منذ اكتشاف النفط, والعراق يسير بقدم واحدة, وبجسد مترنح, نتيجة غياب الخطط الاقتصادية الواضحة, كان تأثيرا الحروب المتكررة عميقا ومأساويا, نتيجة مغامرات الطاغية الطائشة, مما جعل البلد يغرق في بحر من المشاكل, مما افقدنا فرصة استثمار الثروة المكتشفة, أنها ثروة لم تجلب لنا إلا الويلات ,وضاع علينا الزمن في اللحاق بقطار التطور, فلم نجد أنفسنا إلا تابعين للأسواق العالمية, هكذا هم خططوا لنا , بصورة المحتاج دوما لهم.
لكن اليوم اختلف الأمر, نتحسس الكثير من الأمل, بالقيادة الجديدة للمنظومة النفطية, مما يدفعنا لطرح أفكار.
مع التوجه إلى اللامركزية وإعطاء صلاحيات أوسع, حيث يمكن إن يستثمر الوضع في تطوير المحافظات, حيث إن يتم التوجه لتطوير المنظومة النفطية, من حيث تصبح أكثر من محافظة منتجة للنفط, وليس الأمر مختص بالبصرة أو كركوك, بحيث يتحول العراق, إلى بلد عملاق بالإنتاج النفطي بمجموع الجهود, وبهذا التوجه في توسع المنظومة النفطية, سيفتح الباب لتطوير المحافظات مع رفع الطعن بقانون 21, حيث يمكن للمحافظات وضع خطط, تستثمر الصلاحيات الموسعة, في حل مشاكلها الاقتصادية.
البحث عن منافذ جديدة للتصدير, ولا نكتفي بموانئ تركيا والبصرة, بل يجب إن نضع رؤية للتصدير عبر إيران لأسواق شرق أسيا, أو عبر سوريا إلى أوربا, وبهذا لا نجعل من أنفسنا عرضة لمساومات الأتراك ومن معهم, بل يجب ان نكون نحن نملك القرار, ولا احد يمكن ان يضغط علينا, بل نتاجر بشروطنا, وهذا الأمر يغيب اليوم, مما جعلنا نكون تحت ضغط المساومات الرخيصة, التي يقوم بها محاور الشر الإقليمي, فإيجاد منافذ جديدة, هو الحل السحري, للخروج من الضغط الإقليمي, والنهوض بالمحافظات, وتغيير واقعها السيئ ألان.
مع التوسع والتنوع يمكن إن نضغط على الأخر, وهنا نقصد الأردن, الذي يأخذ نفط عراقي بأسعار رمزية, كمساعدات عراقية, فهذه المملكة مازالت تسهم في حياكة المؤامرات على العراق, بالإضافة لتحولها لملاذ امن لبقايا البعث, من دون خجل أو حياء! وهي تستلم المعونة العراقية يومياً, لذا يجب إن نخلط العامل الاقتصادي بالسياسي, لينتج خيرا لنا, فنحول الجار من عدو إلى كيان مساهم في خيرنا, فيكون تصدير النفط بأسعار رمزية للأردن, لكن بشروط عراقية , يجب على الأردن الالتزام بها.
الغاز مازال غير مستثمر في العراق, ويهدر يوميا عند عمليات التكرير, وخسائرنا من الغاز بالملايين يوميا, مع إن الغاز عامل مهم عالميا, لكننا نتعامل مع بلامبالاة غريبة, يمكن إن نستثمره, نغطي احتياجنا المحلي, ونفكر بالتصدير فالغاز عامل مهم, يجب استثماره, أخيرا يجب الاهتمام بعملية تغيير المدراء, داخل المنظومة النفطية, لان الفساد سببه بقايا النظام السابق, ومافيات ولدت بعد 2003, عملت القيادات السابقة عن غض الطرف عنهم, لاعتبارات سياسية,وهؤلاء لا يمكن إن نستشعر الأمل ببقائهم, فالتنظيم الرقابي للمنظومة النفطية,أمر أساسي لمحاصرة الفساد.
القيادة الجديدة للمنظومة النفطية, تدفعنا للزرع الأفكار الجميلة, في واقع نطالب بتغييره, نحو الأفضل.