18 ديسمبر، 2024 8:47 م

أقدام بلا إقدام .!!

أقدام بلا إقدام .!!

التصريح الأخير لرئيس الوزراء السيد العبادي حول اتخاذه او اتخاذ العراق لموقف الحياد بين الخلاف القائم بين الادارة الامريكية وايران , ولسنا هنا او ” هناك ” بصدد تفنيده او تأكيده , ولا حتى القول انه مجرّد كلام في الإعلام , لكنّ ما بمقدورنا تأكيده , هو أن ليس بوسع العبادي القول بغير ذلك ! برغم أنّ تصريحه سليم من الناحية الدبلوماسية , إنّما ما يجمع حزب الدعوة واحزاب السلطة الأخرى من روابطٍ متجذّرة معروفة مع الجارة ايران , وتضادّات ذلك مع الدور السياسي والعسكري الامريكي في العراق في معركة الموصل , مع تزامن وتناغم ذلك مع نهج ادارة الرئيس ترامب مع ايران , قد بات يشكّل ” أمّ المصائب ” للسياسة الخارجية للعبادي والأحزاب المتحكّمة بحكومته , فمن جهةٍ فمن المحال ومن عدم امكانية التوازن في وضعٍ قدمٍ في ايران , والقدم الأخرى مع الأمريكان , ومن جهةٍ اخرى , فلم يعد من الممكن ” وفق تشكيلة السلطة ومتطلباتها ! ” وضع كلا القدمين في ايران , ولا وضعهما مع الأمريكان .! , فأين توضع هذه الأقدام .!

ببساطةٍ متناهيةٍ , فالأمرُ مرهون بأفرازات ما ستفرزه مفاجآت الشهور القادمة والأيام .! وذلك مؤدّاه لعواملٍ وعناصرٍ مؤثرة , قد تغدو اولها انعدام الوعي الستراتيجي للساسة الذين عادوا او اُ عيدوا الى العراق ليحكموه بعد نحو ربع قرنٍ من الزمن , ولا يدركوا خصوصية هذا الوطن ! , ولابدّ ايضاً من الإشارة الى افتقاد الحسّ الوطني التجريدي وتفاعلاته مع محيطه العربي , مقابل أشياءٍ غير ماديّةٍ ابداً لتحقيق المصلحة الوطنية للبلاد في كافة مجالاتها , وخصوصاً في الوحدة الوطنية وعدم تشتيتها وشرذمتها بأدراكٍ او عدمه .!