لاخير فيمن لايطرح وجهة نظره بوضوح …ويعبر عن جوهر الحقيقة كما هي بلا رتوش …فمن يدلي بدلوه هذا رأيه …ومن يختلف معه عليه أن لا يسقطة …فقد تعودنا أن نكون صريحين دائما …والا فماذاسنكسب أن كنا مرائين أو منافقين والعياذ بلله…هذا الرأي تربينا عليه منذ نشآتنا ومن خلال سفر حياتنا الطويل والمر دائما ……أبتداء نحن ممن يعشقون البصرة …فقد تم أبعادي لها في بداية الستينات بأمر أمني …وأسكنا في فندق الأعيان (للسيد علي الحكاك )وعلينا التوقيع يوميا في دائرة الأمن …وأتذكر طيب الذكر المفوض (فاضل الأسود )الذي أعتاد على أهانتنا كل ما رآنى …وأتذكر مظاهرة التايد للجزائر وما حل بنا من مصائب بعدها …وبعدها عدت الى البصرة كأستاذ في كلية الأدارة والأقتصاد عام 1979…وتزوجت في أول يوم للحرب مع أيران وبقيت ككل البصريين أعيش ظروف الحرب وأمارس التدريس في جامعتها مع المراقبة والمتابعة من قبل ألأجهزة الأمنية والحزبية الآأن تمكنت من الهروب القسري عام 1993ولا زلت قابع في أحد مستشفيات النمسا.
هذه مقدمة متواضعة لك أخي الدكتور الطائي كي أطرح لك رأي المتعلق بدعوتك أقامة الأقليم …وأن تسمعني بما يتطلب توضيح وافي منك وأبداء وجهة نظرك بصورة تظمن موافقة المواطنين على الدعوة. وحضرتك تصر على طرح أقامة الأقليم …دون أن تلمس الجماهير دورك الفعلي في أحداث التغير الفعلي المطلوب والملموس سواء في الأجهزة الأدارية وفي أبعاد الفاسدين ومقتنصي الفرص للأثراء والمستغلين …المواطن العراقي يهمه توفير مستلزمات الحياة يا دكتور …وأقامة البنى التحتية …وبنا ءالهياكل الأدارية المطلوبه …بحيث تستطيع تسير مشاريع الأعمال بنجاح يلبي حاجات المواطنين .
دعوتك بوضوح لم تكن دعوة خاطئة فقد أقر بها الدستور لكن طريقة طرحك لم تكن ديمقراطية بالمره فقد أعادة لنا اساليب الفرض كقولك (الأقليم أمره أنتقل من الخيال الى القرار أنتهى الأمر )كيف أنتهى الأمر يا دكتور؟ أرشدنا مشكور …ثم كيف تفسر أراء المعارضين لرأيك أنهم فاسدون ماليا وأداريا )هل تستطيع أن تعطينا عدد الفاسدين بالبصرة …أخي أنا عملت في غرفة التجارة بالبصرة ذات يوم وخرجت منها هربا مع أن قرار عملي كان ملزما لي لكني وجدت أمور لم أكن أدرك أن الوضع بهذه الدرجة من الفساد والسرقة العلنية من قبل أعضاء الغرفة ذاتها أبتداء من مديرها الى أبسط موظف فيها
أخي الدكتور الطائي لقد سمعناك ووصلت فكرتك لأسماعنا وسوف نختصر رأينا لك لتسمعنا …هذه الدعوه ليست خاطئة …لكنها لم تكن في وقتها …فهي دعوة صريحة وصحيحة ومطلوبة …لكنها أتت وطرحت بصيغة متسرعة وأرتجالية من وجهة نظري الشخصية …وهي وفق هذه الصيغة لا تحقق الهدف المطلوب بأعتقادي فمن منا لا يحب التغير وقد أفنينا أعمارنا من أجل التغيير وتحملنا الويل وكدنا أن نكون من أصحاب المقابر وكم وددنا أن نموت من أجل القيم التي حملونا بها .
ألمشكلة يا أخي ليست بالدعوة ذاتها …وأنما في كيفية تحقيقها …وبالوقت المناسب لها …وطريقة الطرح …وتحديد الأساليب المقبولة في الأقناع مع طول البال …والتصميم العالي …و أستحضار حجج الأقناع .
أسألك بالله هل تعلم أن من كانوا من أصحاب التقارير التي تقطع بواسطتها الرؤوس لا زالوا يعشعشون في الجامعة الى اليوم معززين مكرمين … وأنا الضحية فقد قدمت أخيرا قبل عام مضى للجامعة طلب أحالتي على التقاعد… نتيجة بلوغي من العمر 74عام ولم يخرج وتصورلغاية اليوم طلبي لم يخرج من غرفة مدير الشؤون الأدارية هل تصدق ذلك ؟ وفي الكلية …وتريدني يا دكتور محمد أن أقف معك وألى جانبك …وأنا الذي أعتدت أن لا أطلق رأي جزافا وأنا في خريف العمر …ثم هل تريد مثل آخر …أعطيك منذ أكثر من عشرين عام كنت قد سددت جميع الأقساط التي بذمتي ولآخر قسط للشقة التي أشتريتها من عقارات الدولة ولحد اليوم لا يريدون أن يمنحوني سند التمليك لا بل يريدون أن يبيعوني مرة أخرى الشقة …أخي الطائي لا أتمنى لك أن تخطئ …وأحترس الجري أمام الصراخ… فبعضه صحيح تمام الصحة ويعبر عن حاجة ماسة للتغيير …والبعض أحترس من التسرع والسير ورائه …وهنا يحضرني شعر الوائلي بقوله لاتطربن لطبلها فطبولها كانت لغيرك قبل ذلك تقرع وسأرى
[email protected]