شخص،عمل كل مايستطيع من أجل أن يكون ناطقا بأسم المتظاهرين،ولم يفلح في مسعاه،كما سبق له أنْ فشل ايضا في كسب ولو صوت واحد فقط في الانتخابات الاخيرة ،يتيح له الحصول على مقعد في البرلمان.
هذا الثورجي اليساري..ستجدونه يوما بعد آخر يتراجع خطوة بعد خطوة الى الوراء، كلما تقدمت التظاهرات نحو مسارها الصحيح،وباتت ترفع من سقف مطالبها بالشكل الذي يقربها من مطلب الناس الحقيقي بالدعوة الى التغيير الجذري، بعيدا عن مسارها الهش والغامض الذي كانت قد ابتدأت به.
وما أنْ تصبح المواجهة مابين المتظاهرين ومابين الساسة الفاسدين اكثر حدة وجديّة ويغدو الصراع بينهما،حقيقيا ليعكس صورة اناسٍ تطمحُ للتغيير ،وساسة وحوش،لديهم كل الاستعداد لمواجهتم بالرصاص الحي،حينها سيختفي هذا اليساري ذو الابتسامة الدائمة المزيفة من بين صفوف المتظاهرين،لانَّ المسألة في هذه الحالة اصبحت حقيقة ثورية،وليست لعبة ثورية !
أي بمعنى انها قد انتهت إلى غير ماأرادها هو واخرين على شاكلته،بعد أن كان هدفهم أن يضحكوا على الناس من خلالها،لكي يصلوا الى مايبتغون إليه من منافع شخصية.
ماعليكم سوى أن تنظروا ــ غداً ــ حولكم،انذاك سيختفي،ولن تجدوه بينكم،لكن بشكل مؤقت،مُنتظرا نتائج المعركة ،حتى يقفز الى جانب المنتصر .
مثل هذا النموذج المشوَّه والمشوِّه،هناك الكثير منهم يتواجدون بيننا،وهذه النماذج تتحمل جزءا كبيرا من مسؤولية انحراف مسار التغيير بعكس
اتجاهه،لأنهم يأخذون به بعيداً عن تطلعات المجموع إلى حيث يستجيب لتطلعاتهم الذاتية، فمثل هؤلاء لاينقصهم الدهاء،ويتقنون جيداً التمويه لأخفاء نواياهم عن قوى المجتمع ــ بمهارة اللاعب المحترف ـــ اثناء مرحلة التظاهرات والاعتصامات في الشوارع والساحات العامة،وماأن ترسو سفينة التغيير على شاطىء مبتغاها حتى تجدهم يتصدرون الواجهة .