ألآصلاح : مصطلح قرأني , تحول لدى البعض تاريخيا الى شعار يترنح بين مفاهيم لم يستطع أصحابها تجسيدها في الواقع , فأشعلوا الحروب والنزاعات , فكانت البلاد العربية وألآسلامية محطة تلك الحروب , وأصبح ما يسمى بالشرق ألآوسط محطة النزاعات التي تتوزع من هرم الدولة ورأس السلطة الى هرم العائلة حتى أصبح ألآفراد كأخوة يوسف .
وتحول مصطلح ” ألآصلاح ” لدى أحزاب السلطة بعد 2003 في العراق الى أسترخاء ومماطلة لتضييع الوقت وتفتيت الجهد حتى أصبحت الدولة العراقية أرملة لاتجد لآيتامها زراعة تدفع جوعهم , ولا صناعة تشغل العاطلين وتخفف من حاجتهم للآخرين ؟
والذين أفسدوا مفاهيم الديمقراطية وحقوق ألآنسان : هم ألآمريكيون ومعهم ألآوربيون , وأتباعهم من أنظمة فاسدة في المنطقة .
والذين رملوا الدولة العراقية ويتموا شعبها : هم أحزاب السلطة الفاسدة , ومن يصنع الترمل واليتم , وينشر الفساد , لاينتمي الى رب العباد , ولا يعرف معنى الجهاد , ومن لايعرف الجهاد بمعناه ألآعماري , لايعرف أحياء أرض السواد , ومن لايعرف الجهاد ألآقتصادي , لايمكنه أن يكون أصلاحيا لا بالسطح ولا بالمضمون الجوهري .
لآن ألآصلاح كمصطلح قرأني , توفرت له قيادات تاريخية مصطفاة من السماء , لا كدعاوى ” داعش وعصابات التكفير ألآرهابي ” التي شوهت مفهوم ” الله أكبر ” في ذهن الذين لايعرفون معنى ” الواحد القهار ” الذي يطوي السماء كطي السجل للكتب ” والذي يملك القدرة على ” يوم تبدل ألآرض غير ألآرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار ” .
ومن القيادات التاريخية التي أعطيت صفة النبوة هو النبي شعيب عليه السلام الذي قال ” قال ياقوم ارءيتم أن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا وما أريد أن أخالفكم الى ما أنهاكم عنه أن أريد ألآ ألآصلاح ما أستطعت وما توفيقي ألآ بالله عليه توكلت واليه أنيب ” –هود – 88- .
كل أحزاب السلطة في العراق تخالف ما تدعو له ظاهرا حتى أصبحت شعاراتها ألآنتخابية مزحة وسخرية لدى الشارع العراقي المنكوب بتراكمات وخطط المحور التوراتي , ومصدوم بتحديات ألآرهاب التكفيري وعصاباته التي لاتعرف سوى الفوضى والقتل والدمار حتى أصبحت مشروعا للموت لا للحياة , مثلما أصبحت أحزاب السلطة الفاسدة : مشروعا للفشل , ومشروعا لضياع هوية الدولة والمواطنة؟
ومن يدعو للآصلاح الجوهري : عليه أن يتخلى عن أحزاب السلطة حتى وأن أمتلكوا تصويت البرلمان , فالبرلمان لم يعد جديرا بالوظيفة التي أنتدب اليها , لآن ألآنتخابات عرفت كيف تم التلاعب بها , وأفتضحت أساليب الدعاية وألآغراءات التي أصبحت تنتظرا قضاء عادلا ليقول كلمته .
ومن يدعو للآصلاح الجوهري : عليه أن يتخلى عن حواشيه الذين تراكموا كما تتراكم ألآشنات في البرك ألآسنة ؟
ومن يدعو للآصلاح الجوهري : عليه أن يعترف بأخطائه التي تسببت في ضياع سنتين من المراوحة والتردد الممل الذي أظهر عجزا ملت منه المرجعية الدينية , وضجر منه الشعب الذي فرغ صبره ؟
ومن يدعو للآصلاح الجوهري : عليه أن لايستبدل عنوان المحاصصة بعنوان التوافق بين أحزاب السلطة , فهؤلاء فيهم : المارقون , والناكثون , والقاسطون ؟
وفاقد الشيئ لايعطيه .
ومن يدعو للآصلاح الجوهري : عليه أن لايستجدي رضا الفاسدين والفاشلين .
ومن يدعو للآصلاح الجوهري : عليه أن يلتزم بوصايا وتوجيهات المرجعية الدينية وأن يلتزم بأرادة الشعب وتأييده للآصلاح الجوهري .
ومن يدعو للآصلاح الجوهري : عليه أن يهجر أمسيات المنطقة الخضراء , وقصور الرئاسة التي عشعش فيها الباطل , وأصبحت بؤرة لسامري أحزاب السلطة الذين عبدوا المال وألآمتيازات , كما عبد أتباع موسى عجل السامري الذي قبض قبضة من أثر الرسول فأدعى بجسد له خوار , وكل سامري التاريخ المنحرف هم كالذي أن تحمل عليه يلهث وأن تتركه يلهث ؟
نريد ألآصلاح الجوهري خيارا وقرارا , لا أضطرارا .
[email protected]