18 ديسمبر، 2024 10:49 م

أقبروا مشورع الاحتلالين .. إنه الربع ساعة الأخير

أقبروا مشورع الاحتلالين .. إنه الربع ساعة الأخير

أيها الشعب العراقي المظلوم والمنكوب .. بكل أطيافه ومكوناته وملله ومذاهبه ونحله, اتركوا عبادة الأصنام والسير خلف السراب والأوهام .. فهو وهم منْ جلبوا لكم الاحتلال وكل هذا الخراب والدمار والفقر والتخلف والكائفية المقيتة والإنهيار في كافة جوانب ومناحي الحياة .
أيها الغيارى .. اتبعوا واستمعوا لإرشادات ونصائح العلماء الأعلام الصادقين الناصحين الصادحين والناطقين بكلمة الحق في الجوانب الدينية والروحانية والعقائدية والمذهبية والطائفية وامتثلوا لأوامرهم للتخلص من عقد الماضي والسير وراء المجهول .. وأنتم تعرفون وتعون جيداً من نقصد وماذا نعني !.
أيها الناس .. لا تخلطوا أبداً بين الدين والسياسة .. فالدين لله .. والوطن للجميع , الدين .. مطلق والسياسة نسبية , الدين .. ثوابت وقيم ومبادئ وأخلاق وأمانة وأخلاص , والسياسة متغيرة متقلبة على مر التاريخ , ولها رجالها الذين يجيدون فن المناورة مع الأعداء والاصدقاء والحلفاء في آن واحد , في السياسة لا توجد عدوات دائمة ولا صداقات دائمة .. بل توجد مصالح دائمة , وها أنتم ترون بأم أعينكم أن جميع دول العالم تكالبت على العراق وتحارب وتتقاتل وتدافع عن مصالحها في العراق !, لكن لا أحد يدافع عن وجود ومصلحة أبناء شعبه وكأنهم جاءوا من كوكب آخر !؟.
أيها الشرفاء والأحرار مع تصاعد صيحات الرفض والشجب والإدانة والاستنكار والغضب الشعبي العارم قبل إجراء ما تسمى .. بالانتخابات …!؟؟؟, لا يوجد أحد غيركم على كوكب الأرض يفكر بمصالحكم ومصيركم وأمنكم وأمانكم وحريتكم ورفاهيتكم وحاضركم ومستقبلكم ومستقبل أبنائكم وأحفادكم إلا أنتم أنفسكم , فلا تثقوا بكائن من كان ممن يدعون أنهم حلفاء وأصدقاء وجيران , وللأسف نقولها بكل ألم وغصة ومرارة وحزن يعتصر القلب ومع شديد الأسى والأسف عندما يخذل هذا الوطن من قبل بعض المحسوبين على أبنائه , وكذلك ممن نحسبهم من أبناء الأمة كما هم أشقائنا العرب .. وهنا لا نعني الشعوب العربية والإسلامية معاذ الله … بل نقصد بعض الأنظمة العربية والإسلامية إلا من رحم وهدى ربي !؟, فجميع من يحيط بكم ومن غزا بلادكم وحاصره وحاربه ودمره بالأمس القريب لا يريد لكم الخير والاستقلال والاستقرار والتقدم والرقي والرفاهية واستقلالية القرار السياسي والاقتصادي .. فما بالكم بالقرار السيادي والوطني , وهذا ما أثبتته الـ 15 سنة الماضية العجاف .
أيها الأبطال الرافضين لبقايا الاحتلالين وذيولهم … اعلونها ثورة سلمية بيضاء عارمة وعصيان مدني يعم العراق من أقصى شمال الوطن إلى أقصى جنوبه , ومن أقصى شرقه إلى أقصى غربه , ثورة على الظلم والبغي والعدوان والقهر والفقر والحرمان والجوع والأمية , زلزلوا عروش الطغاة والعملاء والخونة والجواسيس الأخساء , واحرسوا وحافظوا على ثرواتكم ومتلكات الناس والدولة من التخريب , ومن أولئك الذين سيحاولون ركوب الموجة المضادة , والذين سيعملون المستحيل بمساعدة أمريكا نفسها الموجودة على الأرض ولها جواسيس وعيون وأدوات في كل مكان إفشال ثورتكم ووثبتكم ونهضتكم الوطنية المباركة .
يا أبناء العراق عامة وأبناء الجنوب والوسط والفرات الأوسط الأماجد على وجه الخصوص .. ها أنتم ترون بأم أعينكم خلال فترة وجيزة لا تتعدا العقد والنصف … ما نهب وسرق وما استخرج من باطن أرضكم , ومن خيرات مَنَّ بها الله عليكم منذ آلاف السنين , لو قدر لها أن توزع بشكل منصف وعادل وأمين لما بقي فقير وجائع وساكن بالإيجار أو في العشوائيات والكهوف وتحت الجسور والأنفاق فوق أرضه ليس في العراق فقط بل في كافة أرجاء الوطن العربي من موريتانيا وحتى البحرين .
الولايات الأمريكية المتحدة في جميع حروبها التي خاضتها وشنتها على الدول وعلى رأسها وأهمها العراق باسم التحرير والبحث عن أسلحة الدمار الشامل ومحاربة ومكافحة الإرهاب .. لم تخسر سنتاً واحداً أو جندياً أمريكاً أو بريطانيا أو أوربياً أبيضاً .. بل أن 90% منهم عبيد ومرتزقة ومجرمون أخرجوهم من السجون من مختلف دول العالم وجندوهم لكي يغزوا بهم الدول العربية وينهبوا خيرات وثروات الشعوب المستضعفة والمتخلفة والرافضة للاستعمار الامبريالي الأمريكي بحجج وذرائع واهية , وأن كل ما تقوله وتروج له وتدعيه أمريكا وحلفائها وما يرددونه ببغاواتها وأدواتها .. بأنها قدمت أبنائها قرابين للحرية والديموقراطية في الشرق الأوسط وخسرت في تحرير كل من العراق وأفغانستان ( 3 ترليون دولار ) ! أي ( ثلاثة آلاف مليار دولار ) ؟, ما هو إلا محض كذب وأفتراء وتدليس وقلب للحقائق والوقائع , بل على العكس تماماً .. إنها وحلفائها ونواطيرها الحاليين في هذه البلدان ربحوا وجنوا وهربوا ونهبوا أضعاف مضاعفة لهذه الأرقام , واستعمروا وهيمنوا على ثروات ومقدرات هذه الدول واستعبدوا شعوبها . لقد سرقوا من العراق ومازالوا يسرقون حتى هذه الساعة , وينون البقاء فيه لمئات السنين لنهب وسرقة آخر لتر بترول وغاز … أنهم أقاموا قواعدهم العسكرية العملاقة والمحصنة بما فيها سفارتهم التي تعتبر أكبر سفارة في العالم بل هي أكبر حتى من البيت الأسود نفسه في قلب عاصمة الرشيد بغداد , قواعدهم ومطاراتهم أقاموها بشكل مقصود على أراضي ومناطق بعينها في طول العراق وعرضه تم تحديدها قبل احتلال العراق بعشرات السنين , وهي الأماكن والمناطق التي تضم المخزون الطبيعي والإرث الحضاري لحضارات بلاد وادي الرافدين لنهب كنوزه وآثاره وتحفه ومقتنياته , ناهيك عن المناطق الغنية بالذهب والفضة والنحاس والحديد والكبريت والزئبق والفوسفات وغيرها من المعادن الثمينة والثروات الطبيعبة النادرة التي لا توجد إلا في العراق , في حين شعبنا العراقي المبتلى والمنكوب والمظلوم وفقرائنا وتعساء الشيعة قبل غيرهم والأرامل والثكالى والأيتام وهم بالملايين يعيشون تحت خط الفقر , ويعتاشون على أكداس المزابل والنفايات ويتكففون الناس على قارعة الطرقات بشكل مقصود , من أجل إذلالهم ومسخ هويتهم الوطنية واجبار البعض منهم على الهجرة كي تتم تغيير التركيبة الديموغرافية في هذا البلد المستهدف منذ مئات السنين من نفس الأعداء التقليديين … والحديث يطول ويطول في هذا الجانب .
أيها الناس … لقد تم وبشكل مقصود ومع سبق الاصرار تدمير كل شيء في العراق … وعلى رأسها مقومات أي دولة وأي شعب على وجه الكون كما هو العمود الفقري كــ .. الزراعة والصناعة والصحة والتربية والتعليم , والتعمد والامعان بعدم تأمين أبسط الخدمات وأي مقومات للحياة الحرة الكريمة في بلد يعتبر من بين أغنى بلدان العالم , ناهيك عن نشر وترويج المخدرات بكل أشكالها وألوانها وتوزيعها مجاناً على التلاميذ والطلبة في مختلف المراحل الدراسية , من أجل تدمير وتخريب البنية الاجتماعية وعلى رأسها تدمير ومحو القيم والاعراف والعادات والتقاليد العربية والإسلامية في هذا البلد والمجتمع المتنوع الأعراق , وتحليل الحرام وتحريم الحلال , والأمر بالمنكر والنهي عن المعروف , ونشر كل أنواع الخرافات وممارسة كل أنواع الشعوذة والسحر والطلاسم من قبل شياطين أفاقين محترفين اعتمروا العمامة زوراً للضحك على عقول البسطاء واستغفالهم , ناهيك أيضاً عن فتح وترخيص أماكن الدعارة وبيع الأجساد تحت مسميات مشبوهة لنشر كل أنواع الموبقات والأمراض الفتاكة , وتكريس الفساد والانحلال والانحطاط الخلقي والاخلاقي , .. بل الأمرّ والأدهى من كل هذا وذاك مازالوا وبكل وقاحة وصلافة يصرون على تمرير مسرحية ومهزلة شعاراتهم الخائبة والبائسة التي روجوا لها قبل عام النكبة 2003 وجاءوا متسلحين ومتأبطين بها خلف غبار دبابات أسيادهم .. كـ الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان والمظلومية ومشتقاتها .. وعلى رأسها فرية وإكذوبة الإنتخابات المزعومة, لتمرر للمرة الخامسة على التوالي وتستمر بشكلها الحالي المفضوح رغم أنوفكم أيها العراقيون , كي يبقى مساسل النصب والنهب والاحتيال والانحلال والسقوط مستمرة , ويبقى جواسيس وحراس ونواطير وخفافيش مصالح أمريكا وحلفائها الغربيين والاقليميين جاثمين على صدوركم لعقود .
أيها المنكوبون بوطنكم وبأمنكم وأمانكم ورغيف خبزكم .. بل وبوجودكم أصلاً … أنتم الآن على مفترق طرق وأمام أعظم وأكبر امتحان واختبار عرفه تاريخ العراق منذ الغزو المغولي التتري لعراقكم عام 1258 م , وإن لم تنجحوا فيه وتجتازوه بسلام … حينئذِ لا قدر الله اقرءوا على أنفسكم ومستقبل أبنائكم وعراقكم سورة الفاتحة , لأن الخطة والمخطط جهنمي وذو أبعاد لا يمكن لأحد أن يتنبأ بها أو يتصورها , وهنالك أمور برامج مازالت قيد التنفيذ .. إن نحن سكتنا واستسلمنا للأمر الواقع ورضينا باستمرار هذه المهزلة وهذه المسرحية .
أخيراً وليس آخراً … لا يسعنا إلا أن نقول لكم .. صدقوا أو لا تصدقوا اتفقتم مع طرحنا أم لم تتفقوا … لكننا قلناها قبل الاحتلال وبعده ونقولها لكم الآن بدون خوف أومجاملة لأحد .. لا تغرنكم الفتاوى وخطب الجمعة البائسة والمكررة والممجوجة , وأن المجرب لا يجرب .. وأن انتخبوا الأصلح والصادق والأمين … إلخ , بالإضافة للشعارات والمصطلحات والتلاعب بالألفاظ والمسميات والوعود والعهود الكاذبة التي ترفع من قبل نفس الشلة والعصابة المارقة , وأن تمنحوهم فرصة أخرى وأخيرة ..4 سنوات فقط … إلخ من هذه الأكاذيب والألاعيب والدعايات الرخيصة وممارسة الاستغفال والاستنعاج لعقول البشر وممارسة كل أنواع النفاق والدجل والضحك على الذقون …
نقسم لكم بالله وبكل مقدس ونجزم بالمطلق .. إنه الربع ساعة الأخير في تاريخ العراق وحياة ومستقبل ومصير وكرامة ووجود وبقاء شعب كما هو الشعب العراقي , الذي يمر بأحلك فترة مظلمة إجرامية سادية عرفها التاريخ القديم والتاريخ المعاصر… والأيام بيننا وبينكم
اللهم هل بلغت … اللهم فأشهد