لا اعرف من أين ابدأ والى أين انتهي ….
من دموع وحسرات الأطفال الذين فقدوا آبائهم في دجى ليل مستمر يرفض الذهاب ليزهق أرواح المزيد ؟ من حيرة آباء فقدوا أبنائهم وراحوا يبحثون عن أجزاء أشلائهم التي تناثرت على الارض وصعب عليهم جمعها لتدفن وتكرم ؟ أم من صرخات الأمهات اللواتي افترشن الأرض ولم يتركن طيناً ألا وطلخن به رؤوسهن حزناً على أبنائهن الذين يقبعون في السجون وما زال مصيرهم مجهول ؟ لا أدرك من الذي يحدث من حولي اسمع ولا أريد أن أرى ، أفعلاً أن هذا كله يحدث في العراق ومن الذي يفعل كل ذلك ؟ سألت كثيرا ولم أجد الإجابة أهي الوطاويط التي تهبط ليلاً لتحوم على المنازل وتغطي بأجنحتها السوداء كل ما ينير ام ان دراكولا ظهر في العراق واخذ يلعب دوره بين العراقيين ، كيف للأبواب أن توصد وهل يؤمن من خلفها على نفسه وأبنائه من شرور العابثين ومن هم العابثون اصلاً ؟ أسئلة كثيرة تراودني منذ عشرة أعوام وبدأت تتفاقم يوما تلو الأخرى ، يتحدثون عن أفراد الأمن الذين ينتشرون في الشوارع ، في الازقة ، وما أكثر نقاط التفتيش اليوم ليحل الليل ويأتون أفراداً يرتدون زي افراد الأمن ويقتلون الآمنين بدم بارد بكاتم او غير كاتم فلم يعد ذلك مهم بالنسبة للعراقيين لان المصير واحد ..
ليس كل ذلك فحسب بل ان الوسائل اليوم تعددت ولم تقتصر على الاحزمة الناسفة والسيارات المغلومة التي اعتاد عليها العراقيون منذ عقد من الزمن فانهيار المنازل بالفيضانات والسيول وفقدان الاعزاء والاخوة تحت الانقاض والهزات الارضية التي افقدت العراقيين صوابهم وبعثت في نفوسهم الرعب لكونها من احداث 2013 المليئة بالمفاجآت اضافة الى ارهاب الشائعات التي تحاول النيل من العراقيين كتسمم مياه الشرب في ديالى وامتناع الاهالي عن شرب مياه الاسالة والتي تتواجد في المناسبات خوفاً على ارواحهم وعزوف ارباب الاسر على التبضع من الاسواق خشية تلف المواد المستوردة لعدم وجود الرقابة الصحية والفاعلة ما هو الا إرهاب من نوع اخر يحدث كل هذا في وقت تتصارع فيه فصائل وكتائب وتستعرض واحدة وتهدد الأخرى وتقتل غيرها وهكذا تستمر الحلقات يوم بعد آخر وأعداد العراقيين في تناقص مستمر ، يأتي كل هذا في وقت تسير فيه الأمور بطبيعة تامة وأنسابية لدى المسؤولين منهم من بدأ يروج لحملته الانتخابية وبدء بتحضير (بطانياته ) ليجهز نفس لخديعة جديدة ولو على حساب أبناء جلدته من العراقيين ..
حقيقة أن هذه الألاعيب لن تنطلي على العراقيين مجددا لأنهم أدركوا ما حدث لهم في سنين عجاف مضت عليهم بمرار وحسرة وانين لكن هناك من يحاول العبث بحقوقهم بطريقة او بأخرى ، ليس بصورة مباشرة لئلا يكشف أمره و(ينفضح ) لكنه أمر حاشيته بتحريك المجاذيف الاحتياطية لدفع قاربه وان كان مثقوباً والمصيبة ان مازال هناك من ينجرف مع التيار ويحاول إغماض عينيه ويغلق اذنه ليكون (شاهد ملك ) لا يكترث لما يدور حوله وكأنه ليس عراقياً بل انه (يريح رأسه )وأساساً لا ينتخب لان هناك من ينتخب بدلا عنه دون ان يدرك هو ان صوته قد (انخمط ) !
ما يثير الفضول في داخلي هو معرفة النهاية ولا اطمع بشي سوى موعد انتهاء الأزمات التي لا تريد ان تفارق العراقيين الذين الذين ليس لهم فيها لا ناقة ولا جمل وكلما سأل واحدا منهم عن امنيته يجيبك دون تفكير ( الأمان ) هل فعلاً بدأ العراقيون يستفقدون هذا الجزء المهم في حياتهم ام إن تبديل الوجوه المتكرر وتغيير الشخصيات الفاسدة والتي جعلت من العملية السياسة في العراق مصدر رزق ومشروع تجاري مربح لا أكثر دون الاكتراث بما يحل بالعراقيين وان كان اهل لهم ، الكرة اليوم وغدا بايديكم ايها العراقيون فان سئمتم او كبوتم او عجزتم فما لكم غير بعضكم البعض دعوا الدين على حدة واعتزوا بالمذهب على حدة فما للعراق غيركم والله وما لكم غيره فأفيقوا قبل فوات الاوان .