يعتقد البعض أن باب “معجم المقالات الحسينية” الذي يمثل أحد الأبواب الستين من دائرة المعارف الحسينية هو تجميع للمقالات الحسينية باللغات المختلفة وبخاصة اللغة العربية، وهو اعتقاد خاطئ، فليس هذا من شأن المؤلف المحقق الدكتور محمد صادق الكرباسي، ولا منهجيته في التأليف، وإنما يعتمد هذا الباب على توثيق عنوان المقالة ولغتها وكاتبها وتاريخ نشرها والجهة الناشرة مع شرح من سطرين أو ثلاثة فيه قراءة سريعة عن فحوى المقالة ومضمونها، أي بتعبير آخر أن المعجم هو توثيق للمقالة وما يحيط بها.
ربما يعتقد البعض مرة أخرى أن توثيق المقالة عملية سهلة، ولكن واقع الحال يحكي خلاف ذلك، لأن الأمر لا يتوقف على البحث عن المقالة واستخراجها من مظانها، وإنما يتعدى الى بيان مختصر لكاتب المقالة، وتفصيل للجهة الناشرة من مجلة أو جريدة، ورقية كانت أو كهربية (الكترونية)، ولهذا فإن في مقدمة كل جزء من (معجم المقالات الحسينية) عشرات الصفحات فيها توثيق لكل وسيلة إعلامية وردت في الكتاب تتضمن تاريخ الوسيلة ونشأتها وسيرة ذاتية لصاحب امتيازها أو مؤسسها أو ورئيس تحريرها، تمثل بحق قاعدة بيانات لها بعدها التوثيقي على المدى القريب والتحقيقي والآرشيفي والمعجمي على المدى البعيد.
ورغم أن المعجم قائم على توثيق عنوان المقالة فحسب، فإن الأجزاء السبعة التي صدرت حتى الآن تظهر حجم تغلل النهضة الحسينية في جميع المجتمعات والثقافات واللغات، ولو اعتمدت الموسوعة على تجميع المقالات فإنها ستحتاج حينئذ إلى عشرات بل مئات المجلدات، لأن ما يُكتب عن النهضة الحسينية على مدار الساعة وبلغات العالم الحية والمحلية يفوق التصور، وهذا بحد ذاته يعكس ديمومة النهضة الحسينية وحيويتها رغم مرور أربعة عشر قرنا على الفاجعة الأليمة في كربلاء، وأنها تسير في شرايين الناس وعروقهم، ويعرف أصحاب القلم الرفيع أثرها ودورها في تغيير المسار الإنساني نحو الأفضل.
ومن يبغي الوقوف على هذه الحقيقة، ما عليه إلا أن يتابع عناوين المقالات التي يوثقها (معجم المقالات الحسينية) من دائرة المعارف الحسينية، حيث صدر حديثا (2017م)، عن المركز الحسيني للدراسات بلندن الجزء السابع في 585 صفحة من القطع الوزيري.
توثيق وتحقيق
لم يقتصر المؤلف في توثيقه على المقالة وكاتبها، وهو مدار هذا الباب من الموسوعة الحسينية، وإنما تجاوز كما رأينا الى توثيق الوسيلة الإعلامية التي تم فيها نشر المقالة، وقد أخذ هذا الجزء من التوثيق اهتمامًا كبيرًا، انعكس في الكم الهائل من المعلومات المفيدة عن الوسيلة الإعلامية، وما تطلبه البحث والتحقيق والتوثيق من جهود مضنية يدرك حجمها العاملون في هذا الحقل، حيث استنفر فيه المؤلف كل الجهود واستخدم معظم وسائل الاتصال الحديثة للوصول الى المعلومة الصحيحة.
وكانت حصيلة وسائل الإعلام في الجزء السابع وفيها انتظمت عناوين المقالات الحسينية هي (163) وسيلة إعلامية ما بين جريدة ومجلة وقناة ووكالة وموقع وشبكة وأمثالها، منها (51) وسيلة إعلامية حديثة لم ترد في الأجزاء السابقة أفرد المؤلف لبيان تفاصيل كل واحدة أقل من صفحة، وهي: آكاهي (مجلة)، أخبار شيعيان (مجلة)، أرمغان (مجلة)، إسلام تايمز (موقع)، إسلام وزندگي (نشرة)، إشارات (مجلة)، الأطياب (نشرة)، الإعتصام (مجلة)، إقرأ (مجلة)، أمان (مجلة)، تشرين (جريدة)، الدستورية (مجلة)، دنيا الوطن (موقع)، ديدار آشنا (مجلة)، رابطة أدباء الشام (موقع)، راز دل (مجلة)، الراضي (موقع)، الرسالة (مجلة)، رسالة الحرّة (نشرة)، السفير (جريدة أسبوعية)، السيمر الاخبارية (صحيفة كهربية)، شبكة البلاغ (موقع)، شبكة الرامس الثقافية (موقع)، الصنارة (جريدة أسبوعية)، صوت الجالية العراقية (موقع)، صوت العروبة (مجلة)، ضفاف الدجلتين (صحيفة كهربية)، العراق (نشرة وجريدة)، عراق تايمز (موقع)، العميد (مجلة)، فرهنگ كوثر (مجلة)، فور يو (مجلة )، قطوف (جريدة)، كتابخانه ديجتالي تبيان (موقع)، مؤسسة در راه حق (مؤسسة)، المثقف (صحيفة كهربية)، مجلة كلية التربية الأساسية (مجلة)، المطيرفي (موقع) مكتب السيد الغريفي (موقع)، ملتقى معماري (موقع)، منبر العراق الحر (موقع)، مواقف (مجلة)، المواكب (مجلة)، موسوعة أخبار العراق (موقع)، نبض الأمّة (مجلة)، ندائي آل عمران (مجلة)، هموطن سلام (جريدة)، الوفاق (جريدة)، وكالة العهد نيوز (موقع)، وكالة نقطة ضوء الأخبارية الدولية (موقع)، يا حسين (موقع).
وتوزعت وسائل الإعلام هذه على المدن والبلدان التالية: الأحساء (السعودية)، ألمانيا، بابل (العراق)، بغداد (العراق)، بيروت (لبنان)، الجزائر (الجزائر)، الدمام (السعودية)، دمشق (سوريا)، سيدني (أستراليا)، طهران (إيران)، غزة (فلسطين)، فيينا (النمسا)، القطيف (السعودية)، قم المقدسة (إيران)، كربلاء المقدسة (العراق)، الكويت (الكويت)، لاهاي (هولندا)، لاهور (باكستان)، لندن (بريطانيا)، المطيرفي (السعودية)، المنامة (البحرين)، منطقة المثلث (فلسطين)، الناصرة (فلسطين)، الناصرية (العراق)، ونيوجيرسي (أميركا).
كما توزعت المصادر الإعلامية على اللغات التالية: الأردوية، الانكليزية، العبرية، العربية، والفارسية.
وإلى جانب هذه المصادر الإعلامية والخبرية المتعددة التي تم شرحها وترجمتها في هذا الجزء، فهناك مائة وإثنتا عشرة وسيلة إعلامية أخرى وردت في هذا الجزء، وقد تم شرحها في الأجزاء السابقة من هذا الباب، واكتفى المؤلف ببيان اسمها وإرجاع القارئ إلى شرحها حسب مواردها في الأجزاء السابقة، وهذه توزعت على المدن والبلدان التالية: إسلام آباد (باكستان)، امستردام (هولندا)، أوتاوا (كندا)، برلين (ألمانيا)، بغداد (العراق)، بناراس (الهند)، بيت لحم (فلسطين)، بيروت (لبنان)، پيشاور (باكستان)، دمشق (سوريا)، راولبندي (باكستان)، طهران (إيران)، طويريج (العراق)، غزة (فلسطين)، قزوين (إيران)، القطيف (السعودية)، قم المقدسة (إيران)، كراتشي (باكستان)، كربلاء المقدسة (العراق)، الكويت (الكويت)، لاهور (باكستان)، لندن (بريطانيا)، مالمو (السويد)، مانجستر (بريطانيا)، ملتان (باكستان)، المنامة (البحرين)، منسوتا (أميركا)، المنطقة الشرقية (السعودية)، ميشيغن (أميركا)، ميونيخ (ألمانيا)، النجف الأشرف (العراق)، والهند.
وهذه المصادر الإعلامية جاءت باللغات التالية: الأردوية، الألمانية، الانكليزية، السويدية، العبرية، العربية، والفارسية.
مدينة ولغة
ليس هناك رقم محدد لعدد عناوين المقالات في كل جزء، ولهذا اختلفت الصفحات من مجلد لآخر، وبشكل عام وعودة للماضي، فقد ضم الجزء الأول من باب (معجم المقالات الحسينية) (684) عنوان مقالة حسينية مترتبة على الحروف الهجائية جميعها، وهذا الأمر ينسحب إلى الأجزاء جميعها، والجزء الثاني (768) عنوانًا، والجزء الثالث (778) عنوانًا، والجزء الرابع (862) عنوانًا، والجزء الخامس (920) عنوانًا، والجزء السادس (757) عنوانًا، فيما ضم الجزء السابع الصادر حديثا (697) عنوان مقالة.
ومن اللطيف في مثل هذه المعاجم هو رؤية الفسيفساء والتنوع في المدن التي ينتمي إليها كتاب المقالات الحسينية، ولهذا نمى أصحابها في الجزء السابع إلى المدن التالية: الأحساء (السعودية)، أرومية (إيران)، أم الحمام (السعودية)، أوتاوا (كندا)، الأوجام (السعودية)، بابِل (العراق)، بابُل (إيران)، البصرة (العراق)، بغداد (العراق)، بناراس (الهند)، بيروت (لبنان)، تورونتو (كندا)، الجزائر (الجزائر)، حيفا (فلسطين)، داكار (السنغال)، الدمام (السعودية)، رام الله (فلسطين)، سان دييغو (أميركا)، سيدني (أستراليا)، سيهات (السعودية)، طرطوس (سوريا)، طهران (إيران)، العمارة (العراق)، العوامية (السعودية)، فيينا (النمسا)، القاهرة (مصر)، قزوين (إيران)، القطيف (السعودية)، قلعة سكر (العراق)، قم المقدسة (إيران)، كراتشي (باكستان)، كربلاء المقدسة (العراق)، الكوفة (العراق)، كوملا (السويد)، الكويت (الكويت)، لاهور (باكستان)، لندن (بريطانيا)، مالمو (السويد)، مانجستر (بريطانيا)، المحرق (البحرين)، المدينة المنورة (السعودية)، مشهد (إيران)، ملبورن (أستراليا)، المنامة (البحرين)، المنطقة الشرقية (السعودية)، الميمونة (العراق)، الناصرة (فلسطين)، الناصرية (العراق)، النجف الأشرف (العراق)، نوگانوه (الهند)، نيويورك (أميركا)، الهفوف (السعودية)، هلسنكي (فنلندا)، الهند، وواشنطن (أميركا).
أما أعداد المقالات وأرقامها وفقا للحروف الهجائية فقد تفرقت على النحو التالي: حرف الألف: “96” مقالة، الباء: “41”، التاء: “34”، الثاء: “18”، الجيم: “5”، الحاء: “74”، الخاء: “19”، الدال: “34”، الذال: “7”، الراء: “9”، الزاي: “8”، السين: “21”، الشين: “25”، الصاد: “4”، الضاد: مقالة واحدة، الطاء: “3”، الظاء: “مقالة واحدة”، العين: “53”، الغين: مقالة واحدة، الفاء: “5”، القاف: “9”، الكاف: “30”، اللام: “18”، الميم: “100”، النون: “25”، الهاء: “23”، الواو: “24”، وحرف الياء: “9” مقالات.
وبحساب الأرقام، فإن هذا الجزء مثلما هي الأجزاء السابقة أفرد له المؤلف (25) فهرسًا في أبواب مختلفة، تبدأ من فهرس الأعلام الى فهرس المحتويات، وما بينهما فهرس المصطلحات العلمية والفنية وفهرس الوقائع والبقاع وغيرهما.
العمل العملاق
كحال أي عالم أو مفكر أو أديب أو مثقف أو فقيه وقف مندهشًا أمام دائرة المعارف الحسينية بما ألهم الله مؤلفها المحقق آية الله الشيخ محمد صادق الكرباسي من قدرة غير طبيعية على تأليف موسوعة من تسعمائة مجلد صدر منها حتى الآن نحو 110 مجلدات في ستين بابا، ناهيك عن مؤلفاته الأخرى في الفقه واللغة والأدب والشعر وعلوم القرآن والتفسير وغيرها، أبدى الشاعر الإماراتي الأديب حسن علي شمس الدين عظيم إعجابه بالموسوعة الحسينية وهو يقدم للجزء السابع من معجم المقالات الحسينية، قائلا: (ماذا عساي أن أقول عن موسوعة أدبية وتاريخية وصل عدد أجزائها 900 أو أكثر بجهود فردية من الشيخ الجليل العلامة الكرباسي … ولعل أقل ما يوصف به هذا العمل العملاق أنه ثورة الحسين العلمية فجرت طاقات البشر بمختلف أجناسهم وجنسياتهم لتظل كنزا ثمينا تنهل منه الأجيال القادمة مدى القرون .لقد أخجلتم والله تواضع المؤسسات الثقافية، وما أكثرها عددا، في الوطن العربي بإمكاناتكم المادية والمالية القليلة)، داعيا: (جميع المؤسسات الثقافية في الوطن العربي سواء الحكومية منها أم الخاصة وحتى الأفراد الأثرياء الذين يجدون لديهم المقدرة المالية فليس لهم عذر إلا أن يدعموا هذه الموسوعة العلمية ماليا لكي تبقى أسماؤهم مسطرة في صفحات التاريخ والحضارة الانسانية بكلمات من نور).
وحول النهضة الحسينية أضاف الشاعر الإماراتي المولود بمدينة العين في إمارة أبو ظبي سنة 1961م في أسرة اشتهرت بالعلم والأدب حيث كان والده شاعرا ومؤرخا ونسابة: (سألني بعض زملائي منذ سنين لماذا تبكي الشيعة على الحسين في كل سنة؟
قلت له قضية الحسين لا تقتصر على الشيعة أو حتى المسلمين وحدهم وإنما هي قضية إنسانية تفجر مشاعر كل إنسان وتزلزل كيانه عندما يقرأها ويدرك مغزاها … تلك هي ثورة الحسين الكامنة في نفوس البشر جميعا بغض النظر عن أصولهم وانتماءاتهم).
وحول عظمة النهضة الحسينية كما تقرأ بعض فصولها في كثرة المقالات الحسينية وغزارتها، انهى الأديب والشاعر الإماراتي الأستاذ حسن علي شمس الدين مقدمته المنشورة في الكتاب بالقول: (وما هذا الجزء السابع الذي بين يدي القارئ الكريم والذي يخص المقالات التي خطت حول الثورة العلمية بقلم الكتاب والأدباء عبر العصور والذي خرج بإسم معجم المقالات الحسينية إلا دليل على أن ثورة الحسين لم تخمد ولو بعد أربعة عشر قرنًا، والعاقبة للمتقين).
وكيف لنهضة كربلاء أن يُخمد أوارها أو يأفل نجمها وصاحبها له حضور وثّاب في ضمير كل شخص حي وأمّة تواقة الى العيش بكرامة وسعادة، في مشارق الأرض ومغاربها.