تعد النظافة مقياس تطور وتحضر الدول ولكن لسوء حظ العراقيين والبغداديين خاصة اختفت مظاهر النظافة وحلت بدلها القذارة والفساد وسوء التخطيط، واعتادت الدول ان تهتم بجمالية المدن التي تكون قريبة من القصر الجمهوري وبقية مؤسسات الدولة وان تجعلها تحفة معمارية فضلا عن الجمالية والاهتمام من امانة او عمدة العاصمة، لكننا نتفاجأ بوجود اطنان من النفايات والانقاض والقمامة وكثرة الحشرات والكلاب السائبة ونصب الكرفانات بطريقة عشوائية لغرض السكن ومن دون حصول الموافقات الرسمية من امانة بغداد، والمحافظة وبقية الجهات الامنية ومن يهمه الامر.
يقع على امانة بغداد التنسيق مع جمعية الصالحية التعاونية لإدارة المجمع السكني في عدم السماح بنصب الكرفانات وازالة التي نصبت مؤخرا ويدعي الذين قاموا بنصبها انهم حصلوا على موافقات من مجلس الوزراء وعمليات بغداد وصرفت اموالها من ميزانية الجمعية وتمت المتاجرة بها.
ان تلك العشوائيات تسبب الحرائق وتشوه منظر المدن، وليس من المنطقي والمعقول ان يسكن الفقير المحتاج لسكن في قلب العاصمة بطريقة تؤثر على بقية السكان وتهدد امنهم وسلامتهم بشتى المجالات، واغرب اجراء لامانة بغداد هو اضحوكة (الدفع المسبق) الذي يرقص له المتجاوز ويعده انجازا وانتصارا.
ان ما يحدث في منطقة الصالحية وكرادة مريم وقرب محله “222” والسفارة الايرانية يعد وصمة عار في جبين امانة بغداد التي وعدت امينتها بتنظيف بغداد، وقالت سوف تظهر بغداد بحلة جديدة، لكن بعد مرور اشهر كثيرة نشاهد العكس من ذلك، ووصل الامر الى وجود تجار وسماسرة في بغداد يتاجرون بممتلكات الدولة وحتى الارصفة ومناطق بغداد الترفيهية والخدمية اصبحت عرضة للتخريب والتجاوز، ولا نعلم متى تضرب الامانة بيد من حديد وتردع المتجاوزين وتخفف من اعباء السكن.
ويشكو الناس في بغداد من سوء الخدمات وزيادة العشوائيات باستمرار وعلى مدار العام، هل يصعب على امانة بغداد ارسال توجيه الى دوائرها بعدم السماح بالتجاوز وخاصة في دائرة بلدية مركز الكرخ والرصافة المركز؟؟ لقد كانت تلك المناطق من اجمل مدن ومحلات بغداد والان اصبحت خربة ومدمرة، نخرها فساد قسم التجاوزات في تلك المديريات اذ ان المتجاوز اصبح لديه خارطة بناء مقدمة له على طبق من ذهب.
ان تلك المناطق تكثر بها اطنان من النفايات وانسداد المجاري وكثرة الجرذان التي تسبب الاوبئة والامراض وحتى الهواء والماء اصبح ملوثا.
نحن نتعرض لهجوم كاسح من مرض الكوليرا ونخشى ان تسبب تلك القمامة والقاذورات المتروكة منذ عدة سنوات مزيدا من الامراض وخاصة للأطفال.
ان امانة بغداد ودائرة بلدية مركز الكرخ التي اعتادت على التغليس واخذ القروش.. وهي تمشي (عكس السير) يجب ان لا تسكت على هذه التجاوزات، ينبغي على امانة بغداد ان تكون أكثر قوة وصلابة للحفاظ على بنيتها التحتية والفوقية ورصانتها من السقوط والانهيار وفقدان السيادة..! وصعوبة وضع الحلول للمعركة مع تلك المافيات ونرى ان المسؤول في قسم التجاوزات بدلا من ان يكون خادما مخلصا، وقويا أمينا،وراعيا، وحازما يترك تلك الصفات ويكون “قابضا”.
ان الاصلاح في عمل ادارة امانة بغداد اصبح مطلبا شعبيا وجماهيريا يجب تطبيقه من دون أي إضاعة للوقت ومن دون أي تردد، والوقت كالسيف إن لم تقطعه يقطعك كما يقول المثل.. وفي حال عدم تفعيل تلك الإجراءات لن تقوم لامانة بغداد قائمة وتبقى الرشوة منتشرة.
انا اكتب تلك الكلمات واطمح وكأنني متفائل بإجراءات مجلس الوزراء/ دائرة شؤون المواطنين ومجلس محافظة بغداد ومن يهمه الامر بان يلتفتوا الى تلك المشاكل ويضعوا الحلول لها كما قلت والا سوف تحل بنا الكارثة وتكون تلك القمامة بمثابة القنابل الموقوتة ، واخيرا يتمنى المواطن الذي يسكن بالقرب من القصر الجمهوري مزيدا من الخدمات والاهتمام بالبيئة وبجمالية محلته والسلام عليكم .