23 ديسمبر، 2024 11:18 ص

أقرار قانون البترو دولار .. احتيال قانوني

أقرار قانون البترو دولار .. احتيال قانوني

أقرار قانون الخمسة دولار مكسب سياسي واقتصادي مهم للبصرة ، وفيه من القوة الكثير من عدة جوانب حيث تم إقراره في البداية وجاءت الموازنة إلى مجلس النواب بدولار واحد فقط لكن تحرك المحافظات وموقف مجلس النواب أدى إلى أن يراجع مجلس الوزراء قراره ويقر بالخمسة دولار ويتجاوز العراقيل التي وضعت أمام هذا القانون.
أن إقرار القانون شيء والتهديد بتعطيل قانون المحافظات بموجب الصلاحيات التي يقرها قانون 21 شيء آخر، لذلك لا معنى لإقرار الخمسة دولار إذا ما تم الاستمرار بالطعن بقانون 21 الذي يعطي صلاحيات مالية وإدارية كما يتطلب الدستور ، إذ أن مثل هذه الأثارات غير صحيحة وتتجه بالضد من الأهداف التي سار عليها قانون الخمسة دولار، وتعكس تناقض كبير في سلوكيات كل من يريد أن يطبق قانون 21.
أن مثل هذه السياسات والتي تنتهجها الحكومة في التعامل مع القضايا ذات العلاقة بالمواطن ، تعكس هشاشة الرؤية السياسية ، وعدم امتلاك الروح الوطنية للنظر إلى معاناة المواطن العراقي عموماً والبصري خصوصاً ، وانتهاج أسلوب الكيل بمكيالين لقضايا خدمية تصب في مصلحة المواطن العراقي ، ضربا في خصومه السياسيين الذين هم أنفسهم من أوصلوه إلى السلطة ، وهذا بالتأكيد يحسب عليهم وليس لهم ، لانهم وهنا اقصد مصطلح ” التحالف الوطني ” والذي أصبح أداة يقودها السيد المالكي وحزبه ،  كما أن سياسة فرض الأمر الواقع هي الأخرى السائدة في اجتماعات هذا التحالف المريض ، والذي ينتظر له أن يموت سريراً .
لذا على التحالف الوطني مسؤولية كبيرة تجاه هذا الاستهتار بمصالح الشعب العليا ، وان لا يقف موقف المتفرج من الحكومة في قضايا تمس حياة المواطن العراقي ، لان الأغلبية اليوم من يمتلكها في مجلس النواب ، و عليه لا يجب ان يُسير من جهة واحدة او يصبح أداة بيد الحكومة والحزب الحاكم ، لان الشارع العراقي ينظر إلى هذا التحالف كونه هو الحاكم ، وهو من يقرر مصالح الشعب ، وهو حكومة الظل ، ربما لايعلم أن سياسية الكابوي هي السائدة في التحالف ، لهذا يجب ان يكون هناك موقفاً أمام الشعب ، والذي ينتظر الكثير من سياسينا .
أن تعطيل هذا القانون ، بوضع العراقيل في عجلة تقدم المحافظات وتطورها ، لهو دليل على العجز السياسي لدى الحكومة ، وعدم قدرتها على التعاطي على المكونات السياسية الأخرى ، كما انه يعكس عدم الثقة لديها ، لانها وجدت نفسها وحيدر وسط صراع الأزمات من سلطة وحكومة خاوية ” لاتذر ولا تنفع ” مليئة بالأزمات والصراعات ، فما أن نخرج من أزمة ونتنفس الصعداء ، حتى يأتينا بأزمة جديدة ، ونعيش ملاحمها وآثارها تفخيخ وتفجير ، والعشرات من الأبرياء .