-1-
يُروى عن ( غاندي ) :
أنه لم يكذب في حياته قط “
وغاندي هندوسي متدين …
والسؤال الآن :
ان الاسلام جعل (الكذب) من الكبائر فكم هم اولئك الساسة والزعماء المسلمون الذين لم تسجل عليهم الأكاذيب ؟
إنَّ الكذب أصبح ” فيروس” العصر …، وأكثر المصابين به هم الساسة ، بل قل محترفوا السياسة الذين تساوت عندهم الشهور ، فاذا كان هناك ما يسمى بكذبة نيسان –وهي التي يُتسامح بها – فانّ نيسان أصبح يغطي كل الشهور، وأنّ أول نيسان أصبح سائر الأيام ..!!
أليس عجيبا ان ينبذ (الهندوسي) الكذب، بينما يمارسه المسلم بكل صلافة ووقاحة ؟!!
-2-
لا نحتاج الى (آلة اكتشاف الكذب) لمعرفة الاقوال الكاذبة لهذا المنتفخ السياسيّ أو ذاك، فقد طفح الكيل ..!!
-3-
ولا يختص الكذب بالسياسيين
فالنساء يكذبن –غالبا- في اعمارهن ..!! ، ويندر ان تبوح احداهن بعمرها الحقيقي …
لماذا ؟
هل هو الخوف من الموت ؟
إنَّ عزرائيل (ع) لا يهتم بالأعمار، وانما يهتم بتنفيذ أوامر الملك القهّار .
أم هي الخشية في أنْ تُعدّ من العجائز ؟
إنَّ العجائز يكذبن في اعمارهن أيضاً ..!!
إنّه الخواء الروحي، والاضطراب النفسي ، والضعف الأخلاقي ، وانخفاض درجة الوازع الداخلي …
وبعض الطلاّب يكذبون حين يبررون فشلهم الدراسي بفشل أساتذتهم ..!!
وعامة باعة المنتوجات الزراعية والصناعية المختلفة يكذبون بل قد يقسمون كذبا لتسويق بضائعهم …!!
ومعظم الموظفين يكذبون حين يدعون الالتزام بالدوام المحددّ لهم رسمياً..!!
ناهيك بمن يعتبر الكذب رأس مالهم كالسماسرة واخوانهم من الرضاعة .
ولن تنجو من الكذب فئة معيّنة من الناس، ضع يدك على من شئت، ابتداءً بالأطفال وانتهاء بكبار الرجال ..!!
-4-
الكذب رديف الخيانة
والكذب صنوُ التزوير
والكذب قرين الغش والاحتيال ،
والكذب ضَحِكٌ على الذقون واستخفاف بالآخرين ..،
والكذب سباحة في بحر المصالح والمنافع ، بعيداً عن الواقع والوقائع …
والكذب عمليةُ هدمٍ مقصودٍ لجدار الثقة بين الناس …
وحين تسلب الثقة في التعامل ، يغدو الأمر صعباً عسيراً كثير المشكلات…
ويطول بنا المقام لو اردنا استعارض كل الثغرات والسلبيات .
-5-
ومن اسوء حالات الكذب :
الكذب في النسب حيث يغدو الهجين منتسبا لأشرف سلالة …!!
وان يستحوذ موظف مرموق على الاعانات الاجتماعية المخصصة للايتام والارامل والفقراء والبائسين …
إنَّه كذب ممزوج بانعدام الرحمة والشفقة والحس الانساني بحيث لا يشعر بآلام الاخرين وأوجاعهم …
والكذب في ادعاء الحصول على الشهادات العالية، وقد ملأت الشهادات المزورة دوائر الدولة ومؤسساتها –
والكذب في الوطنية وخدمة المواطنين، وليس هناك الاّ اللهاث وراء المكاسب الشخصية والعئلية والفئوية …
والكذب في ادعاء مواصفات معيّنة لبعض الاجهزة والمعدات الحديثة، وهذا ما أدى الى سقوط الالاف المؤلفة من الشهداء والمعاقين، نتيجة الخلل والعجز في اجهزة كشف المتفجرات المستعملة عندنا، والتي حوكم في بريطانيا رئيس الشركة المنتجة لها وحُكِمَ وغُرِّم …
والكذب في اعداد ” الملفّات” التي يُبتزّ من خلالها الخصوم والمعارضون كما حفلت بذلك السنوات العجاف، طيلة الدورتين السابقتين من عمر الحكومة العراقية …!!
ويعمد البعض الى تلفيق الاكاذيب للتسقيط السياسيّ دون هوادة …
وقد أصرت احدى الصحف العراقية على الكذب اذ نشرت لنا مقاله قالت عن كاتبها أنه في لندن وحين نبهت وَعَدَت بان تتدارك الخطأ ، ولكنها نشرت المقالة الثانية مقرونة بكذبة جديدة ..!!
وبّرر المسؤول عنها انه يُريد أن يلفت النظر الى جريدته حيث ترسل لها المقالات من الخارج !!
وهو تبرير ساقط مرفوض .
وهكذا اتسعت دائرة الاكاذيب ولم يسلم من شرورها أحد …
ومن الاكاذيب الخطيرة :
أكاذيب الوعاظ الذين يعظون ولا يتعظون .
-5-
إن الشريحة الوحيدة التي يُقبل منها الكذب ، هي شريحة الشعراء فقد قيل عن الشعر :
” أعذبُه أكذبُه “
-6-
وعلى قاعدة :
أنا الذي نظر الاعمى الى أدبي
وأسمعت كلماتي مَنْ بِهِ صَمَمُ
يتعالى التضييق والهتاف لأمراء الكذب وفرسان التلاعب بالألفاظ …
ولا حول ولا قوة الاّ بالله العلي العظيم .