30 مايو، 2024 2:58 م
Search
Close this search box.

ألآخلاق ألآمنية وألآمن العقائدي      

Facebook
Twitter
LinkedIn

تاريخيا كانت ألآخلاق هي عماد ألآمن وألآمان لآهلها وللآخرين ,رغم الخروقات التي أحدثتها ذرية قابيل بأغراءات أبليس ,  وهذا ألآمر يعرفه العرب وتعرفه كل ألآمم والشعوب , والذين أعتبروا ألآخلاق نسبية , هم الذين لم يفرقوا بين المطلق والمحدود , والكلي والجزئي , فهربوا من أرسطو وأفلاطون والفارابي والكندي وأبن سينا والسهروردي وملا صدرا صاحب ألآسفار ألآربعة  وصاحب المنظومة , ومحمد باقر الصدر وأسسه المنطقية ,  ليقعوا في مغارات وكهوف السفسطة التي لن يخرجوا منها حتى يتحقق الوعد ” لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ” – ق- 22-
وألآخلاق في معناها العميق لم تكن نسبية , وعادات الشعوب وتقاليدها ليست هي التي تحدد مفهوم ” النسبي والمطلق ” بل الفلسفة ألآولى , وحكمة العقول التي ترى أن الفلسفة : هي نظم العالم نظما عقليا ” ولآن العقل أعطي أجازة ألآستخلاف في ألآرض ” وألآرض وضعها للآنام ” – الرحمن – 10- فأي منافس أخر للعقل لن يحظى سوى بتبعات الجهل وأرثه المخذول الذي تعافه النفوس المطمئنة .
والنفوس المطمئنة هي التي فازت برهان : العقل , والصبر , والعمل الصالح الذي يجمعه ألآيمان بالحق , وألآيمان بالحق هو الذي أنتج عقيدة الموحدين الذين يشكلون مائة وعشرين صفا من المصلين يوم القيامة , ثمانون منهم من المسلمين , وأربعون منهم من غير المسلمين , وبهذا المفهوم تتحقق وحدة ألآيمان العام الذين ءامنوا بالله تعالى ووحدوه وأمنوا بكتبه وصدقوا رسله لايفرقون بينهم .وهذا المفهوم العقائدي المعتمد من قبل السماء كذلك تعرض لآختراقات وتشوهات مثلما تعرضت ألآخلاق لتلك التشوهات وأنحرافات الرأي عبر تاريخ طويل من سجالات الكلام وحوارات الفلاسفة التي لم يوقفها صاحب كتاب ” تهافت الفلاسفة ” ولا هجوم أبن تيمية غير الفلسفي على الفلاسفة الذين يملكون القدرة على التواصل مع ألآخلاق والعقائد المنجزة ببوصلة السماء  , وعصابات داعش التكفيرية ألآرهابية اليوم هي من تعتدعي على مفهوم وحدة ألآيمان العام لتمارس القتل والسبي وتدمير ألآخلاق والممتلكات بل تدمير الحياة  وعصر التكنولوجيا الذي لم تعرف منه سوى صناعة المتفجرات وألآحزمة الناسفة .
فألآخلاق ألآمنية وألآمن العقائدي : هي أطاريح العقل المنتج للآيمان , وألآيمان هو الرافد الحقيقي للتنمية البشرية على قاعدة ” حب لآخيك ماتحب لنفسك ” و ” ألآنسان أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق  ” فالخلق هم الناس , فألآنسانية عائلة : ربها الله , وأنبياؤها : أدم ونوح وأبراهيم وموسى وعيسى ومحمد “ص” ” أن أولى الناس بأبراهيم للذين أتبعوه وهذا النبي والذين أمنوا والله ولي المؤمنين ” – أل عمران – 68- ” شرع لكم من الدين ماوصى به نوحا والذي أوحينا اليك وما وصينا به أبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ماتدعوهم اليه الله يجتبي اليه من يشاء ويهدي اليه من ينيب ” – الشورى – 13- 
فالدين عند الله واحد والشرائع كلها ترجع اليه , وألآخلاق في الدين واحدة , والعقيدة واحدة ,والحياة واحدة , والموت واحد , والميعاد واحد , والقيامة واحدة ,  وهذا التوحد في العقيدة وألآخلاق هو المصدر الحقيقي للآمن وألآمان الذي تنتظره البشرية , بعيدا عما تفعله عصابات داعش والمتكلمين بأسمها تحت عناوين مختلفة يجمعهم الحقد على أخلاق ألآيمان وعقيدة التوحيد التي ستجعل عيسى والمهدي المنتظر “عج” في صف واحد وموقف واحد – للبحث صلة –
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب