18 ديسمبر، 2024 9:19 م

مهما قيل من أوصاف وأسبغت من صفات غريبة وطارئة وحتى لاوجود لها في القاموس السياسي على التصرفات التي يقوم بها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، فإننا لانتمکن من نفي حقه، فهذا النظام الذي يحمل الشئ وضده ويقول شيئا ويفعل شيئا آخرا ويوقع بيد على إتفاقية وينتهکها بالاخرى، هکذا نظام غريب وفريد من نوعه لايمکن أبدا أن نتعجب عندما يصرح العميد علي فدوي نائب قائد الحرس الثوري وبصراحة فجة وسمجة الى أبعد حد: “تدخلنا في أي مكان يجلب الأمن انظروا لليمن وسوريا”!
هذه التصريحات المثيرة للسخرية والتقزز والتي لايمکن أبدا أن تختلف بشئ عن تصريحات وزير الخارجية الجديد أمير عبداللهيان التي قال فيها بأنه سيتبع نهج الارهابي المقبور قاسم سليماني في السياسة الخارجية بل ولاتختلف شروى نقير عن تصريح رئيس النظام رئيسي الذي قال بشأن دوره في مجزرة عام 1988 للسجناء السياسيين، من إنه کان يدافع عن حقوق الانسان!!
هذا التصريح والتصريحين الآنفين اللذين عطفناهما عليه، يوضح للعالم ماهية عهد قاضي الموت ابراهيم رئيسي وکأن النظام الايراني قد إنتابه الملل وحتى قد سأ‌م من اسلوب التغطية والتهرب من تصرفاته المشبوهة التي لاتنتمي لهذا العصر وطفق يتکلم على المکشوف ومن دون أية رتوش، وهو الامر الذي لم يعد هذا النظام من مناص عنه بعد أن باتت حيله وألاعيبه وکذبه وخداعه في أعماله ونشاطاته ومخططاته التي يقوم بتنفيذها تنکشف وتنفضح الواحدة تلو الاخرى، والذي يقض مضجعه ويشکل له صداعا مزمنا هو إنه وعلى الرغم من کل محاولاته من أجل الطعن والتشکيك بمنظمة مجاهدي خلق المعارضة في سبيل الحد من دورها غير العادي على النظام في الداخل والخارج، فإن المنظمة تقف له بالمرصاد ولها الدور الاکبر بل وحتى قصب السبق في کشف وفضح هذا النظام ومخططاته ومشاريعه المشبوهة منذ الايام الاولى لقيامه المشٶوم.
الملفت للنظر، إنه بعد هذه التصريحات الخرقاء الصلفة التي تعبر في حقيقة الامر عن العقلية القرووسطائية للنظام الايراني، فإن تهديد السفير الإيراني لدى العراق إيرج مسجدي”القيادي في الحرس الثوري والمستشار السابق للإرهابي المقبور سليماني”، عبر وكالة الأنباء العراقية الرسمية، بتنفيذ عمليات عسكرية تستهدف مناطق في إقليم كردستان العراق. حيث قال إنه في حال عجز بغداد أو أربيل عن منع استخدام أراضي كردستان من قبل المعارضة الإيرانية، فإن طهران ستنفذ عمليات عسكرية ضد حركات المعارضة حتى وإن كانت في العراق. ومن دون شك فإن هذا التطاول والواقحة سيستمر مالم يکن هناك من موقف دولي يکبح جماح هذه الصلافة القرووسطائية ويلقمها حجرا!