19 ديسمبر، 2024 1:36 ص

أقوال من مخطوطة (ينابيع الحكمة) – 67

أقوال من مخطوطة (ينابيع الحكمة) – 67

هكذا تكلم زارادبوذا الصغير
259- إنَّ جميع التصورات القَبْلية هي صور وانعكاسات ونتائج لانْطباعات حِسيَّة أقدم، أي
     أن العقل الغير مدرب لا يمكنه خلق تصورات قبْلية، حتى عمليات العقل الآنية هي غير
     صحيحة بل فيها أزمان( مدة وقتية) ولكن هذه الأزمان دقيقة وصغيرة جداً بحيث لا
     نستطيع أن نتحسسها، ونحن في حالة التفكير، وبذلك نخمنها وكأنها تحدث في آنٍ واحد.
260- المهمة الأولى للعلماء والفلاسفة هي إثبات مغلوطية الأفكار التي يَنْقلها الناسُ عن
     الأسلاف إلى الخلف. وعندما يتيقن البشر من هذه المغلوطية، ويركنون لمصداقية
     الإثبات، تتحرر عقولهم، وبالتالي تتحرر نفوسهم، ويبدأون بتفكير جديد، ونظرة جديدة
     للعالم والكون، ضمن بناء جديد للقيم والمبادىء، لأنه لا يمكن أن تبقى سلوكيات البشر
     الفطرية والمكتسبة والعقلية بدون ضوابط ولكن ضمن شروط ومناهج جديدة، لا تُكْبح
     قدرات الناس الفكرية الذاتية، إنما تُكْبح السلوكيات الشاذة والتوجهات الخاطئة التي تنجم
     عن الغرائز أو عن اضطرابات حياتية التي فسرت تفسيراً خاطئا.ً وبهذا سنقيم المجتمع
     الإنساني المتسق ونحقق السلام الشامل لكل المجتمعات البشرية.      
290- كم أشبِّه عقول الناس وخاصة الجهلة والبسطاء والسذج، بتربة خصبة لزراعة الأفكار
     فيها، أي أفكار، مهما كانت تافهة ولا تمت للحقيقة بصلة، فيحس هؤلاء بسعادة لنمو تلك
     الأفكار في عقولهم ونفوسهم، بغض النظر عن ماهيتها، كالتربة التي تنبت حتى
     الأعشاب الضارة.
291- إن الدجّالين الذين يدّعون أنهم يوحون للمرضى بالشفاء بقوة إيمانهم، لهم حق بذلك،
     ولكنهم يخطؤون حين يُؤَوِّلون العملية إلى قوى روحية خارقة، لأن الذي شفى هو
     الإيحاء النفسي للبعض الذين عندهم فرص الشفاء والاستجابة للإيحاء، لأن هؤلاء
     الدجالين لا يستطيعون شفاء كل المرضى، وحجتهم في ذلك هو قلة إيمان المرضى،
     بينما الحقيقة هو عدم وجود فرص الشفاء، وعدم الاستجابة النفسية للإيحاء. في الواقع
     للنفس البشرية طاقة هائلة لصنع المعجزات إذا أثيرت، وهذا الذي يسبب الشفاء وليس
     بفعل السحر أو الإيمان والقوى الخارقة كما يظن العامة ومعظم الناس.
292- أبشع ظُلْم الظالمين بحق المجتمعات، هم الذين يرتكنون لفكرة ضرورة ليس فقط تأمين
     حياتهم وحياة عائلتهم الحاضرة، بل حتى تأمين مستقبل أحفاد أحفادهم، وإن كان ذلك
     على بؤس الناس وحرمانهم من لقمة عيشهم. هذه الطفيليات الفتاكة والعلقات مصاصة
     الدماء، ينسون أن الكثير من الناس يعانون العوز والحرمان، كما لا يفطنون أن هناك
     بعض الأخيار، لم يُؤَمِّن لهم أباؤهم أو أجدادهم أي شيء، لكنهم كافحوا وجدّوا وسعوا
     فأمَّنوا لنفسهم ولعوائلهم حياة كريمة، دون النهم والطمع والأنانية وحرمان الآخرين من
     الفرص، كي يعيشوا هم أيضاً حياة كريمة، فكم البون شاسع بين هؤلاء الأكارم وبين تلك
     الوحوش الضارية.
293- عندما يموت الحكيم يَتقبَّل الموت بكل رحابة صدر وطمأنينة ورباطة جأش وهدوء
     النفس، كما فعل الفيلسوف سقراط، بالرغم من أن الموت فُرِضَ عليه جوراً وظلماً.
     كذلك كما حدث للفيلسوف إفلاطون حين فارق الحياة بكل هدوء بعد نهاية حفلة إكليل
     أحد تلامذته، حيث نام إلى زاوية القاعة بعد أن حضر قسماً من الحفلة، فنام نوماً
     سرمدياً. أيضاً بنفس هذا الهدوء مات الفيلسوف كانْتْ حين بلغ الثمانين وقال هذا كفاية.
     أما الحمقى من الناس الذين ليس لهم هَمٌّ سوى جمع المال واقتناء متاع الدنيا بكل
     الأساليب، حلال وحرام، فإنهم يتشبثون بالحياة ويهلعون من فكرة الموت، وترتقص
     فرائصهم حين يجابهونه وحسرتهم على مقتنياتهم، التي سيتمتع بها، ويصرفها ورثتهم
     ربما في سبيل الملذات والآثام.   
294- للظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وأيضاً العقائدية دور كبير في تكييف
     الناس وكسبهم، وخاصة؛ المحتاجين والسذج والبسطاء، لترويج أفكار خاصة مهما
     كانت.
297- كل عقيدة تُؤْمن وتعظ وتُعَلِّم أتباعها بوجود غفران الخطايا دائم الدومً، فإن هذه العقيدة
     تشجع وتدفع الناس لاقتراف الشرور والآثام أكثر مادام هناك أمل بالغفران.
439- لا أدري ماذا يبتغي أولئك المراؤون الخبثاء ولأي غايات يخفون عدم إيمانهم
     بالمعتقدات الدينية عن الآخرين؟ فلا يتجرأون إشهار موقفهم علناً.
441- إننا نذم نظام حياة الأحياء المائية، وتلك التي في البرية والجوية، الكبيرة القوية منها
     والصغيرة الضعيفة، مما تقترفه من المظالم على بعضها البعض وعلى البشر، ونفتخر
     بسلوكنا نحن البشر الواعيون بأننا أعلى من هذا المستوى الوحشي. ولكن إذا ما تمحصنا
     في تاريخ وخفايا المجتمعات الإنسانية بمختلف شعوبها ومناطقها لخجلنا من أنفسنا
     وإنسانيتنا، ووعْينا وإدْراكنا، لنجد أننا أكثر وحشية وهمجية وضعة في إنزال أبشع
     الأضرار واقتراف أقسى المظالم وأقبحها بعضنا ببعضنا وبكل المخلوقات الأخرى. 
442- إنَّ تمسك البشر بنظرية الخلق الإلهي للإنسان، كان الهدف منه إعطاء الإنسان قيمة
     قدسية خاصة، بالرغم وللأسف الشديد! عدم تقيد والتزام الناس بهذا المبدأ الجليل.
2871- ما المجدي في بلد أنظمته حسنة ولكن ناسه سِيِّؤون؟.
2872- لقد أخطأ الشعب الأمريكي في اختيار باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة، لأنه
     شخص غير متوازن نفسياً في تربيته وتنشئته الطفولية، وخاصة في أندونيسيا المسلمة،
     والمتمزق بين أم مسيحية شبقة، وأب مسلم أفريقي مغلوب على أمره. فهو حتماً يعاني
     من عقدة الحقد على الإسلام، وعدم الاقتناع بالمسيحية، لكنه يكذب ويتملق مدعياً بأنه
     مسيحي، وهو ليس إلا أداة طيعة ولعبة في يد الصهيونية للإنتقام من الديانتين
     المرفوضتين والمكروهتين من قبل اليهود. وحذارى من إعادة انتخابه!
2873- إسرائيل وربيبتها الصهيونية، وكل الذين يدورون في فلكها هم الآن بحاجة لحرب
     عالمية ثالثة، لكي تحكم قبضتها أكثر على العالم، وخاصة العالمين الإسلامي والمسيحي،
     لذلك فهي تخطط لتشعلها عن طريق الكذب والتلفيق على إيران بأنها بصدد صنع أسلحة
     نووية أو قد امتلكتها، كما فعلت وكذبت على العراق للانتقام من بابل الغازية 589 ق م.
     فحذارى يا بشر!
2874- أحََذِّر دول الخليج العربي وخاصة السعودية من الوقوع في شرك الصهيونية
     المتحكمة برسن الولايات المتحدة ودول أوربا، وتصديقها لإشعال حرب مع إيران، لأنها
     ستتعرض هذه الدول للدمار التام في الساعات الأولى. إذ ما فائدة إيران ولا أعتقد أن
     تكون بهذا المستوى المتدنّي من الغباء، كي تخطط لاغتيال السفير السعودي في أمريكا
     أو في أي مكان آخر. أمِنْ قلة الرجال السعوديين للحلول مكانه؟.
2875- تنتظرون النفع من وراء الشر الذي تنصبونه للغير، ثمَّ ترتادون المعبد كي يغفر لكم
     ربكم كما قيل لكم، ألا تخجلون؟ وأيُّ ربٍ هذا الذي يغفر فعلتكم القبيحة الآثمة هذه ما لم
     يكن الشيطان الرجيم نفسه؟   
2876- كيف لا تخجلون من أنفسكم يا قليلو العقل من أبناء أمتي السذج البسطاء حين تَدْعون
     إبراهيم الهارب من بلاد مابين النهرين بتهمة، خوفاً من عدالة الملك حمورابي؛ بأبيكم،
     مع نسله إسحق وإسرائيل(يعقوب سفاح شكيم)؟. فلا موسى المصري الفرعوني، ولا
     يسوع بن مريم الآشوري الآرامي هما من نسله. فبماذا يكون أبيكم؟ كما خدعكم الدعاة
     اليهود وكتبتهم.
2877- لكل المآسي والويلات التي جرت على شعبنا الآشوري بين 1915-1933 من ترك
     الديار والتهجير والمذابح والشنططة من حكاري إلى أورميا إلى سائنقلا إلى بعقوبة إلى
     الشمال إلى سوريا إلى كل أقاصي الدنيا من جراء مسك سورما خانم بيت مار شيمون
     زمام أمور الملَّة ومشوراتها الفاشلة المتقصدة. لكل تلك النكبات، فلم يرمش لها جفن،
     ولم ينتابها شعور الأسف. وأنا واثق تماماً بأنها عندما فارقت الحياة كانت سعيدة
     وراضية عن نفسها ومطمئنة، لأنها خدمت الشعب الذي تنتمي إليه سلالتها “بيت لاوي”
     بإخلاص ووفاء على أكمل صورة. حين تسببت في تدمير شعبنا.  
2878- لا CIA، ولا جورج دبليو بوش، ولا كل الشعب الأمريكي، يدرك بأن جورج دبليو
     بوش رئيس الولايات الأمريكية أثناءها وأفراد عائلته مدينون لأرواح وأهل ركاب طائرة
     بنسلفانيا يوم 11 / 9 / 2001 الذين قاوموا الإرهابيين المسيطرين على الطائرة مما
     نجم سقوطها في بنسلفانيا، وإلاّ لكان جورج دبليو بوش يلملم أشلاء عائلته وكادره من
     بين الأنقاض، فهؤلاء؛ مهما سددوا من تعويض لذوي الضحايا فلن يفوا بثمن تضحياتهم.
2879- الكثيرون يعتقدون بأن المسؤولين الأمريكيين ذوو دبلوماسية عالية المستوى، أمّا أنا
     أقول عكس ذلك، بل إنهم يفتقرون للدبلوماسية، إنما عجرفتهم هي في قوة أمريكا،
     وأكبر برهان على ذلك هو أنهم امتنعوا عن استقبال بطريرك الموارنة اللبنانيين بشارة
     بطرس الراعي في زيارته لأمريكا أوكتوبر 2011. فمهما كانت مواقف البطريرك
     مخالفة لرغبات المسؤولين الأمريكيين كان يجب بل كان يتحتم عليهم استقباله ومحاورته
     لو أنهم يتمتعون بالدبلوماسية العالية كما يظن الناس، فممانعتهم استقباله ليست استهانة به
     بل استهانة بلبنان وبكل مسيحيي لبنان، ومسيحيي الشرق، خدمة لليهودية. إنه واضح
     كنور الشمس بأن الأمريكيين والأوربيين يحرصون على مصالح إسرائيل فقط،
     ويخضعون لضغوط اللوبي الصهيوني. 

أحدث المقالات

أحدث المقالات