كانت الحلقة الأولى عبارة عن (حوار افتراضي) مع (فقيه افتراضي) ، ووصل الحوار إلى أن (الأدلة القرآنية) تثبت حد الــ (مئة جلدة) للزانية والزاني (المحصنين) ، ولا دليل ولا مدخلية لعقوبة (الرجم) في القرآن .
والمفترض أن نكتفي بالقرأن كونه (مصدر) التشريع (الأول) كما اتفق عليه أهل الفقاهة ، ولكننا آثرنا أن (نساوق) الفقيه الافتراضي للبحث ومناقشة (الأدلة الروائية) التي تحاول إثبات عقوبة (الرجم) في السنّة ، بعد أن فشلت بإثباتها (قرآنيناً) … فنقول :
يمكن أن نقول بأن هناك شبه اتفاق بين جمهور فقهاء أهل السنة – الذين يقولون بوجود حد (الرجم) – على مستند (روائي) واحد ، والذي يتبين للباحث على أنه (نص روائي) قيل إنه (نص قرآني) ، ورد في (الموروث) منسوباً إلى (عمر بن الخطاب) ، و (أُبي بن كعب) ، وأدعى بعض أهل العلم أنه (آية) نزلت ، ثم نُسخت ، تلاوتها ، وبقي حكمها .
ورغم أن كاتب المقال لا يؤمن بوجود النسخ بأنواعه ، ولكن سنضع هنا (بعض) الروايات التي (تحاول) جاهدة أن (تثبت) وجود الرجم في (السنة النبوية) ، مع إيماننا بأن (الرجم) هو سنّة يهودية ، وردت في شريعة (موسى) عليه السلام ، وهذه جملة من المصادر التي وردت فيها (آية) الرجم عند أهل السنة ، ومن هذه المصادر على سبيل الاختصار :
1- عمدة القاري في شرح صحيح البخاري / 2- صحيح البخاري / 3- سنن ابن ماجه / 4- تخريج الحديث / 5- المحلى بالآثار / 6- الإتقان في علوم القرآن / 7- مصنف عبد الرزاق / 8- فتح الباري شرح صحيح البخاري / 9- مسند عمر / 10- مسند الإمام أحمد / 11- السنن الكبرى للبيهقي / 12- تاريخ دمشق لابن عساكر / 13- إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة / 14- مسند أبي داود الطيالسي / 15- تاريخ ابن أبي خيثمة / 16- النوافح العطرة في الأحاديث المشتهرة / 17- المقاصد الحسنة فيما اشتهر على الألسنة .
والغريب أن هذه (الآية) الواردة في الروايات قد جائت بصور وأشكال متعددة ومضطربة ، وكل مصدر من مصادر أهل السنّة التي ذكرناها قد جاء (بلفظ مختلف) عما جائت به المصادر الأخرى ، وهذه مجموعة (الألفاظ) التي أوردتها الروايات في المصادر أعلاه :
1/ الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة
2/ إذا زنى الشيخُ والشيخةُ فارجُموهما البتةَ
3/ إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما ألبتة نكالا من الله والله عزيز حكيم
4/ إذا زنيا الشيخ والشيخة فارجموهما ألبتة نكالا من الله والله عزيز حكيم
5/ الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم
6/ الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عليم حكيم
7/ الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله ورسوله
8/ والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة نكالا من الله ورسوله
9/ الشيخ والشيخة فارجموهما نكالا من الله ورسوله
10/ الشيخ والشيخة فارجموهما ألبتة بما قضيا من اللذة
11/ الشيخُ والشيخةُ إذا زنيا فارجموهما بما قضيا من اللذةِ
12/ الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة بما قضيا من اللذة
13/ الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة بما قضيا من لذتهما
***********
وعلى كل حال ، سنورد هنا (الروايات) الأكثر شهرة ، والتي يعتمدها أغلب فقهاء أهل السنّة في إثبات عقوبة (الرجم) في السنة النبوية ، سواء كانت (قرآنية) مدّعاة ، أو سنة نبوية ، أو سنة (صحابية) .
1/ ورد في تهذيب الآثار للطبري :
عن زر بن حبيش قال : قال لي أبي بن كعب : كم تعدون سورة الأحزاب؟ قلت ثلاثا وسبعين آية، قال: فوالذي يحلف به أُبَيٌّ إن كانت لتعدل سورة البقرة أو أطول، ولقد قرأنا منها آية الرجم : (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم) .
2/ وورد في صحيح مسلم وسنن ابن ماجة :
(عن عبد الله بن عباس عن عمر بن الخطاب أنه قال ، وهو جالس على منبر رسول الله : إن الله قد بعث محمدا بالحق. وأنزل عليه الكتاب. فكان مما أنزل عليه آية الرجم. فقرأناها ووعيناها وعقلناها. رجم رسول الله ورجمنا بعده، فأخشى إن طال بالناس زمان، أن يقول قائل : ما نجد الرجم في كتاب الله، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله ، وإن الرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن ، من الرجال والنساء ، إذا قامت البينة ، أو كان الحبل) .
3/ وقد ورد في صحيح البخاري / كتاب الحدود / باب الرجم بالمصلى :
(عن علي رضي الله عنه حين رجم المرأة يوم الجمعة وقال : قد رجمتها بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم)
بالإضافة إلى عشرات المصادر عند أهل السنة ، نذكر منها للإختصار :
.
************
أما في مصادر الشيعة ، فقد وردت الروايات التي (تثبت) حد (الرجم) في عدة مصادر ، منها :-
(تهذيب الأحكام للطوسي 8 / 195) (الاستبصار 3/377 ) (وسائل الشيعة للحر العاملي 15/610 ) (من لا يحضره الفقيه للصدوق 4/26) (بحار الأنوار للمجلسي الجزء 76 صفحة 37 باب 70 حد الزنا وكيفية ثبوته وأحكامه) (دعائم الإسلام للقاضي النعمان 2/449) (مستدرك الوسائل للنوري 18/39) (تهذيب الأحكام 10/3) (تفسير نور الثقلين 3/569) (الكافي 7/177) (علل الشرائع للشيخ الصدوق ابن بابويه 2/540) (فقه القرآن للراوندي 2/392) (الراغب الأصبهاني) (التفسير الصافي للفيض الكاشاني الجزء3 صفحة414 (تفسير القمي لعلي بن إبراهيم القمي 2 / 95 ) (التبيان للطوسي 1 / 13)
وكما هو الحال عند أهل السنة ، فقد وردت (الأية) أو (اشتقاقاتها) عند الشيعة ، بألفاظ مختلفة أيضاً ، حسب المصادر الذي اعتمدها الفقهاء ، ونوجز منها ما يلي :-
1/ الشيخ والشيخة فارجموهما البتة بما قضيا الشهوة
2/ والشيخ والشيخة فارجموهما البتة بما قضيا الشهوة
3/ الشيخ والشيخة فارجموهما البتة فإنهما قضيا الشهوة
4/ الشيخ والشيخة فارجموهما البتة فانهما قد قضيا الشهوة
5/ الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة فإنهما قضيا الشهوة
6/ الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة ، لأنهما قد قضيا الشهوة
7/ إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة فإنهما قضيا الشهوة.
8/ الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة لانهما قد قضيا شهوتهما.
9/ الشيخ والشيخة إذا زنيا فأرجموهما البتة نكالا من الله والله شديد العذاب
10/ الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموها البتة فإنهما قضيا الشهوة نكالا من الله والله عليم حكيم
11/ والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البته ، فانهما قضيا الشهوة جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم
12/ إن الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة
************
وسنذكر هنا بعض الروايات في المصادر الشيعية لأجل الاختصار والاقتضاب ، والتي تثبت بطريقة أو أخرى تأييدها بما جاء به (عمر ابن الخطاب) أو (أبي بن كعب) أو غيرهما في إثبات (آية الرجم) ، وإن لم تشير الروايات الشيعية لذلك ، وهذه بعض الروايات :
1/ علل الشرائع للصدوق / الجزء 2 / صفحة 540
(حدثنا محمد بن الحسن عن الحسن بن الحسن بن أبان عن إسماعيل بن خالد قال : قلت لأبي عبد الله ع : في القرآن الرجم ؟ قال : نعم قال الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة فإنهما قد قضيا الشهوة) .
2/ من لا يحضره الفقيه/ للصدوق/ الجزء 4 / صفحة 26
وروى هشام بن سالم عن سليمان بن خالد قال : ” قلت لأبي عبد الله ع : في القرآن رجم ؟ قال : نعم قلت : كيف ؟ قال : الشيخ والشيخة فارجموهما البتة فإنهما قضيا الشهوة) .
3/ تهذيب الأحكام / الجزء 8 / صفحة 195 / باب 8 / اللعان
(الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال : إذا قذف الرجل امرأته فإنه لا يلاعنها حتى يقول رأيت بين رجليها رجلا يزني بها وقال: إذا قال الرجل لامرأته لم أجدك عذراء وليس له بينة يجلد الحد ويخلى بينه وبين امرأته وقال : كانت آية الرجم في القرآن (والشيخ والشيخة فارجموهما البتة بما قضيا الشهوة)
4/ الكافي / الجزء 7 / صفحة 177 / باب الرجم والجلد ومن يجب عليه ذلك
(بإسناده عن يونس عن عبد الله سنان قال : قال أبو عبد الله ع : الرجم في القرآن قول الله عز وجل: إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة فإنهما قضيا الشهوة)
وقبل البدء بالمناقشة ، علينا أن نعرف رأي السيد الأستاذ (الخوئي) في تصحيح ما ورد من روايات تتعلق بــ (حد الرجم) ، وسنكتفي برأيه توخياً للإختصار ، حيث يقول :-
– وأمّا ما ورد في (صحيحة) عبدالله بن سنان عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : الرجم في القرآن قول الله عزّ وجلّ : (إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتّة ، فإنّهما قضيا الشهوة) ، ونحوها (صحيحة) سليمان بن خالد ، قال : قلت لأبي عبدالله (عليه السلام) : في القرآن رجم ؟ قال : نعم قلت : كيف ؟ قال : الشيخ والشيخة فارجموهما البتّة ، فإنّهما قضيا الشهوة .
ثم قال الإمام الخوئي تعقيباً على هاتين الروايتين :
– ولا شكّ في أ نّهما وردتا مورد (التقيّة) .
ولكن شيخ الطائقة (الطوسي) لم يعتبرها (تقية) , بل اعتبرها (من القران الكريم) , ولكنها نسخت نسخ تلاوة .
فقد قال شيخ الطائفة الطوسي في تفسيره ( التبيان ) (1 / 13) :
– لا يخلو النسخ في القرآن الكريم من أقسام ثلاثة ، أحدها : نسخ حكمه دون لفظه , الثاني: ما نسخ لفظه دون حكمه كآية الرجم ، فإن وجوب الرجم على المحصنة لا خلاف فيه ، والآية التي كانت متضمنة له منسوخة بلا خلاف وهي قوله (والشيخ والشيخة إذا زنيا) .
ثم قال في موضع اخر من تفسيره : (1/ 394) :
– وقد أنكر قوم جواز نسخ القرآن ، وفيما ذكرناه دليل على بطلان قولهم ، وجاءت أخبار متظافرة بأنه كانت أشياء في القرآن نسخت تلاوتها .
مناقشـة النص
أولاً /
إذا كان ما أوردته المصادر (الشيعية والسنية) على أن هذا النص هو (نص قرآني) ، فهذه (طامة كبرى) ، ولا داعي بالقول بأن القرآن (محفوظ) بين الدفتين ، و (لا لوم) على القائلين بــ (تحريف القرآن) أو (النقص) فيه ، أو (تبدل) مفرداته ، فهذه آية (اختلف) على (نصها) المسلمون (الأوائل) ، وضاعوا وضيعوها بين (روايات متعددة) وألفاظ (مختلفة) ، وهي لا تتجاوز (سطراً) واحداً ، ، فما بالك بمجموع القرآن الذي يحتوي على آيات وسور طوال ؟ .
ثانياً /
هناك (كارثة) …. فالفقهاء (الجحاجيح) الذين (صححوا الروايات) ، وأقرّوا بــ (نص الآية) من الشيعة والسنّة ، فإنهم يقرون بـــ (نقص) القرآن من حيث يشعرون أو لا يشعرون .
حيث ورد عند ابن ماجة / الحديث 1944 ، وكذاك أحمد (ج6/269) وأبو يعلى في المسند (4587) والطبراني في الأوسط (8/12)
1/ (حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف ثنا عبد الأعلى عن محمد بن إسحاقعن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة وعن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت :
لقد نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشرا ولقد كان في صحيفة تحت سريري فلما مات رسول الله وتشاغلنا بموته دخل داجن فأكلها) .
2/ وقد أورد السيوطي في (الإتقان 1 / 121، طبعة الحلبي) أن عمر ابن الخطاب قد جاء بآية الرجم ، ولم يكن معه (شاهدين) ، فرفض – بزعمهم – نُسّاخ القرآن أن يضعوها ضمن آي الكتاب ، وهذا نص الرواية :
(عن الليث بن سعد قال: أول من جمع القرآن أبو بكر و كتبه زيد…و إن عمر أتى بآية الرجم فلم يكتبها لأنه كان وحده) .
وهنا تسكب العبرات ، فإما أن يكون (عمر بن الخطاب ) كاذباً أو مدعياً ، أو إنه قد أساء الفهم أو خانته الذاكرة ، وأما أن يكون (صادقاً) في زعمه ، وهذا دليل على نقص (القرآن) ، وهذه معضلة تحتاج لحل .
ثالثاً /
برغم إننا لا نؤمن بــ (النسخ في القرآن) ، ولكن للمساوقة نقول بأن على الذين يدعون أن (آية الرجم) قد نُسخت (قراءة) ، وثبتت (حكماً) أن يتذكروا قول الله سبحانه وتعالى حين يقول :
(مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (106) – البقرة
ورغم إيماننا وفهمنا بأن (الآية المنسوخة) هنا تعني (الآيات الكونية) ، وتعني أحياناً (أحكام الشرائع السماوية) السابقة ، ولكن سنتنزل بأن (النسخ) هنا يعني (نسخ آيات القرآن) ، وعلى الذين يقولون بــ (نسخ) آية (الرجم) أن يأتونا بـالآية التي هي (مثلها) أو (خيرٌ منها) ، لأن الله سبحانه وتعالى قد وعد بأنه حين (ينسخ آية) أو (ينسها) فإنه (يأت بمثلها) أو (خير منها) .
فإن قال قائلهم ، إن الآية التي (نسخت) آية (الرجم) هي الآية في سورة النور ، والتي تقول :-
(الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ (2) – النور
فهو يقر على نفسه بما نذهب إليه من (عدم وجود الرجم) ، فقد أثبتنا في الحلقة الأولى أن حد الزانية المحصنة (قرآنياً) هو (مئة جلدة) فقط .
رابعاً /
هذا الإختصاص بــ (الشيخ والشيخة) مرفوض ومفضي للريبة والتشكيك ، لأنه لا يشتمل على (الشباب) ، ولا على (الفتيان) ، فكأن جريمة الزنا لا تقع عقوبتها إلا على (شيخ) طاعن في السن ، أو إمرأة طاعنة في السن ، وهذا (مشكل فقهي) قد يوقع البعض بخطيئة (سوء القياس) ، بيد أن القرآن هو (مصدر للتشريع) ، وليس (مصدراً للإيهام والتوريط) .
خامساً /
لقد أورد النص مفردة (الشيخة) ، وهذا ليس من القرآن في شئ ، فالقرآن لا يصف (الأنثى) الطاعنة بالسن بأنها (شيخة) ، بل يصف (الرجل الطاعن بالسن على أنه (شيخ) ، ويصف (المرأة) الطاعنة بالسن على إنها (عجوز) ، وهذه هي شواهد القرآن الكريم :
1/ (قَالَتْ يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَٰذَا بَعْلِي شَيْخًا ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72 هود)
2/ فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ ﴿٢٩ الذاريات﴾
3/ إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ ﴿١٧١ الشعراء﴾
سادساً /
في الذائقة والدقة القرآنية ، فإنه في موضوع (الزنا) غالباً ما يقدم (الزانية) على (الزاني) ، لأن (الزنا) لا يقع إلا بمواطأة وموافقة (المرأة) ، بصرف النظر عن إجبارها في حالات (الاغتصاب) ، ولذا فهو يقدمها في آيات الزنى ، ولأن (الزنا) من المرأة (أعظم) ، وأما في حال أنها (غصبت) على الزنا ، فهي هنا ليست بحكم (الزانية) ، ولا تقع عليها عقوبة .
بيد أن الآيات (المدعاة) ، والمتضمنة لحد (الرجم) تقدم (الشيخ) على (الشيخة) ، أي إنها تقدم (الزاني) على (الزانية) وهذا ليس من أسلوب القرآن في شئ ، وهي دلالة على أن (النص) مبتكر من لدن إنسان ، وليس من القرآن .
سابعاً /
لم يذكر نص (الشيخ والشيخة) إن كان الشيخان (محصنين) أو غير (محصنين) ، بل أرسلهما إرسال (المسلمات) ، فكيف إذا كان (الشيخ) أو (الشيخة) غير محصنين ؟ وما الدليل على كونهما (محصنين) ؟وهنا يقع الإشكال أيضاً .
ننتهي عند هذا الحد ، وللحديث بقية
************