22 ديسمبر، 2024 7:21 م

أقدم بعين اعتباركم مقالا بشأن الوضع مع كوفيد-19 وخطر الموجة الثانية للمرض في سوريا

أقدم بعين اعتباركم مقالا بشأن الوضع مع كوفيد-19 وخطر الموجة الثانية للمرض في سوريا

هل سوريا جاهزة لمواجهة موجة ثانية من كوفيد-19؟
مع الهدوء النسبي على جبهات الصراع السوري منذ بداية هذا العام، لا تزال سوريا تواجه تحديات لا تقل صعوبة إن لن تكن أكثر. هدد انتشار مرض كوفيد-19 بالإضافة إلى التدهور الإقتصادي ونظام الرعاية الصحية المتضرر بسنوات من الحرب بعدد الوفيات المماثل لحجم خسائر في حل استئناف العمليات العسكرية، ولكنه تبين أن الإحصاءات الرسمية أفضل مما كنا متوقعاً.

رغم من سوريا لا تملك كثيراً من الموارد لتعبئتها، على عكس الدول الأخرى التي تمهلت في إتخاذ التدابير التقييدية أو تجاهلتها تجاهلاً كاملاً، إتخذت السلطات السورية التدابير الأساسية التي إتضحت أنها أكثر فعالية بعد فوات الأوان. فرضت الحكومة السورية في المناطق تحت سيطرتها حجراً صحياً وحظر السفر بين المحافظات السورية وإغلاف المدارس والجامعات بالإضافة إلى ارتداء الأقنعة الطبية الإلزامي في الأماكن العامة.

نتيجةً لهذه التدابير، تقدر البيانات الرسمية عدد المصابين بكوفيد-19 بـ 4457 فيما بلغ عدد الوفيات 192. من جهتها، أعلنت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عن 1998 حالة وعما مناطق إدلب وحلب تسيطر عليها المعارضة فيوجد هناك تناقض في الأرقام ولكن العدد الأخير لمصابين هو 1072. بالمقارنة مع تركيا حيث بلغ عدد الوفيات فقط 9445، تبدو سوريا في أفضل موقع من جارها.

لا شك أن مكافحة فيروس وضع الرعاية الصحية السورية تحت ضغوط هائلة. يعمل الأطباء السوريون في ظروف الافتقار الحاد إلى الأجهزة الطبية والأدوية وحتى أسرة المستشفيات.مات أكثر من 60 من الأطباء الذين عالجوا مرضى مصابين بكوفيد-19 بسبب التعرض للمرض في مكان عملهم.

بالإضافة إلى ذلك، تفاقم الوضع بالصعوبات الأقتصادية وخاصةً تداعيات العقوبات المفروضة على سوريا بالولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي التي أدت إلى استحال الحصول على الأجهزة الطبية الضرورية للعلاج المناسب من بينها مجموعات اختبار وأجهزة التنفس الصناعي.

بدوره، يعرّض التدهور الإقتصادي مشاكل كثيرة كان من الممكن حلها في ظل ظروف أفضل. مثال معبر لكن حالك لذلك، طوابير بشرية طويلة أمام أفران التي تبيع الخبز بأسعار مدعومة. هذه الطوابير تضع السوريين تحت خطر التعرض للمرض ولكن كثيرون ليس لديهم خيار أخر لأن الدخل المتوسط لم يعد كافياً لتوفير احتياجات العائلة.

علاوة على ذلك، برغم من حملة تثقيف حول وسائل الحماية ضد كوفيد-19 مثل التباعد الإجتماعي وإرتداء الأقنعة، يعتقد كثيرون بأن إصابة بمرض كوفيد-19 عبارة عن وصمة ولا يطلبون مساعدة طبية وحتى لا يرغبون بالتحدث عن وضعهم مع أصدقاء وأقارب ما يسبب في عدم تسجيل عدد كبير من حالات كوفيد-19.

مع موجة ثانية من كوفيد-19 على وشك الحدوث، من الأهمية القصوى أن المواطنين يؤيدون عمل الأطباء ولا يعرقلوه. وما لم يقع ذلك، فقد تدفع سوريا والعالم ثمناً باهظاً.