6 أبريل، 2024 10:56 م
Search
Close this search box.

أكثر ما يحزنني في (عليّ)

Facebook
Twitter
LinkedIn

عند وقوفي عند ضريح أمر المؤمنين علي (ع) ، تغمرني هيبة يقشعر لها بدني ، وتكتنفني العظمة الأخّاذة ، ويأخذني التيه في أسفار هذا الرجل ، وتأخذ الحيرة مأخذها مني فتعقد لساني ، وأنا استذكر رجلا لم يعص الله طرفة عين ، أراه يطيح بالرؤوس في الوغى ، كأنه يشذّب نخلا ، وأراه باكيا جاثيا على ركبتيه باكيا ، أمام غلام يتيم جائع ! ، أرى رجلا إذا غضب لله ، يأنف من السيف بحديده فيطرحه جانبا ليقلع الفرسان من ظهور جيادهم ، فيصفع بهم وجه الأرض قاطعا حبل حيواتهم ، بينما أراه يحرص على رزق نملة ، خشيت من فتك (جنود سليمان) ، تتهادى قرب نعله حاملة حبة قمح ، آمنة لعلمها على صغر عقلها ، أن صاحب النعل لن يعصي الله حتى في سلبه أياها لتلك الحبة ولو أعطي ملك (الأقاليم السبعة) ! ، لا أرى (ذي الفقار) سيفا ، إنما منجلا ، يطعم الناس عدلا وخبزا ، وقلما يشحذ العقول.

إلا مسجد الكوفة ، فحزنٌ غريب يعتريني ويعتصرني ويضيق أنفاسي ، وأنا أرى هامة مفخرة العقل البشري ، تعانق أرض سجوده مضرجة بالدماء ، حقيقة يراودني اليأس ، ولا أدري ، ابسبب المفارقة ، أن صعلوكا مغمورا لا يكاد يبين ، قتل عملاقا ملأ الخافقين قسطا وعدلا وحكمة ؟ فحرمنا من أحوج ما في الحياة ، أم لأن ها هنا ، أغتيلت الحرية ، ولفظت الإنسانية أنفاسها ، ومات الحق إلى غير رجعة ، وأنتكس العدل ، فعانينا من جريرة ذلك حتى في أيامنا هذه !!
أي إنصهار بذات الله ، هذا الذي يملكه هذا الرجل ؟ ، إنصهار أنساه حتى الألم الجسدي المريع من ضربة على الرأس ، فيهتف (فزتُ وربّ الكعبة) ، لأنه ببساطة (علي) ..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب