22 نوفمبر، 2024 11:58 م
Search
Close this search box.

أقلية متعددة الطوائف!!

أقلية متعددة الطوائف!!

وأخيراً نجح السيد نوري المالكي في اختراع أقلية عراقية جديدة يقدمها (هدية) لقواته المسلحة لتمضي بها أوقات الفراغ بعد أن يملوا من محاربة ارهابيو القاعدة ومنازلة فلول البعثيين، وليسجل سبقاً (سياسياً) ينال عليه براءة اختراع أول أقلية متعددة الطوائف والأعراق والأديان في العالم.. ولمَ لا؟!، ألم ينجح (دولته) في جعل العراق يحتل المركز الأول بين الدول العربية الأكثر كسلاً في العالم؟!، ألم يستطع أن يجعل بغداد من بين عواصم الدول الأكثر (وساخة) في العالم؟!، ألم يشهد عهده تصدر العراق لقوائم أسوأ البلدان سمعة وأكثرها فساداً بحسب إحصائيات منظمات عالمية؟!.
نعم، لقد نجح (دولتَه) في أن يكون في (دولتِه) أقلية أخرى مضطهدة ومستهدفة تستحق الضرب بالعصي (والصوندات) والسب بأشنع الألفاظ لا لشيء إلا لأن أصحابها (يؤمنون) أن الدين لله والوطن للجميع، وليس كما يعتقد (خوشية السيّد) وعسكره الهمام بأن الدين والله والوطن والجميع يجب أن يكونوا بخدمة سيادته.. كما نجحت دولة القانون في أن تخترع (قانوناً) غير قابل للكسر ولا يقف عند البيروقراطية الإدارية ولا يحتاج إلى (أمر) من مجلس القضاء الأعلى، بينما يمكنه (تكسير) أي شيء بدءاً من صور رجال الدين ومروراً بزجاج النوافذ وإنتهاءً برؤوس المواطنين.. قانوناً يبيح لنفسه اغلاق نوادي اجتماعية وثقافية عراقية عريقة مثل نادي اتحاد الأدباء والكتاب ونادي المشرق الاجتماعي اللذين تأسسا حتى قبل أن يولد (فقيهه) الأعظم، قانوناً يرى أن كسب الثواب هو في محاربة (بطل العرق) وليس في محاسبة سراق المال العام وملاحقة عصابات الجريمة المنظمة!!.
لكن من ناحية ثانية علينا أن نشكر دولة رئيس الوزراء على اختراعه هذا الذي جمع مختلف العراقيين ومن كل (الملل والنحل) في هوية وطنية واحدة ودفعهم لمؤازرة بعضهم من أجل النضال المشروع نصرةً لقضيتهم العادلة في إطلاق سراح رفاق الدرب من أمثال الزعيم (ريد ليبل) والمفكر (أوزو) والناشط (توبورغ) المعتقلون في سجون النظام.. شكراً لك سيدي لأنك ولأول مرة وحدّت المسلم مع المسيحي والإيزيدي مع الصابئي والسني مع الشيعي والكردي مع العربي والكلدوآشوري مع التركماني، وأزلت جميع أنواع التعالي العرقي والتمييز الديني في ما بينهم وقضيت على أدران الماضي وأمراض الحاضر.. ليس هذا فحسب، بل لأنك نجحت في إزالة الفوارق الطبقية بحيث جمعت بين المثقف (والمهَتلف) والصايغ (والصايع) والفنان (والفلتان) والشاعر (والشعّار) والغني (والمكرود) والذكي (والدجة دبنك) في مواطنة مشتركة كاملة غير ناقصة، وهو الأمر الذي يعتبر خطوة مهمة في بناء مجتمع الإندماج الوطني المتحضر.
كما أود أن أزف بشرى للأقليات العراقية بولادة شقيقة قد تحتل في المستقبل القريب مركز الصدارة في قائمة (أصغر) المكونات بحسب مقياس (أعرجر) وهي: حدة قياس مشتقة من أصل (الفاعل) أعرجي، بحيث يمكن لأبناء هذه الأقلية (المتعددة الطوائف والوظائف) أن يشكلوا ثقلاً في المطالبة بالحقوق المدنية ليس للأقليات فقط، بل لجميع العراقيين دون تمييز وبمختلف إنتماءاتهم الأثنية والدينية والسياسية (واللطلطية).
عجيب أمر هذا (الوطن) المستمر باستباحة حريات أبنائه ليل نهار ودفعهم إلى لعن اليوم الذي ولدوا فيه على مثل هكذا أرض دامية لا تحترم انسانية البشر!!، وغريب أمر هذه (الدولة) المنشغلة باستهداف مواطنيها وحساب أنفاسهم عليهم حتى قبل أن تلتهي بمطاردة اللصوص والحرامية!!.
[email protected]

أحدث المقالات