الرسالة خاتم ألآنبياء والمرسلين وبلغ به وأتبع كل السبل والوسائل والمناسبات لآظهاره حتى يتم ألآلتزم به كما أنه “ص” لم يحجم عن بيان عدم مؤهلية من يشتبه بهم عند الفتنة ممن هم حوله ومعه وكانوا أصحابه ولكنهم ليسوا أوصيائه , وفرق بين الصاحب والوصي , فالصحبة قضية أعتبارية يفرضها الزمان والمكان , والوصي مقام شرعي لايحصل ألآ بنص من الله تعالى , ومن يفهم تاريخ ألآنبياء والرسالات يعرف أن لكل رسالة نبي , ولكل نبي وصي , ولذلك كان اليهود من سكان المدينة الذين عندهم أخبار التوراة يسألون رسول الله “ص” أسئلة كثيرة ومنها من هو وصيك فكان ” ص” يجيبهم بوضوح وبدون تكلف أن وصيه علي بن أبي طالب , وحدث أن جماعة من اليمن من أتباع سام بن نوح قدموا الى رسول لله “ص” وقلوا له : يامحمد نحن من أتباع سام وعندنا من أثره كتاب ونعرف أن لكل نبي وصي فمن هو وصيك ؟ فقال لهم : وصي علي بن أبي طالب فقالوا نريد أن نختبره , فدعا عليا وقال له أدخل الى المسجد وصلي ركعتين أمام المحراب ثم أدعو الله فسيخرج لك تابوت فيه شيخ مسجى سيكلمك , وفعل ألآمام ما أمره رسول الله “ص” فخرج من ألآرض تابوت فيه شيخ مسجى فسأله ألآمام من أنت قال أنا سام أبن نوح , فقالت جماعة اليمن نريد أن نتأكد عندنا من صحف سام فلنسأله , فسألوه وكان الشيخ المسجى سام يجيبهم كما هو مكتوب عندهم فتأكدوا أن من في التابوت هو سام بن نوح ثم أختفى التابوت تحت ألآرض , هذه الحادثة وغيرها الكثير تم ألآعراض عنها وأخفائها بحجة الغلو والبدع ومن ثم تكذيبها ومحاصرة من يؤمنون بها وهم أتباع مدرسة أهل البيت , ولذلك رأيناهم لايعدونهم من السلف الصالح في حين نرى أبن أبي الحديد المعتزلي يقول في شرح كتاب نهج البلاغة عنألآمام علي مانصه :” ما أقول في رجل تعزى اليه كل فضيلة , وتنتهي اليه كل فرقة , وتتجاذبه كل طائفة , فأن المعتزلة الذين هم أهل التوحيد والعدل وأرباب النظر ومنهم تعلم الناس هذا الفن تلامذته وأصحابه , وأما ألآشعرية فينتهون بأخرة الى أستاذ المعتزلة ومعلمهم وهو علي بن أبي طالب .. وأما لآمامية والزيدية فأنتماؤهم اليه ظاهر .. ومن العلوم علم الفقه وهو عليه السلام أصله وأساسه , وكل فقيه في ألآسلام فهو عيال عليه ومستفيد من فقهه وأبو حنيفة ومالك والشافعي وأبن حنبل ” هؤلاء الفقهاء ألآربعة وأما فقه الشيعة فرجوعه اليه ظاهر ومن العلوم علم تفسير القرأن ” وعنه أخذ ومن العلوم علم الطريقة والحقيقة وأحوال التصوف وقد عرفت أن أرباب هذا الفن في جميع البلاد ألآسلامية اليه ينتهون وعنده يقفون وقد صرح بذلك الشبلي والجنيد وسري وأبو يزيد البسطامي وأبو محفوظ معروف الكرخي وغيرهم ويكفيك دلالة على ذلك الخرقة التي هي شعارهم الى اليوم وكونهم يسندونها بأسناد متصل اليه عليه السلام ” – أبن أبي الحديد المدائني شرح نهج البلاغة ج1 -172- فالى ألآخ الذي علق على ماكتبته في دراسة أبن تيمية مؤسس ثقافة العنف والبدع والشبهات ودراسة ” الثقافة القرأنية وثقافة المذاهب ” والذي لم يحاورني في مادة البحثين وانما راح يثير قضايا تنم عن عوق ثقافي يسيئ للنبي “ص” عندما يحلو له أن يسمي النبي ” محمد عبدالله ” لآنه سمع القرأن يقول عن النبي “ص” أنه بشر مثلنا ؟ وهذا ألآخ لم يعرف أن بشرية الرسول هي حقيقة تكوينية لاجدال فيها فهو يأكل الطعام ويتزوج النساء ويمشي في ألآسواق , ولكن البشرية عند الرسول لم تمنعه أن يمتلك السمو الروحي فيكون من المصطفين ألآخيار الذين تفاضلوا فيما بينهم بمقدار قدرتهم على تجسيد التقوى فكان هو “ص” قاب قوسين و أدنى ” وكان “ص” لاينطق عن الهوى أن هو ألآ وحي يوحى ” والنطق خاصية للآنسان وبه تميز عن باقي المخلوقات , فكل ما يتكلمه “ص” هو نطق سواء كان في القضيا الخاصة ” التبليغ عن الله ” أو العامة وهو الحديث مع عياله وأصحابه ومع الناس , ومشكلة ألآخ صاحب التعليق أنه لايأخذ بمنهج تفسير القرأن بالقرأن كما هو منقول عن رسول الله “ص” بواسطة تلميذه علي بن أبي طلب ومن بعده بنيه الحسن والحسين الذين لايناقش أحد في علمهم ووثاقتهم عند المسلمين وحديث الخليفة أبو بكر مع فاطمة بنت محمد زوج علي بن أبي طالب حول وراثتها لفدك يكشف ذلك مثلما يكشف أن الذين أنكروا وراثة ألآنبياء لآبنائهم بالمال هم يخالفون صريح القرأن ” وورث سليمان داود ” كما يخالفون صريح نص الوصية وهي عامة ملزمة لكل مكلف من المسلمين وعلى رأسهم نبيهم قال تعالى ” كتب عليكم أذا حضر أحدكم الموت أن ترك خيرا الوصية للوالدين وألاقربين بالمعروف حقا على المتقين ” – 180- البقرة – وعليه فأن الحديث الذي يستشهد به البعض ” نحن معاشر ألآنبياء لانورث ” يعارض صريح النص القرأني فلا يؤخذ به
وألآخ صاحب التعليق ظهر عليه أنه لانصيب له من تفسير القرأن ودلالات معانيه فهو يستغرب من ذكرنا ليحيى وكيف أعطي الحكم صبيا ومن ذكرنا لمريم وعيسى وكيف كلم الناس وهو في المهد ؟ وكنا نتوقع من أي مسلم ينظر بعقل وروية أن يستوعب مايسمع من كلام الله مثلما أراد هو أن يستدل بكلام العرب ولكنه لم يطبقه على نفسه , فالقرأن عندما يذكر لنا تلك ألآمثلة أنما يريد أن يقول لنا أن الله خلق الخلق وأنزل الكتب وأختار من ملائكته من يبلغها للرسل وأختار الرسل من سلسلة واحدة من النسب وأختار من ذلك النسب أطهره وأقدره على حمل الرسالة وظهر عمليا ومن خلال القصص القرأني أن ألآصطفاء وقع من الله وأن المصطفين لرسالاته تمت رعايتهم بأذن الله من الصغر أتضح ذلك في أسماعيل عليه السلام ” وتله للجبين ” قال يا أبتي أفعل ما تؤمر ستجدني أن شاء الله من الصابرين ” ثم تعقب ألآية الكريمة فتقول ” أن هذا لهو البلاء المبين ” وأسماعيل الذي فجرت عين زمزم كرامة له ولآمه وأبيه والتي لازالت الى اليوم يشرب منها الحجيج هل يمكن لصاحب التعليق أن يقول عن أسماعيل أنه لم يبلغ الحلم ورفع عنه القلم كما سول له قلمه أن يكتب ذلك بحق علي بن أبي طالب الذي لاندري على ماذا أعتمد صاحب التعليق عندما يقول بعد ” 13″ سنة نام في فراش الموت ؟ وهل لعاقل ن يستخف بحدث من هذا النوع الذي يدل على نفس أمنت بربها حق ألآيمان وأتقته حق التقوى ” بينما تقول ألآية عمن كان مع النبي في الغار لاتحزن أن الله معنا ” وهذا يعني أن الحزن والخوف أخذ مأخذا , ولذلك قالت ألآية ” فأنزل سكينته عليه ” ولم تقل ” عليهما ” وما كنت بحاجة لمثل هذا الحديث لولاأن صاحب التعليق كان ملحاحا يسيئ لمن يريد أن يمدحه من حيث لايدري , وألآ فمن أين له ” 13″ ساعة التي نسبها للخليفة أبي بكر مدعيا صاحب التعليق أن أبا بكر بعد أسلامه ” 13″ ساعة بدأ العمل ألآ يرى معي القراء والمتابعين أن هذا التقدير بالساعات لم يكن مذكورا لافي سيرة أبن هشام وأبن أسحاق ولا في الصحاح والمسانيد المروية , وكيف سمح لنفسه أن يجرد رجلا مثل ألآمام علي من نشاطه وحركته طيلة “13” سنة و التي رأيناه في بعضها مع رسول الله “ص” وهو أبن عشر سنوات عندما طلب الملآ من قريش قلع الشجرة وقد ذكرناها في دراستنا السابقة وهي مذكورة في نهج البلاغة ثم رأينا موقف ألآمام علي عندما نزلت ألآية ” وأنذر عشيرتك ألآقربين – 94- الحجر – وكيف كان علي بن أبي طالب هو المجيب لرسول الله حتى قال له النبي “ص” أنت أخي ووصي وخليفتي فأسمعوا له وأطيعوا فقام القوم يضحكون ويقولون لآبي طالب قد أمرك أن تسمع لآبنك وتطيع وجعله عليك أمير ” – تاريخ الطبري ج2 ص319 – وفرائد السمطين ج1 ص85 , وشواهد التنزيل ج1 ص420 – وكفاية الطالب ص204 –وينابيع المودة ج1 ص122- وهي أول خطوة للدعوة قدمت فيها أمامة علي فهل يحق لك ياصاحب التعليق أن تحجب الحقيقة عن الناس كما أدعيت أن عمره الشريف ثمان سنوات وهو عشر سنوان عند نزول الوحي فحتى هذه أردت أن تبخس بها علي بن أبي طالب لذي لايمكن لعاقل أن يغمط دوره وجهاده في ألآسلام , ومع ذلك لم تجب لماذا لم يتمكن أبو بكر من فتح حصن خيبر ؟ بينما فتحه علي بن أبي طالب وهو الذي قال فيه النبي سأعطي الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله ويحب لله ورسوله فهل لك أن تنكر ذلك وتنكر الفتح الذي تم على يديه بتسهيل من الله فلا تبخسوا الناس أشياءهم , ثم من أين لصاحب التعليق وهو يعرف أسمه أن يقول في ذلك الزمن لايوجد أنترنيت ولا أتصالات معلالا سبب أعطاء النبي “ص” سورة براءة للآمام علي الذي بعثه الرسول وراء أبي بكر ليأخذ منه التبليغ ويقوم هو بالتبليغ بناء على مانزل على النبي “ص” أنه لايجوز تبليغ براءة ألآ من النبي أومن هو وصيه ونفسه وهو مانصت عليه ألآية ” 61″ من سورة أل عمران والتي ترد كذلك الى ماذهب اليه صاحب التعليق من تأويل يتلاعب بالحقائق في نسبة علي وفاطمة والحسن والحسين الى رسول الله بدعوى أن أبا طالب مات كافرا ؟ ولاندري على ماذا أستند صاحب التعليق ؟ هل على مرويات السلفيين وقد رأينا أختلافهم وتناقضهم حتى ضيعوا الحقيقة وفتحوا الفرصة لداعش أن تفعل ماتفعل هذه ألايام , ثم أعود لقصة ألآنترنيت وألآتصالات التي أراد أن يتذرع بها صاحب التعليق ليدافع عن أبي بكر ومايدري أنه أساء للرجل بدلا من أن يحسن له , فألآنترنيت وعلم ألآتصالات هو مقدرة ربانية وعلم ألهي تجلا في حادثة جلب عرش بلقيس من سبأ الى مملكة سليمان في الشام فلا يمنع المولى تعالى من أيصال مايريد ولكن هناك حكمة من أرسال ألآمام علي لتبليغ سورة براءة حتى لاتظل أنت ومن معك ومن سبقك كأبن تيمية وأبن القيم الجوزية ومحمد بن عبد الوهاب ومن معه من التكفيريين والسلفيين ترون أن النبي بشر بلغ ومات وأصبح ترابا فلايجوز أن تشد الرحال لزيارته كما أفتى أبن تيمية فأضيفت الى فتوى الحموية فأدخل السجن بعد الفتنة التي أحدثها , أن بقاء صاحب التعليق يلف ويدور حول ” عبس وتولى ” مثلما هلل لها من سبقه من السلفيين ظنا منهم أن هذه مثلبة تزيل العصمة عن رسول الله “ص” مثلما سولت لهم أنفسهم في أية التحريم التي هي مثلبة على أثنين من زوجات النبي هما عائشة وحفصة , وأنا أقول لصاحب التعليق الذي يبدو عليه ألآصرار لسلب أخص صفة من صفات رسول لله التي عرفها عنه القاصي والداني وهي صفة ألآخلاق التي وصفها تعالى فقال ” وأنك لعلى خلق عظيم ” وعلى قاعدة تفسير القرأن بالقرأن أقول هل يصح نسبة العبوس وألاعراض عن الزائر والسائل الى رسول الله ” وهل يمكن أن يكون بعد ذلك ممن يصفه الله بالخلق العظيم ؟ أتقوا الله وأدرسوا القرأن وخذوا معانيه من الراسخين في العلم وكل المحسوبين على السلفيين ليسوا من الراسخين بالعلم وليتكم كنتم كما قال الشاعر :-
أذا الجوزاء أردفت الثريا .. ظننت بأل فاطمة الظنونا
فمالكم تظنون بأل فاطمة كما فعلت في الحديث عن نسبتهم الى رسول الله وليس الى أبي طالب بدعوى كاذبة يرددها السلفية مفادها أن أبا طالب مات كافرا ؟ وخير ماينطبق عليهم قول الشاعر :-
قل مابدا لك من زور ومن كذب .. حلمي أصم وأذني غير صماء
أن العام الذي توفي فيه أبو طالب عم النبي وكافله وتوفيت فيه أم النبي سمي بعام ألآحزان , وكان المشركون يهابون أبا طالب وأذا أرادوا شيئا من سؤال لرسول الله “ص” يذهبون لآبي طالب , والنبي هو الذي قال لعمه ياعم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا ألآمر ماتركته , وكان أبو طالب يحمي رسول الله ويدافع عنه وهو من كان يقول شعرا في النبي ودينه حيث قال :-
ولقد علمت أن دين محمد من خير أديان البرية دينا ؟
ولكن بنوا أمية عمدوا الى أنكار أسلام أبي طالب حتى يقوضوا مفهوم أن النبي وألآمام يكونا لآبوين مؤمنين , وعلى هذا المنهج سارت السلفية , فهذا بن تيمية يتعمد الكذب على رسول الله “ص” فهو يقول عن حديث النبي “ص” الذي رواه البخاري ” أنت مني بمنزلة هارون من موسى ألآ أنه لانبي بعدي ” يقول الشيخ أبن تيمية : ليس فيه أي مزية لعلي ؟ ولا فيه مايشير الى حقيقة ألآستخلاف وماهو ألآ كلام أراد منه النبي أيناس علي لاغير ؟ والحديث في صحيح البخاري ج5 ص 89- ورواه مسلم ج4 ص 1870 وأحمد بن حنبل في مسنده , وهذا هو العوق الفكري عن السلفية في أوج وأوضح صوره , ولآنهم لايؤمنون بمنهج تفسير القرأن بالقرأن الذي يعتبر العم أبا كما في ألآية التي جعلت أسماعيل عليه السلام أبا لآبناء يعقوب ويعقوب هو أبن أسحاق أبن أبراهيم ومن هنا قالوا زورا بأن أبا أبراهيم كان كفرا لآنهم لم يعلوا أن المقصود في ألآية كان عم أبراهيم وليس أباه , وهذا الخلط المتعمد طال رسول الله “ص” ولذلك رأينا صاحب التعليق يقول خطأ أن النبي سمه ” محمد عبدالله ” وهي جرأة ليس فيها أدب المخاطبة لرسول الله “ص” الذي أمرنا القرأن أن لانجهر للنبي كجهر بعضنا لبعض وأن لانناجي النبي ألآ بعد دفع صدقة , ولايجوز زواج زوجات النبي من بعده كرامة لرسول الله لآن بعض النفوس المريضة أرادوا ألآساءة للنبي في هذا الخصوص , والخلط في مفهوم أهل البيت وهو أصطلاح قرأني وبين مفهوم زوجات النبي وعائلته من حيث الزوجية هو خلط متعمد فيه نفس أموي لتجريد علي وفاطمة والحسن والحسين من خصوصيتهما التي منحهما رسول الله بناء على أمر من ربه , ففاطمة بضعة مني من أذاها فقد أذاني , وعلي مني وأنا من علي , والحسن والحسين أمامان قاما أو قعدا وهما سيدا شباب أهل الجنة , والعجيب مع أن هذه ألآحاديث مروية كما ذكرنا في البخاري وصحيح مسلم ومسند أحمد ألآ أن السلفية والخيرية وهم أصحاب خير القرون الذي بعدي وبعضهم يقول الجماعة وهو حديث ضعيف ولا يسنجم مع نصوص القرأن التي تجعل ألآفضلية للعمل الصالح والتقوى ” ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين ” -2- البقرة – ومن المواقف المعاصرة للسلفيين التي يظهر فيها العوق الفكري جليا متحدث به ” وجدي غنيم ” وهو أحد السبعة الذين طردتهم دولة قطر من أراضيها بأعتبارهم من قادة ألآخوان المسلمين حيث يقول وجدي غنيم في الفيديو المصور الذي بثه أني سأنقل دعوتي الى خارج قطر ثم يكيل مديحا وثناءا على قادة دولة قطر , وهذا المديح هو العوق الفكري عن السلفية فقطرالتي تقوم على أراضيها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية تتجسس على ثروات المسلمين وأمورهم وقطر التي تقيم علاقات مع الكيان ألاسرئيلي عترف بها نتنياهو بعد حرب غزة وقطر التي أدمت قلوب المسلمين في سورية وهجرتهم ودمرت بلدهم نتيجة تمويلها ودعمها للعصابات التكفيرية ألآرهابية ومثلها فعلت مع العراق ومع مصر وليبي وتونس واليمن قطر التي فعلت كل ذلك كيف يجروء من يعتبر نفسه مسلما أن يمدحها فكيف بمن يعتبر نفسه داعية أسلامية ؟ أرأيتم معي كيف يكون العوق الفكري عند السلفية منتقصا من شأن النبوة ومنكرا للمقدسات وباخسا لحق أهل بيت النبوة وهم الذين خصهم الله بالتطهير والتسمية , وكيف يظهرون جهلا بمصطلحات القرأن ومفاهيمه وليتهم يحرصون عليها كحرصهم على القراءات العشرة , وليتهم يحفظون أسماء العترة النبوية التي أمروا بحبها ومودتها كما يحفظون أسماء العشرة المبشرة بالجنة وبعضها غير صحيح كما قال ألآمام علي لطلحة والزبير : عرفتماني بالحجاز وأنكرتماني بالعراق فما عدا مما بدا