8 مارس، 2024 9:53 ص
Search
Close this search box.

أكذوبة الوطن!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

الوطن سلوك وعمل متواصل وتعبير واضح صريح عن العلاقة ما بين الإنسان والمكان والإنسان الذي يقطنه , وهو ليس كلاما ونفخا في قربة مثقوبة أو قرع على براميل فارغة , وعزف على أوتار العواطف وتأجيج الإنفعالات ودفع الأبرياء إلى حيث الهلاك بدعاوى كاذبة , وإعلام دجل وبهتان وتضليل وعدوان على الوطن والإنسان.
الوطن أسمى من أن يكون غاية ووسيلة , ولعبة في ميادين التبعية والخنوع وتنفيذ أجندات الطامعين بالوطن والساعين للإستحواذ على ثرواته.
الوطن يعيش في العقول والقلوب والأرواح والضمائر , ويشكل وعي الناس في المكان الموصوف بالوطن.
أما أن يتم تفريغ الناس من كل ما يمت بصلة لوطن , وإحلال مفاهيم وتوصيفات ومسيمات وأفراد وفئات وطوائف ورايات تبعية وإستعباد , فهذا يعني التدمير التام للوطن.
فلا توجد وطنية ولا خطاب فيه بعض مفردات وطن , ولا إحترام ولاقيمة لأبسط معايير المواطنة , ولا يوجد دستور وطني وقوانين ذات صلة بالوطن , وبعد أن تحقق النفي المبرمج والمطلوب , تعالت الأصوات لتذكر بأن هناك وطن ولابد من من الحفاظ على وطن؟!!
وفي هذا السلوك يبدو الكذب والخداع والتضليل وآليات الإسقاط والتبرير والإنكار للتخلص من المسؤولية وعقاب الضمير , ولكي تتحقق الخدعة الكبرى وتمرر المشاريع المطلوبة وفقا لآليات محكمة توفر المسوغات الكفيلة بإنجازها.
فالوطن يا سادة يا كرام تم تقطيع أوصاله بدستور وافقت عليه جميع الأطراف التي تتباكى على وطن , وهي تعمل بجد وإندفاع لتدميره منذ أن سقط كوطن ودولة , وإنهار بكل ما فيه وبمشاركة الذين يتباكون على وطن ذبحوه بكل ما فيهم وعندهم , ودمروه وما شيدوا عمارة فيه , وبذخوا وأسرفوا وعاشوا في قصور محصنة , وأبناء الوطن يأكلهم القهر والحرمان والعناء اليومي المرير , حتى صار الحرمان من الكهرباء من أهم وسائل الحكم , وكذلك الإستثمار بالإرهاب والخراب.
هذه تمثيلية لا يمكنها أن تنطلي رغم قيادة المعممين لفصولها وإخراجها , وفقا لتقنيات الذين يتعبدون في محاريب نعمائهم وأجنحتهم الظليلة الكبيرة الصقرية الخصال.
نعم إنها تمثيلية فسكين التقسيم يمسكون بقيضتها جميعا ويقطّعون أوصال وطن لا يعترفون به , فأحزابهم لا وطنية إنها دينية وتنسف معنى الوطن والوطنية والمواطنة , فهل تصدقون بأحزاب دينية ذات نزعات وطنية , إنها لا تؤمن بمسمى الوطن وحقوق الإنسان , ولهذا هي أحزاب ديدنية , وهذا ما تقوم به وفقا لعقائدها وأهدافها المؤطرة بأوهام المجانين.
فالوطن مات ما دامت الأحزاب الدينية تنفي الوطن وتقتله , وتعتقد بما لا يقبله عقل معاصر أو يعقله عصفور!!
ترى هل يريدون تبرئة أنفسهم وهم الذين إرتكبوا جريمة قتل الوطن؟!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب