10 أبريل، 2024 6:54 ص
Search
Close this search box.

أكو من جلمة وأكو من سطرة

Facebook
Twitter
LinkedIn

يقال أنّ أحد الحلاقين العراقيين كان يَحلق يوما لأحد زبائنه بموس حادة، فزلّت يده فأصاب وجه الزبون بجرح غائر، بدأ الدم يسيل منه غزيراً، فما كان من الحلاق إلاّ أن مال على أذن الزبون وقال له (تره أكو بعكالك وسخ) وتلك كناية عن تعرّض سُمعته لكلام الناس .

فثارت ثائرة الرجل وأحمّر وجهه غضبا وقفز من مكانه وصاح (اتخسه..انا أخو خيته) فتوقف نزف الدم في الحال، فاعتذر الحلاق إليه، وأخبره بأنه قد قال ما قال حتى يثير غضبه، ويهز أعصابه، فينقطع نزف الدم، فسامحه الرجل وقبل عذره.

وكان للحلاق صبي ذكي سمع ورأى ما دار بين أستاذه الحلاق والزبون، وبينما كان الصبي يحلق لأحد الزبائن ذات يوم أصاب راس الزبون بجرح في وجهه فسالَ منه الدم، فمال الصبي على الزبون وهتف في أذنه (تره أكو بعكالك وسخ) فلم يتحرك الزبون ولم ينقطع نزف الدم، فقال الصبي (تره سمعة بنتك موزينة بالمحلة)،فلم تؤثر كلمته في الزبون شيئا، فقال(ترة الناس دا يحçون على بنتك)، فلم يتحرك الزبون كذلك .

وكان الأسطة الحلاق يسمع ويرى مايجري بين الصبي والزبون، فأسرع إلى الزبون ورفع كفه وضربه (سطرة) شديدة على رقبته، فارتاع الزبون لذلك وانتابه الغضب وقام من مقعده ثائراً، وصاح الزبون(هاي شنو؟ ليش تضربني) وقبل أن يُجيبه الحلاق انقطع نزف الدم وتوقف، فاعتذر الحلاق إلى الزبون وأطلعه على حقيقة الأمر وأن السطرة ماكانت إلاّ لتوقف النزف.

ثم التفت الحلاق إلى صانعه وقال له (شوف ابني الناس مو كلهم سوه أكو من çلمة وأكو من سطرة ) فتعجّب الصبي من كلام أستاذه الحلاق، وشدة ذكائه، وذهب ذلك القول مثلا.

شاهد القصة ان الناس نوعان اما مسؤولو العراق والمتسلطون على رقاب الشعب لاينفع معهم لا الكلام ولا الشتم .. ولم يعودوا يفهموا الا لغة المصلحة والدولار، فأين ما مالت مصالحهم يميلوا، عبد المحسن السعدون انتحر عام 1929 لانه ايقن بان بريطانيا لاتريد استقلال العراق والعراقييون يستميتون من اجل نيل الاستقلال، ولم يعد يحتمل انتقاد الناس والنواب لسياساته وعجزه عن تنفيذ رغبة الشارع العراقي.

بينما نجد وزراء و رؤساء وزارات بعد عام 2003 سلموا العراق لكل دول الجوار ولداعش، واهدروا امواله وثرواته وحياة ابنائه، بل واستعدوا بعض فئات الشعب ضد الاخر وجعلوا الناس شيعاً وطوائف واثاروا كل فتنه ممكنة حتى يستمروا في الحكم ولو يوم واحد.

ولايهمهم لو ضحوا بتاريخ العراق وحاضره ومستقبله، فهذا لايعنيهم لانهم لايروا العراق الا كما قال محمد حسنين هيكل (عبارة عن بنك استولت عليه مجموعة من اللصوص ليست لهم علاقة لا بالسياسة ولا بحكم ولا بادارة الدولة) .

اكو من كلمة واكو من سطرة

والحاكم منزوع الغيرة

ولا كلمة تفيدة ولا السطرة

يبوك وينهب من هلناس

ويزيد بحسابه البره

ولا كو حساب ولا اكو كتاب

و يحيا يحيا الحاكم بامره

بس اتذكر مرة وفكر

انته الجبت النار لبيتك

وانته الي سلمته ركبتك

وعلى طبق من الذهب السلطه

وانطيته مفتاح القاصه

ويمه الصاية والصرمايه

وانته طلعت بطرك الوزرة

وتطلع تتظاهر كل جمعة

تسب وتشتم وتلعن بيهم

وتلعن ذيج الساعة السودة

الي جابتهم من بره

وتتمنى لو تكطع اصبعك

الي انتخب وجاب المجرم

وتظل بالدق وبالحسرة

وتركض من تصير زيارة

تهتف قد جئتك مولاي

جئتك انصرك على الظالم

وعلى السارق وعلى الغاصب

وترجع تنتقد الباكوك والقتلوك والأذوك

وتفزع لليمن وللشام .. وتقاتل كل الظُلام

وتقدم للمذهب دمك

وتضحي من اجل الفقرة

وتضحي بكل الي عندك

ومتخليلك شي تدخرة

بس ترجع تنتخب الفاسد

وتجيبلنا الجهر الزفرة

الــي لعبوك بأسم الزهرة.

اسطنبول

نقلا ىعن صحيفة الزمان

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب