كثيرة هي ألأشياء والمواقف وألأنجازات التي تجعل (واحدنا) سعيدا كأسعد مايكون عندما يسمع بها خصوصا عندما ترافقها نية صافية ترضي الله سبحانه، وتسعد سامعها وتشد جناحين رائعين لمن شملته هذه المواقف الطيبة لكي يساعدانه على أن يطير من شدة الفرح ، وليس هناك أحلى من أن تصنع فرحا حقيقيا لإنسان ينتظر منك هذا الموقف الراقي بطريقتك العفوية الخاصة ، ونعني بذلك الجانب الإنساني الذي يمكن أن نصفه بأنه الحالة المتقدمة في تأدية الواجب، والشئ ألأحلى في هذا الموضوع هو المبادرة التي يبادر بها أي إنسان بتهيئة موقفه المشرف ويسجله لخدمة الناس دون أن يطلب منه أحد ذلك ، لأنه يعرف اللحظة التي يبادر بها بوضع يديه في جيبه ليقدم ماهو مطلوب منه من عون ودعم ومساعدة للمستحقين ، لأن الكريم مبادر و لايحتاج إلى من يقول له بادر يافلان ، ولأنه يعرف قيمة ألبذل من أجل ألآخرين المستحقين لهذا البذل والذين ينتظرونه بصبر جميل ، ويعرف أيضا أن الله سبحانه لاينسى عبده الذي يتسابق لخدمة الآخرين ، كما أنه يعرف جيدا إن للآخرين الحق في الخير الذي أنعم به الله تعالى عليه وهذه حالة متقدمة جدا في ديننا ألإسلامي أوصانا بها الله العزيز الحكيم في كتابه الكريم .
هذه مقدمة متواضعة كنت أضعها أمامي وأنا أقرأ تقريرا صحفيا لفت انتباهي نشرته صحيفة محلية تصدر في البصرة عن موقف مشرف لرجل أعمال من أهل البصرة أسمه ( رسن كريم جاسم الفرطوسي) وقالت الجريدة إن هذا ألإنسان العراقي الشريف الذي قالت عنه أنه المدير المفوض لشركة السلطان للمقاولات العامة تبرع ب (1000) رحلة مدرسية لمديرية تربية البصرة دعما للعملية التربوية لتكون في متناول عدد من المدارس التي تحتاجها وقد تم تصنيع هذه الرحلات بمواصفات خاصة ونوعية مقبولة جدا من الخشب الذي يريح الجالس مع نوعية من الحديد الذي يمنح الرحلة متانة مطلوبة ، وتستوعب الرحلة الواحدة جلوس ثلاثة طلاب وأشار التقرير إلى إن سعر الرحلة الواحدة بلغ (65) ألف دينارا عراقيا وهذا يعني إن هذا المتبرع الشهم صرف من جيبه الخاص (65) مليون دينار مع أجور النقل التي أوصلت هذه الرحلات من بغداد إلى البصرة لأن معملا متخصصا في بغداد قام بتصنيع هذه الرحلات ، والذي أفرحني في هذا التقرير أيضا هو صورة منشورة مع التقرير، وجدت أنها من أرقى الصور التي تدخل إلى القلب ويظهر فيها الدكتور خلف عبدالصمد محافظ البصرة واضعا يده بيد المتبرع رسن الفرطوسي ويدخلان معا إلى أحدى المدارس لتسليمها القسم المطلوب من هذه الرحلات المدرسية ويمكن أن تشاهد في هذه الصورة كل معاني ألأحترام والتقدير العالي والفرح الصادق من شخص محافظ مدينتنا للمتبرع الفرطوسي تعبيرا عن وفاء المحافظ وفرحه بكل موقف يخدم المدينة العزيزة البصرة .
لم أفعل شيئا في تلك اللحظات المفرحة سوى إنني رفعت هاتفي وأتصلت بمن كان قريبا من هذا الموقف المبارك فأفرحني بمعلومات أضافها عن مواقف طيبة أخرى يعرفها عن السيد الفرطوسي ومنها أن الرحلات المدرسية هذه رافقتها مجموعة من السبورات المدرسية الزيتية الحديثة ومن أحدث ماأنتجته الصناعة المتطورة من سبورات تتوفر فيها مستلزمات المحافظة على صحة مستخدميها من المعلمين والتلاميذ كما إن الفرطوسي قام قبل فترة ببناء بيتين سكنيين لعائلتين من ألأيتام ألأول في منطقة حي الحسين والثاني في منطقة الحكيمية كما تبرع بمولدة كهرباء كبيرة لدار المسنين في البصرة وغيرها الكثير دون أن يوصل إلى وسائل ألأعلام مبادراته هذه مكتفيا برضا الرزاق الكريم وتوفيقه جلت قدرته ، ومكتفيا براحة الضمير الذي يريده أن يكون ويبقى نظيفا ، إلا إن الدكتور خلف محافظ البصرة أعلن أمام وسائل ألأعلام وأمام مسؤولين ورجال أعمال وكوادر من تربية البصرة في ندوات متفرقة متعددة هذا الموقف الرائع لرجل ألأعمال رسن الفرطوسي لأن السيد المحافظ أراد أن تكون هذه المبادرة حافزا لمن له القدرة على تقديم مثل هذه المبادرات الإنسانية والوطنية خصوصا وان مثل هذه المبادرات تضفي أجواء من الفرح الجميل في المجتمع .
أنا لم أضف شيئا جديدا بكلماتي هذه لأن المبادرة التي سجلها هذا المواطن الطيب هي التي تحدثت عن نفسها بنفسها وأثبتت للجميع إن المبادرات الصادقة أكبر من كل الكلمات التي نطلقها ، وان مبادرة الرجل الفرطوسي سجلت حضورها في قلوبنا قولا وفعلا ، فتحية لك ، وعاشت كل مبادرات الرائعين في وطننا الرائع ، وعشت (يافرطوسي) أنسانا يستحق منا كل المحبة ، فقد أسعدتنا ، وأفرحتنا ، وأرحتنا ، وجعلت القلم يكتب بفرح أمام مبادرتك ومبادراتك ، فقد صنعت لنا شيئا يتمنى القلم أن لايتوقف عن الكتابة وهو يحاكي مبادرتك ويتناولها بإعجاب .