23 ديسمبر، 2024 12:12 م

أكوام من الورق الميت ولكنها خالدة!

أكوام من الورق الميت ولكنها خالدة!

إتفاقية سايكس بيكو( 1916)مر عليها( 100 عام)،والأعوام كلما مرت على الشعوب العربية ذهب بعضها، وباتت الدولة تمسك يدها الأخرى، إذا شعرت بالحاجة الى الأمن الدافئ، لأنها لا تثق بالشقيق العربي المجاور لها، بل العكس تراها تتحد مع دول إقليمية لزعزعة إستقرارها، والمصيبة أنهم مسلمون، لكن وصفاً ينطبق عليهم(القادة والحكام)،وليس الشعوب فلا ناقة لها ولا جمل ببلدانها، فالواحد منهم كالأبكم الذي يتمنى ترتيل القرآن، وكالأصم يتمنى سماع القرآن، وكالأعمى يتمنى رؤية القرآن، فالعرب أهلكتهم خلافاتهم.المعقول في القضية أن قرارات التقسيم، التي وضعت بموجبها دول الوطن العربي آنذاك، في مؤتمر سان ريمو 1920 كانت على شكل دويلات صغيرة تسمى بالولايات، وتقاسمتها كل من بريطانيا، وفرنسا، وإسبانيا، والبرتغال، حيث إنتزعت المنطقة العربية بأكملها من الدولة العثمانية، التي خسرت الحرب العالمية الأولى الممتدة من (1914 ـ 1918 )، وأصبحت مقررات إتفاقية سايكس بيكو، الورقة الميتة الأولى للحكام العرب، لأنهم قبلوا بكل شيء ما دامت السلطة والنفوذ لديهم، رغم أنهم باعوا، وتقاتلوا، وتدافعوا.أناس سبقوا زمانهم ظهروا، ليدافعوا عن قيم الإسلام والعروبة، والإبتعاد عن قيم الحضارة والحداثة، التي لم يجلبها الإستعمار إلا لتمزيق العقول العربية، والدفع بإتجاه الخنوع والخضوع، لكن العلماء والمصلحين والأحرار لم ينخدعوا،

ورموا بأكوام من الأوراق الصفراء، الناطقة بالحق والحرية في المكتبات، مع أن الشباب أهملت تلك الأوراق، النابضة بالكرامة والشموخ، فمَنْ منا لايتذكر الشيرازي، والحبوبي، والحكيم، واليزدي، والحيدري، والخالصي، والشبيبي، الذين يرون أن جيش الفقراء يزداد يوماً بعد يوم بسبب الإستعمار، إنها أوراق ثائرة.الساسة يتمركزون في دوائهم الذاتية المتعلقة بالمصالح والمكاسب، حتى على حساب حرية الشعوب، فأنتج الإستعمار أوراقاً سوداء على المنطقة العربية، وماتزال هذه الطبقة جاثمة على صدور وعقول البلدان وأهليها،لأنها تخطط بين أروقة الموساد اليهودية والبنتاغون الأمريكية، حيث أسواق المال وبورصات الضمير المباع سلفاً، على أن تقدم الولاءات والطاعات للأسياد، دون مناقشة لما سيؤول إلي الوضع العربي فيما بعد، فالمهم أن رقعة الشطرنج تبقى بيد الإستعمار، وماعلى الحكام إلا الإستحمار، وتلك الأيام نداولها بين الناس!القرن العشرين إنتهى وإنتهت معه عقود الإستعباد في العراق، فعلى أعتاب القرن الحادي والعشرين، وبالتحديد في 2003 شهد البلد، ورقة لقصة إنتصار الحرية على القمع، بسقوط أوراق حمراء للطاغية وحزبه، الذي كان أحد مخططات الإستعمار، لإذكاء الروح القومية والطائفية بين العراقيين، ولم يكن إختيار العراق كمعقل،

لتنفيذ هذه الأوراق البعثية القذرة، إلا بسبب وجود ثلة من الكفار الفجرة، الذين إرتموا بإحضان بريطانيا وأمريكا، لضرب العمق الشيعي المتواجد بالعراق، لكنهم خسروا اللعبة في النهاية وساءت مرتفقاً.وسط كتابة هذه الأوراق المليئة بالأفعال البيضاء تارة، والسوداء تارة أخرى، ينبري جيل لوّن خريطة العراق بمداد أحمر،والذين وضع العراقيون ثقتهم بهم، ليرسموا لوحة للعشق العراقي، فإنبرى آل الحكيم بتلك الورقة الخالدة، ويواجهوا خطر الإرهاب الداعشي الوهابي، كما واجه السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)،خطر الإرهاب البعثي الكافر، وكذا فعل السيد عبد العزيز الحكيم(طاب ثراه)، بلملمة العراق ضد الإرهاب الطائفي، ويكمل إبن المرجعية البار السيد عمار الحكيم، مسيرة ملؤها الإعتدال والوطنية، لأجل عراق مستقر آمن.