19 أبريل، 2024 2:14 م
Search
Close this search box.

ألآرتدادات الفكرية المبطنة ” طلال الصالحي مثالا “

Facebook
Twitter
LinkedIn

ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد ” 3- الحج –

ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ” 8- الحج-

ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزي ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق – الحج – 9-

ومن الناس من يعبد الله على حرف فأن أصابه خير أطمأن به وأن أصابته فتنة أنقلب على وجهه خسر الدنيا وألآخرة ذلك هو الخسران المبين ” – الحج- 11-

يخرج علينا بين الفينة والفينة من يجادل بغير علم , والجدل بغير علم هو السفسطة التي لاتثمر شيئا , والعلم عند أهل العلم هو ألآنتقال من المجهول الى المعلوم , وعند الفلاسفة هو أنتقاش صورة الشيئ في الذهن  .

وهؤلاء الذين يحلو لهم الجدال بغير علم يظهرون كالفقاعات بسرعة ثم يختفون بسرعة , وخلال مراقبتنا لما يكتب في موقع كتابات ومواقع أخرى لاحظنا بعض ألآسماء غير المعروفة في عالم الكتابة والبحث تستهويها المجادلة ويشجعها الموتورون الذين لاعهد لهم بفنون الخطاب ولا معرفة لهم بعلل ألآختلافات في أراء الناس , ولا دراية لهم بكتاب الله وسنتة رسوله “ص” .

والمشكلة في هؤلاء المجادلون بغير علم كما سماهم القرأن الكريم : أنهم يتخذوا من مشهد حياة المسلمين وطقوسهم محورا لبيان مشاكساتهم معتبرين أنفسهم حكما فصلا فيما يتحدثون عنه من مفارقات ظاهرية في الممارسات الطقوسية عند المسلمين , وتجرهم تلك المشاكسات الى أكثر الطقوس أنتشارا وأعمقها تأثيرا في نفوس المسلمين لاسيما الذين يرون فيها عقيدة لامناص منها ولا شبهة فيها مثل : الحج ومناسكه وطقوسه والتي واجهت منذ تشريعها من قبل الله سبحانه وتعالى صدودا وريبة في بعض النفوس التي لم ترق الى سلم الفهم الكوني لمفهوم العبادة ” ماخلقت الجن وألآنس ألآ ليعبدون ” فقد قال أحد المسلمين الذين كان لهم رصيد في صحبة رسول الله “ص” قال مخاطبا الحجر ألآسود : لولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك ” ؟ وهذه المقولة تستبطن ضعفا أيمانيا وألتباسا عقليا ظل يعاني منه صاحبه حتى وقع في أتون المخالفة وأنطبقت عليه مصاديق ألآنقلاب على العقب التي أخبرنا بها القرأن الكريم قال تعالى ” وما محمد ألآ رسول قد خلت من قبله الرسل أفأن مات أو قتل أنقلبتم على أعقابكم … ” وهذه ألآية الكريمة المباركة لم تناقش بعمق , ولم تدرس بوضوح وتفهم على مافيها من تحذير وما فيها من بيان واضح عن ألآنقلاب على العقب وحتمية وقوعه , وما يشكله من خطر على مستقبل ومصير المسلمين , ولذلك نرى أن مصاديق ذلك ألآنقلاب على العقب جعل أغلب المذاهب ألآسلامية يعرضون عن بيان معاني ومصاديق تلك ألآية الكريمة المباركة بينما راحوا يستغرقون في أبحاث جانبية لاتشكل حساسية عقيدية وجمعوا لذلك روايات تنسيهم حقيقة ألآنقلاب على العقب والذي لاينسى من قبل الله الذي يعلم خائنة ألآعين وما تخفي الصدور ؟

وبسبب ألآنقلاب على العقب وسياسته والروايات الموضوعة أختطف أغلب المسلمين عن المعاني المركزية في الثقافة القرأنية مثل ثقافة ألآصطفاء ” أن الله أصطفى أدم ونوحا وأل أبراهيم وأل عمران على العالمين ” 33- أل عمران – ومثل ثقافة الذرية الصالحة ” ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ” – 34- أل عمران – ومثل ثقافة العصمة المطلقة للرسل وألآنبياء وأوصيائهم ” ما ينطق عن الهوى أن هو ألآ وحي يوحى ” ومثل ثقافة ألآمامة ” قال أني جاعلك للناس أماما , قال ومن ذريتي قال لاينال عهدي الظالمين ” ومن الظلم عبادة ألآصنام , وشرب الخمر , والزنا , ومحاربة المؤمنين بالله والتضييق عليهم , وقتل النفس التي حرم الله قتلها ألآ بالحق , وكل المسلمين الذي أمنوا برسالة محمد بن عبد الله النبي ألآمي خاتم ألآنبياء والمرسلين كانوا قبل ألآسلام ممن وقعوا في ممارسة واحدة من أعمال الظلم بأستثناء علي بن أبي طالب وهذا ماتشهد له وقائع التاريخ حتى قيل عنه كرم الله وجهه لآنه لم يسجد لصنم .

ونتيجة ألآنقلاب على العقب وتولي قيادة المسلمين من هم ليسوا أهلا للقيادة لا بشروط المعرفة ألآيمانية وحقيقة التقوى فقد كان أحد المسلمين الذين تولوا قيادة المسلمين بعد وقوع ألآنقلاب على العقب يسأل كعب أحبار عن التقوى ؟ فيقول له كعب أحبار وهو من علماء اليهود سابقا يقول للقائد بعد ألآنقلاب على العقب : هل ميشيت في شوك ؟ قال : نعم قال ماذا فعلت ؟ قال شمرت عن ثيابي ومشيت بحذر , قال هذه هي التقوى ؟ بينما أهل الذكر والراسخون في العلم وهم أئمة أهل البيت لا يسألون من كان يهوديا عن التقوى بل هم يعرفون للمسلمين معاني دينهم ويشرحون لهم عقائدهم  , ولا بشروط المواصفات النفسية والعقلية للقائد المسلم وقد حددها القرأن الكريم في سورة ” المؤمنون ” قيل للآمام علي : كيف كنت تصرع أبطال العرب ؟ قال : مانازلت رجلا ألآ وأعانني على نفسه ؟  كما حددها رسول الله “ص” بمائة وثلاث صفات ” أولها جوهري الفكر , متواصل الذكر ” وهذه الصفات في البحث والتدقيق وما أظهره تاريخ السجالات الفكرية في ألآسلام , لم تتحقق وتثبت ألآ عند ألآئمة ألآطهار من أل البيت عليهم السلام الذين قال تعالى عنهم ” أنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا “

أن تعطيل أركان الثقافة القرأنية في حياة المسلمين وأنتحال موقع القيادة لمن هم ليسوا بقادة هو الذي جر على المسلمين تبعات التخلف والجفاف الروحي حتى أصبحت طقوسهم تختلط فيها شوائب كثيرة وممارسات غير شرعية كما قامت العائلة السعودية بمنع السوريين من حج بيت الله الحرام وأخيرا منعت اليمنيين من حج بيت الله الحرام ولا ندري في المستقبل من سيمنع ؟ وهل سيمنع كل المسلمين من حج بيت الله الحرام ؟ لاسيما بعد حاثة مقتل “717 حاجا في أول يوم العيد من سنة 1436 نتيجة التدافع بسبب فوضى التنظيم وبسبب هذا الحادث وما سبقه من حادث سقوط الرافعة في الحرم المكي والتي أدت الى قتل وجرح المئات ومع نشوب حريق في فندق من فنادق مكة وحدوث أنهيار جزئي في جبل من جبال مكة ظهرت أصوات تطالب بألآشراف ألآممي على الحج ؟ وفي مقدمة تلك ألآصوات ألآتراك الذين لعبوا دورا مركزيا في تدمير سورية والعراق بواسطة عصابات داعش التكفيرية ومعها بقية شذاذ ألآفاق الذين أصبحوا أدوات طيعة تحركهم خلية ما يسمى ” موك ” في ألآردن والتي تشارك فيها السعودية وقطر والبحرين وألآمارات وكل التابعين للمحور التوراتي الصهيوني .

أن طلال الصالحي الذي سبق وأن أعلن معاكسة واضحة ورفضا لطقوس الصلاة والصيام , ثم أظهر أختلاطا وألتباسا بألآيمان بالله مع تصريحات مشوشة عن ألآمام الحسين وثورته التي أصبحت تمتلك حضورا عالميا , وأخيرا يحلو لطلال الصالحي السخرية من مشهد المسلمين ومظاهر طقوسهم في السعي بين الصفا والمروة ؟ ويعتبر زمزمتهم مشهدا تقليديا لامعنى فيه مع مقارنة مهزومة لما عليه الدول الغربية من نظام وتنظيم ورعاية وحقوق ؟

أن حديثا ملتباسا كهذا الذي يتعتأ به طلال الصالحي رأينا أمثاله كالذي كتب عن تكذيب أطروحة ألآمام المهدي “عج” وكالذي كتب مشنعا بالسيد حسن نصر الله قائد المقاومة ألآسلامية الوطنية في لبنان والذي أصبح تهديدا حقيقيا لآسرائيل تخاشاه أكثر مما تخشى جيوش العربان وكالذي كتب مقلالا من شأن السيد عبد الملك الحوثي قائد حركة أنصار الله في اليمن والتي أقامت يوم 21|9|2015 أجمل عرض أحتفالي في باب اليمن بصنعاء متحدين بذلك القصف الهمجي الهستيري للطيران السعودي المتواطئ مع المحور التوراتي الصهيوني .

أن من يحلو له تحديد الله في مكان الصفا والمروة أو في زمزم هو جاهل في حقيقة هذه المشاهد التي لم تكن لتصدر عن قرار بشري مهما كانت منزلة صاحبه وأن كانت منزلة النبوة هي أسمى المنازل البشرية والتي تتجاوز في سموها وقدسيتها الحضور الملائكي المسبح لرب العرش والمستغفر للآنسان المكلف بالمشروع العبادي ذات ألآبعاد ألآقتصادية وألامنية والسياسية والحقوقية والصحية والتعليمية وكل مايختصر مفهوم ” التنمية البشرية ” والتي لو طبقت لجعلت دول أوربا والعالم يهفو لآتباعها , وسيأتي حتما يوم يتحقق للمسلمين الريادة وتقديم المثال ألآتم وألآحسن لآبناء البشرية , ولكن الذين ضيعوا بوصلة السماء وأعلنوا مقولة مهزومة مفادها أنهم لن يزورا بيت الله الحرام ألآ من باب سمي على أسم قال عنه وصي رسول الله وخليفته في اللوح المكتوب ذلك هو ألآمام علي بن أبي طالب الذي قال عن ذلك الرجل الذي سميت بأسمه باب من أبواب الحرم المكي المقدس : لقد أستأثر فأساء ألآثرة ” ؟

أن ألآرتدادات الفكرية السطحية هي التي تتخذ من تناقضات الظواهر الطارئة على مشهد طقوس المسلمين منطلقا لبث شبهات مهزومة ترعاها أجندات المحور التوراتي صاحب المصلحة في تفتيت وحدة المسلمين وضياع هويتهم , وتصفق لها أيادي مغلولة وملوثة بدنس المال الحرام والمعاشرة الحرام , وتمتدحها أفواه مملوءة بالفهاهة والعي وفارغة من ذكر الله لآن قلوبها مقفلة بشراك الشهوات والتحلل الجنسي الذي جعل من المثلية بديلا لسواء الخلقة وبديلا لزواج ينظم التناسل البشري على قاعدة ” الفطرة ” .
أن الذين لم يرتقوا الى سلم المعاني المستقاة من حروف النور القرأني سيظلون في كهوف الجهالة يحسبون كل صيحة عليهم

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب