23 ديسمبر، 2024 4:50 م

أكذوبة التحرير ….وأنشودة التغيير

أكذوبة التحرير ….وأنشودة التغيير

بعد اثني عشر عاما ……
بعد اثني عشر عاما ماهي حصيلتنا ….وماذا جنينا بعد هذا التغييرمن النظام الدكتاتوري الشمولي الى النظام الديمقراطي المتعدد والذي يسميه البعض فدرالي …جمعينا يتساءل صغيرنا وكبيرنا نساؤنا ورجالنا عالمنا وأمينا …وكل شرائحنا .بلا أستثناء….وبعضنا يغوص في تسائله ليصل الى جدوى كل هذا الانقلاب والتغيير في حياتنا العامة السياسية منها وما تتشعب أو ترتبط به من علاقات اخرى اجتماعية وانسانية وثقافية وفكرية وما الى ذلك من علائق ومن حقنا ونحن في ظل هذه الحرية الممنوحة لنا ومنابرها المتعددة ومجالاتها وتنوعها وهذا الشيء ايجابي ومهم ويحسب له ((للتغيير ))..ونحن بدورنا نعبر عن رأينا بكل مدياته ونبغي الصراحة …كل الصراحة …وبكل شيء…وبدون اي تردد…أوأدنى مجاملة …

المشهد بالنسبة لي معتم وانا اتحدث عن نفسي شخصيا …وما يدور حولي وضمن طبيعة عملي …وموقعي الوظيفي اولا وعلاقتي بالناس والآخرين من ابناء شعبي …وما اصابهم بعد هذه السنوات العجاف ……بلد بلا سيادة تتجاذبه سياسات دول الجوار كلها بلا أستثناء ….والسبب واضح حكومات ضعيفة ليس لديها أدنى خبرة في ادارة دولة عريقة كان لها شأن في منطقة الشرق الاوسط والعالم تراها متكئة على سياسة التدخل المباشر وغير المباشر للولايات المتحدة الامريكية ((منقذنا الاول ))ومخلصنا المختار ورائد سياستنا ظاهرا وباطنا …..والتدخل الآخر والذي وصل الى ابعد مايمكن وفي كل المجالات وصار حديث القاصي والداني وبسبب السياسات الطائفية وردود فعلها مثلما هومعروف التدخل الايراني ولا حاجة لي للغوص في هذا المجال …..الذي تحول الى ثقافة يتندر بها المتندرون ….!!

أضافة الى تأثيرات دول الجوار الاخرى لكن هذين التدخلين تحولا الى صراع مصالح وحلبته للأسف العراق بسبب ضعف الحكومات واعتمادها على أحد هذه الاقطاب أوبعضها وبعض سياسينا تعامل بحذر ودهاء متخذا منه طريقا انتهازيا للبقاء في السلطة دون الاخذ بنظر الاعتبار المسؤلية الوطنية والبعد الستراتيجي لها .واثارها المستقبلية …… ….

وهذا موجز مختصر لوضعنا العراقي الجديد بعد احتلاله 2003…ولا أطيل واترك التحليل لأصحاب الاختصاص في هذا الجانب….وسيحتفل المحتفلون بذكراه في قادم ايامنا ….أنشاء الله ….

فلم نجن سوى بلد يتشرذم وصراع طائفي مقيت ومصالح شخصية بحته وبلد بلا ادنى سيادة سوى بالاسم الذي شوهته بعض الاصوات الضالة وتريد له ان يكون تابعا ذليلا ….وشعارات تبدو بالظاهر دينية تتيرقع بالطائفية وتتنكر بالوطنية وربما بالحرية والديمقراطية وحقوق الانسان تلك المادة التي تدرس في الجامعات والمعاهد العراقية العالية ….ومفارقتنا في المنظمات التابعة للامم المتحدة وحقوق الانسان وفق تقاريرها تصنفنا من الدول التي تمارس أبشع الاجراءات التغسفية بحق شعبها وجرائمنا ضد الانسانية فاقت الحدود .وحروبنا الداخلية ومع داعش اكبر دليل تشهره هذه المنظمات ولنا في الميليشيات مثال وحديث آخر ……

وشعارات وخطب زائفة تملأ شوارعنا وساحاتنا ….ونفس الوجوه التي أتت مع برايمر ومجلس حكمه سيءالصيت …تتبدل من موقع الى آخرتهتف لها نفس الوجوه التي تعاني من تكرارها والمحاصصة الطائفية هي الستراتيجية المرسومة لكل هذه الاوجه التي تغير مواقع المسؤولية من مكان الى اخر لتظل في الواجهة ….ويظل البلد لما هو مرسوم له .في السراديب الخلفية لسياسة الاحتلال ….وللأسف الكثير من مثقفينا ساروا خلف هذا التيار الذي رسمنا صورته البشعة وتشوهاتها المرعبة ….

والبلد خرج من سلم الدول التي تصنف بالرفاهية لينافس المراحل التقدمة بدول الفساد الاداري والمالي وكل اشكال التردي …اثنا عشر عاما والبقية في المجهول ….ذهب خيرة شبابنا ..وشهدائنا في تزايد من عام الى عام …وثلثا اراضينا بيد داعش ….جيشنا الذي كان يحسب له الف حساب انهزم بساعات امام مراى العالم ومسمعه ولا احد يستطيع ان يعرف اصل القصة أو واصل داعش ….الشيعة يتهمون امريكا ….والسنه يتهمون ايران …والمفارقة ان كليهما يقاتل معنا داعش وممن يقول تركيا وآخر يتهم السعودية …وقطر ودول الخليج العربي ….وبالأمس اتهمنا سوريا واليوم يذهب مقاتلينا

ليقاتلوا حفاظا على النظام فيها …..ولا أحد يقترب من تحليله للدور الصهيوني الأسرائيلي وربطه بهذا التشكيل العجيب الغريب الذي دوخ القريب والبعيد ….!!

وأخيرا وليس أخرا في اندر مفارقة امام أزماتنا ومشاكلنا الاقتصادية والبطالة التي التي انتشرت بين صفوف الشباب والخريجين منهم على وجه الخصوص خزينتنا التي ذهبت في جيوب المفسدين من سياسينا الذين صارت لهم اسماء في عالم الأثرياء وارصدة في البنوك وحصص وأسهم في البورصات العالمية وأسماء في الابراج وليس لنا الا الله والراسخون في العلم من الخروج من هذا النفق المظلم والبحث عن بصيص أمل لنور نمشي على هداه والله وحده هو الهادي والمهتدى …وصحافتنا ترسم لنا صورة هذه الفوضى بجدارة ….تشاركها فضائيات لاحصر لها ترصد معاناتنا وخيباتنا ومواقع تنشر صراعاتنا .وصرعاتنا..وأخرى تنشر غسيلنا الذي صار الموضوع الاول في فضاء الأخباروالقادم في المجهول ………