يبدو للمتابع للشأن العراقي، دور المرجعية الدينية فيه، بصورة عامة بمختلف مفاصله، السياسية والأمنية والعسكرية وحتى الخدمية، وهذا الدور قد رضيته بعض الكتل السياسية؛ فأتبعت المرجعية فيه، وبعض رفضته وخشيت منه فخالفته، ونحن هنا نقول: أن المرجعية تقف على مسافة واحدة، من جميع الأطراف السياسية، لكن هل هذه الكتل على نفس المسافة منها؟ ومن أولى بالدفاع عن مواقفها ومتبنياتها؟
فتوى الجهاد الكفائي، تبين بشكل واضح دور المرجعية، في حفظ العراق من شرور الإرهاب، وأهم مانتج عن هذه الفتوى، هو المتطوعين الملبين لنداء الحوزة، والذين هم شكلوا مايسمى بالحشد الشعبي، ككيان يجمعهم وينظم شؤونهم، وبذلك بدأت مراحل النصر على الإرهاب، فكل انتصاراتنا ومكاسبنا العسكرية، هي بفضل فتوى الجهاد الكفائي.
الحشد هو حشد المرجعية، والمنظمون فيه إنما هم جند من جنودها وأتباع لها، تطوعوا تلبية لندائها، لذلك فأن أولى الناس بالدفاع عن الحشد، هم أتباع هذه المرجعية، الذين أثبتت التجارب السابقة، ولائهم وحبهم لها وصدقهم معها، ومن باب أولى أن من أثبتت التجارب طاعته لها؛ هو أولى في الدفاع عن حشدها.
مرت بنا تجارب سابقة، كشفت لنا زيف بعض من مدعي إتباع المرجعية، فنادت هي المرة تلو الأخرى، بالإصلاح ومحاسبة الفاسدين، وإصلاح القضاء، حتى بُحَ صوتها، لم نرَ من بعض مدعي حبها وطاعتها، المتصدين للسلطة، لا طاعة ولا استجابة وكأنهم لايشعرون.
كان تيار شهيد المحراب، هو الملتزم قولاً وفعلاً مع ما تأمر به المرجعية، وما تطالب به، فحين طالبت بتقليل عدد نواب الرئيس، كان هذا التيار أول المنفذين لأوامرها، وقد قدم الدكتور عبد المهدي استقالة من منصبه، مستجيباً لطلبها، على العكس من بعض التيارات، التي تشبثت بمناصبها، وقدمت الدعاوى القضائية، حتى تعود لكراسيها.
اليوم وفي سياق مآرب سياسية، تهدف لإفشال كل مشروع يهدد دعاة الطائفية، وينهي مستقبلهم، نجد من يريد أن يزايد على مرجعية هذا التيار، ونسوا أن الحشد حشد المرجعية، فمن أحق أن يدافع عنه، من أثبتت التجارب طاعته أم من خالفها، ورفض نصائحها؟ لذلك على المواطن، أن لايساوي بين الذين عصوا المرجعية، وبين من أطاعوها.
الحشد ثمرة من ثمار المرجعية، وتيار شهيد المحراب له فصائله، التي تشكلت منذ اليوم الأول من الفتوى، والتي مازالت تقاتل في الميدان، والحكيم هو من أصر على التصويت على قانون الحشد الشعبي، قبل أيام في البرلمان، في حين كاد تمرير القانون أن يفشل؛ بسبب رفض الأطراف السياسية الأخرى له، لكن إصرار السيد عمار الحكيم على التصويت وتمرير القانون؛ هو من ساعد في تمريره؛ فمن هم المدافعون عن الحشد ومرجعيته إذن؟