23 نوفمبر، 2024 5:03 ص
Search
Close this search box.

أقتل العرب بما يريدون؟!!

أقتل العرب بما يريدون؟!!

القانون الفاعل في الواقع العربي , ومنذ نهاية الإمبراطورية العثمانية وحتى اليوم , يتلخص في ” أقتل العرب بما يريدون” , وقد تم تطبيقه بدقة وإنجازية عالية وفائقة النجاح , وبتكرار متواصل , والعرب يتدحرجون وينفذون ويقتتلون , والقانون جاري والدماء تنزف والثروات تبدد والطاقات تهدر.
أراد العرب دولتهم العربية , فتم تقسيمهم إلى أوطان متناحرة , وعندما أرادوا الإستقلال قتلوهم به , وحينما قرروا أن تكون لديهم أنظمة جمهورية ذبحوهم بها أفظع ذبح , وعندما نادوا بالوحدة مزقوهم بها إربا إربا.
وعندما شكل العرب الأحزاب الثورية والقومية والوطنية حوّلوهم إلى فئات تمحق بعضها البعض , وأسسوا لهم أحزابا إسلامية تتقاتل وتفتك بكل شيئ , وبعد إكتشاف النفط في ديارهم تسخّرت عائداته لشراء الأسلحة البائرة لقتلهم أجمعين , وتخريب مدنهم وما عمّرت الثروات النفطية بل خربت ودمرت.
فكل أمرٍ أراده العرب وجدوا مقتلهم فيه , وفي هذا العصر الجهنمي , عندما إندفعوا نحو الديمقراطية قتلوهم فيها وبها قتلا مروعا , وعصفت بديارهم النكبات والويلات وأعاصير الملمات التي أتت على الأخضر واليابس.
وهناك شعوب آسيوية تعرضت لأقسى مما تعرض له العرب , لكنها تمسكت بإرادتها ووحدتها الوطنية وإستجمعت قدراتها , وجابهت وعانت وانتصرت وحققت فوزا حضاريا متميزا.
والأدلة لا تنتهي أبدا , ولا يمكن إدانة القوى الفاعلة لأن الهيمنة شرعها والإفتراس عقيدتها , والإستحواث على مصائر الشعوب ديدنها , لكن المُدان دائما هو البشر الذي لا يتعلم من التجارب , ولا يستخلص الدروس ويستوعبها , ولا يستجمع العقول والقدرات للتحدي والتبصر والتفاعل المتسم بالإعتصام بحبل الوطن والمجتمع , والذي يعلي قيمة الإنسان ويحترم حقوقه ويوضح له واجباته.
وبفقدان هذه القدرات التفاعلية الوطنية الحضارية الضرورية للقوة والنماء , مضى المجتمع العربي في طاحونة الإقتتال والخراب وعدم الخروج من وحل الخراب والضياع , بل تحوّل إلى مستنقعات للفساد والإفساد والخسران المهين.
فما يجري في الأرض العربية من أقصاها إلى أقصاها , يخصع لهذا القانون الإلتهامي الذي لا يمكن لرؤوس الكراسي أن تستوعبه وتدرك فحواه , وإنما تجد نفسها عجلة من عجلاته التي عليها أن تدور أو سيتم إستبدالها , وهكذا واقع دنيا العرب , وقد تكالبت عليها الوحوش , وإرتضت أن تقوم بدور الضحية , وتستلطف الإستحالة إلى أباديد.
ترى , هل سيعرف العرب مناهج وآليات تحقيق ما يريدون , لا أن يُقتلوا بما يريدون؟!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات