آليات تفكيرنا شاذة وغريبة وذات منطلقات أنانية تدميرية فائقة , تستثمر في عناصر القوة والنعمة وتحولها إلى ضعف ونقمة!!
فالنفط في وعي المجتمعات الأخرى نعمة أو ثروة مجانية نمتلكها في أرضنا , وفي وعي ساستنا وأنظمة حكمنا المتعاقبة وسيلة للتعبير عن النقمة!!
فالأنظمة المتعاقبة وفي عزّ تدفق ثروات النفط , سخرت عائداته للويلات , التي لايزال ناعورها يدور بسرع متزايدة , وقد تم شراء السلاح اللازم لقتل أبناء البلاد بالنسبة العظمى من عائداته , وما تحقق النماء والرفاه والتطور المتناسب مع حجم العائدات.
وخلال العقد الماضي بلغت عائدات النفط أقصى معدلاتها , وما ظهر خيرها على البلاد , بل عمّ الشر وتفاقم البلاء , وصارت الأموال مشاعة للنهب والإحتكار وتوريد أسباب وأدوات الدمار والخراب , حتى تحولت البلاد إلى سوح احتراب!!
فأين هي نعمة النفط؟
لم يشعر أي مواطن بنعمته إلا القابضين على جمرات الكراسي والممعنين بالفساد , وأغلب الناس يعانون من نيرانه ويختنقون بدخانه , ويتحولون إلى ضحايا للأسلحة التي يجلبها إلى البلاد.
فالنفط عدو المواطن والذي يقاتله كل يوم في بلادٍ فيها أكبر مخزون إحتياطي منه!!
النفط مُلكُ سُراقٍ ومتنفذين يصمّدون عائداته في أرصدتهم الأجنبية , ويضحكون على الناس , بإختلاق المشاكل والصراعات , فيلهونهم ويبعدونهم عن حقوقهم المشروعة , بل ويقتلونهم بحقوقهم , وهكذا دواليك مسيرة الحياة في بلد النفط الوقيد الوعيد.
فهل سيأتي اليوم الذي يفقد النفط قيمته وتخمد أنفاس آباره , ويواجه الناس الحياة بإرادة حرة تستدعيهم لإطلاق ما فيهم من القدرات اللازمة لتحقيق البقاء والتلاحم والرقاء؟!!
وهل ستنتصر مجتمعاتنا على عدوها الأكبر النفط , وترى نور الحياة وقيمتها الإبداعية والإبتكارية , وتدرك أن المجتمعات تكون أقوى بالعمل المشترك والإبداع المتفاعل؟
فلن تقوم قائمة للمجتمعات الرازخة تحت سنابك النفط , لأنه يحولها إلى دمى ومومياءات خارجة عن عصرها , وهذا ما يدور ويتحقق في بلاد الويلات والتداعيات!!