وقال لهم نبيهم أن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال أن الله أصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم ” – 247- البقرة –
أذا أجتمع خمس وعشرون نفر منكم ولم يؤمروا من هو أعلمهم فعملهم باطل – حديث شريف –
لابد لنا ونحن نناقش ألآزمة العراقية بعد حادثة دخول فلول داعش اليها علنا بعد أن كانت في ساحات مايسمى بألآعتصام تحت غطاء المطالب المفتعلة والشعارات المموهة لكن نشيد ” نحن تنظيم أسمنا القاعدة ” ظل من وثائق تلك ألآعتصامات التي كشفت هويتها دون ريب , وهذا ما أدى الى سقوط حجة أحزاب المنطقة الغربية بما فيها المتدين والعلماني , وحتى من سولت له نفسه أن يتخذ من الغطاء العشائري لونا من ألون المعارضة المفتعلة , فأن عنجهية وغطرسة فلول داعش لم تعترف بكل تلك العناوين والمسميات ألآ من كان منها وعلى هذا فلايجوز مواجهة ألآرهاب التكفيري المدعي بألآسلام والجهاد زورا ألآ من خلال طرح القواعد والمفاهيم الشرعية ألآسلامية ذات البعد ألآنساني المسامح ليس نظريا فقط وأنما تجسيدها عمليا مثل تطبيق عهد رسول الله “ص” بحماية كنائس النصارى , وهذا يحتاج الى نخبة معروفة بثقافتها وعلومها ألآسلامية مثلما هي معروفة بسلوكها العملي وطريقة عيشها التي لاغبار عليها في نظر الجمهور الذي يعرفها , وهذا لايعني ألغاء حرية الرأي والتعددية , وأنما هو تشخيص معرفي سياسي تفرضه ضرورة المواجهة مع ألآرهاب التكفيري الذي لايقوى على مواجهته أسلاميا ألآ حملة ألآسلام الحقيقيون .
وألآية الكريم التي أفتتحنا بها صدر الحديث فيها مايشبه الحالة العراقية من حيث أطرافها كما أنها وألآية التي تليها تحملان جوابا على مدعيات داعش وكل أطراف ألآرهاب التكفيري , فالتابوت كان مقدسا عند بني أسرائيل وهو الذي وضع فيه موسى “ع” في البحر ومن ثم ظل وضع موسى فيه درعه وألآلوح عند وفاته وسلمه الى وصيه يوشع بن نون وظل يتنقل عند بني أسرائيل محترما مقدسا فلما أساءوا التعامل معه نزل بهم البلاء , واليوم داعش تتوعد هدم الكعبة المشرفة مما سيزيد البلاء على المسلمين والعالم فضلا عن فضائعها وجرائمها وأخرها تهجير المسيحيين وألآكراد من الموصل بعد تخييرهم بين أعلان أسلامهم أو دفع الجزية أو القتل , بينما أصبح أتباع مدرسة أهل البيت في نينوى هدفا لبطشهم وجرائمهم .
والمشابهة لما في ألاية الكريمة من أطراف وهم طالوت الذي عين ملكا فرفض بعض بني أسرائيل بحجة أنه لم يكن من العائلة التي لها الملك ولم يكن يملك المال , فطالوت هو من أبناء بنيامين بن يعقوب ولم يكن من سبط النبوة ولا من سبط المملكة وكان سقاءا أو دباغا , ولكنه كان ذو فضيلة في العلم كما كان شجاعا ولذلك أصطفاه لله كما أخبرهم نبيهم داود عليه السلام , وعلى هذه القاعدة الربانية كان حديث رسول الله ” ص” بضرورة ولاية وتصدي ألآعلم في الحكم والقضاء وألآجتماع والسياسة وكل شؤون الحياة , وهذه القاعدة غير معمول بها اليوم في كل المجالات ولذلك نرى ألآبتلاءات تتكاثر على المسلمين وأخرها أبتلاء ألآحتلال ألآجنبي ثم أسرائيل ثم ألآرهاب التكفيري ولذلك نجد تقاربا بين هذه الجهات وتعاونا ضحيته المسلمون والبشرية أجمع .
وألآزمة العراقية اليوم حول رئاسة البرلمان والتي حلت حلا لم تتبين معالم نجاحها بعد ثم رئاسة الجمهورية والتي لازال ألآشتباك حولها لاسيما بين الكرد , ولكن أعظم وأخطر تلك ألآزمات هي أزمة رئاسة الحكومة وأزمة ألآرهاب التكفيري , فأحزاب السلطة يغلب على بعضها الطابع العائلي ولكن ثقافة ألآتباع غير الناضجة هي التي تجعل من الطابع العائلي مستمرا خلافا للشرع وأحكامه وخلافا للديمقراطية وحكمها المدني , ويغلب على البعض ألآخر من ألآحزاب سواء كانت في السلطة أو خارجها ظاهرة التقعر والتمحور والجمود والتبعية مما يجعلها عقيمة غير ولادة للقيادات وهذا ما يجعل حالة التغيير وألآستبدال وألآنتقال حالة معدومة وشبه مستحيلة كما هي اليوم في حالة رئيس الحكومة المالكي الذي يواجه معارضة الطرف العائلي والطرف المصاب بالتعرية القيادية مما يجعل معارضتهم تصب في خانة ألآرهاب التكفيري , لآنهم لايمتلكون مشروعا سياسيا وأقتصاديا وأمنيا للحكم مثلما لايمتلكون أشخصا مؤهلين للقيادة حقا , وهم جميعا يتحملون أخطاء العملية السياسية منذ مجلس الحكم البؤرة التي صنعت ألآخطاء والمحادل العائلية والحزبية , الى كتابة الدستور الملغوم بالثغرات القانونية مثل عراقية العراقي بالولادة لآب عراقي أو أم عراقية , والقنابل الموقوتة مثل المناطق المتنازع عليها , ومثل الصلاحيات المشتركة بين ألآقاليم والمركز , ومثل البيشمركة , الى مفوضية ألآنتخابات المصنوعة بالمحاصصة , الى هيئة النزاهة العبئ التنظيمي الذي لامبرر له حتى أصبح مشكلة للنزاهة وليس حلا , الى دوائر المفتش العام وهي ألآخرى أصبحت عبئا وليس حلا للفساد وسوء ألآداء , الى القضاء الذي أصبح مستباحا بولاءات أصحاب القوة والنفوذ مثلما أصبح مفتوحا لآصحاب عدم الكفاءة وألآخلاص , الى رؤساء ألآجهزة والوحدات العسكرية وألآمنية الذين ظهر أغلبهم متورطون بالفساد والخيانة الى البناء العشوائي للجيش والشرطة مما فتح الباب على مصراعيه لداعش وقوى ألآرهاب والفساد , ولآن الجميع متوحلين بالحل لايهتدون الى مخرج يحفظ كرامة البلد وسيادته , وأجتماعاتهم أصبحت لاينظر اليها بعين التفائل وألآحترام ولآنهم جميعا يمتلكون تجاربا فاشلة , لذلك نقترح على من لايزال يفكر وطنيا أن يغادروا أسماءهم وأسماء أتباعهم لتولي رئاسة الحكومة خدمة للوطن وأبتعادا عن نشر الغسيل الذي نحن في غنى عنه على أن المالكي مستثنى من هذه الحالة لطبيعة المواجهة مع ألآرهاب , وعليهم أن يفتشوا عن البديل خارج أطار محاضر أجتماعاتهم وخارج أطار أحزابهم وكتلهم ففي ذلك متسع من أيجاد البدائل المعروفة بثقلها السياسي والفكري وحضورها الجماهيري الشعبي وأن بدا للبعض التقليل من حظوظ تلك الكفاءات بسبب ماعانوا من ألآقصاء المتعمد أعلاميا فأن ذلك التقليل لايقدح من أهمية تلك العقول التي فرضت حضورها ومواكبتها بما تملكه من قدرة على ألآبدع في مجلات كثيرة وأن كانت بعيدة عن الجانب الحكومي وأعلامه , وهذا السبب يتحمله أعلام الحكومة وأحزاب السلطة المنطوية على أتباعها ومن يدور في فلكها تزلفا وتملقا .
أن أخطاءا كارثية أرتكبت في أدارة الدولة يتحملها جميع المشاركين في السلطة , وأن كان رئيس الحكومة يتحمل الوزر ألآكبر في عمليات هروب السجناء , وفي فساد وزارة التجارة ووزارة الكهرباء والصحة وفي سوء أدارة وزارة الداخلية ووزارة الدفاع والخارجية , وفي سوء أختيار المستشارين وسوء أختيار بعض المحافظين المحسوبين على قائمة رئيس الحكومة , وفي سوء أختيار المرشحين في قائمته ألآنتخابية وفي سوء تقريبه لبعض المقاولين , ومما يؤسف له أن رئيس الحكومة المالكي حتى بعد وقوع كارثة دخول داعش الى نينوى لم يظهر ميلا عمليا لتغيير من حوله وأكتفى بتغيير بعض الوجوه المسؤولة مباشرة عن الكارثة في الموصل ولم تكن الصورة واضحة للشعب وللمراقبين ومما زاد الطين بلة أصطحابه بعض ألآشخاص في زيارته الى سامرء وهم من غير المعروفين بالكفاءة والذين كانت تدور حولهم شبهات الفساد , كما أن تعيينات بعض المقربين منه في الوزارات التي أنسحب منها ألآكراد دليل أخر على عدم وجود النية الحقيقية للتغيير , ولكن الحديث عن هذه الآخطاء شيئ والحديث عن ألآرهاب التكفيري شيئ أخر , فأخطاء الحكم أمور عرضية يمكن علاجها , بينما قضية ألآرهاب قضية حياة أو موت لايمكن مساواتها بغيرها ومن هنا فأن مؤتمر عمان هو تعبير عن خيانة وطن لاتقرها التبريرات المأخوذة من أرشيف ساحات ألآعتصام المفتعلة والمدفوعة بمال التبعية العربية للمحور التوراتي والتي أسست لدخول داعش الى مدن المنطقة الغربية وحارث الضاري الذي حضر مؤتمر عمان هو من قال عام 2008 نحن من القاعدة والقاعدة منا , وتصريح من هذا المستوى يجعلة مشمولا بألآدنة بالمادة ” 4 ” ارهاب وكثير من الوجوه الحاضرة في ذلك المؤتمر هي كذلك مدانة بنفس المادة , ودولة الآردن ضالعة في التواطئ مع الجماعات الآرهابية ومن يساعدها وهي محطة خلفية لآدارة تلك الجماعات لذلك يجب أن تفاتح ويقدم لها أحتجاج رسمي وأن لم تتوقف وتعتذر يجب قطع ألآمداد النفطي وتسهيلاته وحتى لو أدى ألآمر الى قطع العلاقة معها
كما أننا نقترح أعادة النظر بأدرة حملة الحشود الشعبية المتطوعة للجهاد بناء على فتوى المرجعية وذلك بسبب ظهور فساد وخيانة بعض المسؤولين مما أنعكس على شعور المتطوعين وذويهم وهذا أمر بالغ الخطورة على السيد المالكي المبادرة الفورية لعزل ومحاسبة من تسبب بذلك وسوق بيع السلاح السوداء أصبحت معروفة ؟
أن أقتراحا من هذا العيار المعرفي هو الكفيل بأيجاد الحلول المناسبة لآزمة العراق التي أصبحت مستعصية بسبب جمود ألآفكار وأنانية بعض ألآشخاص والجهات , وألآقتراح ألآخر الذي لايقل أهمية عن ألآقتراح الآول هو أنه بعد أجتياح فلول عصابات ألآرهاب لنينوى وبعض مناطق صلاح الدين وألآنبار وكركوك وبعض مناطق ديالى , فالحل العسكري بات هو سيد الموقف والخيار ألآوحد الذي لايوازيه خيار أخر, ولآن الخيار العسكري مع ألآرهاب هو خيار البقاء والوجود لذلك نقترح فتح تعاون عسكري بين الجيش العراقي والجيش السوري وقد نادينا بهذا ألآقتراح قبل سنتين وخاطبنا به بعض الجهات المسؤولة في الجانب ألآمني , وكل من يتكلم بالخيار السياسي مع الجماعات التكفيرية ألآرهابية فهو أما واهم مغشوش أو أمي بالسياسة , نعم يبقى الخيار السياسي عملا مستمرا مع غير ألآرهابيين , وهذا مايمليه الشرع ” وجادلهم بالتي هي أحسن “
هذا هو المقترح الذي يحتاج العقل المنفتح , فهل سنجد من العقول المنفتحة التي تجعل من هذا المقترح مادة للنقاش والحوار , أم أننا سنشهد مزيدا من القوقعة والتحجر الذي يترك البلاد عرضة لآهواء المستشارين ألآجانب غير المرحب بهم شعبيا ومعهم أهواء بعض المسؤولين الفاسدين خصوصا في ألآجهزة ألآمنية من الذين عرف فسادهم شباب الحملة الشعبية للتطوع