العراقيون في بلاد المهجر … ورغم انشغالهم الكبير والمستمر في اعمالهم اليومية لساعات طويلة ، الا انهم يبتكرون العديد من الافكار الجديدة والوسائل الغريبة والعجيبة التي تعبرعن حبهم الكبير وعشقهم السرمدي الى بلدهم العزيز ( العراق ) الذي يكنون له كل المودة والاشتياق ، ويصنعون من اجله المعجزات ، ويبتكرون اشياءا تكاد تكون الفريدة من نوعها ، من اجل التخفيف عن كاهلهم في بلاد الغربة القاتلة ، والتقليل قدر المستطاع من لوعة الألم والحسرة التي تسكن في قلوبهم الحائرة ، والمتفحمة شوقا لرؤية هذا البلد الكبير في كل شيء .
في احد المدن السويدية ابتكر مؤخرا احد المواطنين العراقيين طريقة جديدة وغريبة بعض الشيء وتكاد تكون غير مألوفة في مناطق ومحافظات السويد كافة ، ولن يتناولها احدا من قبل ، حيث سجل هذا الشاب العراقي رقم لوحة سيارته الشخصية بأسم ( العراق ) باللغة الانكليزية وليس رقما من الارقام العادية التي تحملها جميع السيارات بشكل عام ، وذلك من اجل ان يتباهى بها وهو يطوف ويتجول في شوارع المدينة وأمام انظار الشعب السويدي والشعوب الاخرى ، ويفتخر بأنه عراقي وينتمي الى هذا البلد العزيز ، وان وطنه يكون دائما في قلبه رغم بعد المسافات التي تفصله بينه وبين العراق ،
بعد ان سمع من احد الاصدقاء بانه يحق لصاحب السيارة تسجيل الرقم الذي يرغب فيه او ان تحمل السيارة اسم صاحبها او احد اولاده او اسم البلد الذي يرغب فيه مقابل مبلغ من المال يجدد كل عشرة سنوات ، بادر الى دفع هذا المبلغ الكبير على شرط ان يبقى اسم العراق في لوحة السيارة ، وان جميع العراقيين في السويد يتابعون اخبار بلدنا من خلال التلفاز والاذاعات ووكالات الانباء والمواقع الالكترونية والتواصل الاجتماعي ، ويدعون لآهلنا في العراق السلامة والنصر على الاعداء ، وان تعم الافراح على ابناء شعبنا العراقي المجاهد الصابر والوفي ، وان يحل السلام في عموم مناطق العراق .
ان جميع المارة من الشعب السويدي والشعوب الاخرى تكون منبهره حينما ينظرون الى لوحة السيارة التي تحمل اسم العراق بأستغراب مع ابتسامة جميلة تعكس محبة الشعب السويدي للشعب العراقي ، واحترام هذا الشعب المسالم والذي يقدم المساعدة والعون لمن يحتاجها وخصوصا في الجوانب والحالات الانسانية التي تفوق جميع التصورات ، وانه فخور جدا بهذا العمل وهذا الانجاز الذي يعتبر جزء من الوفاء للعراق وكذلك للتخفيف من الحنين والاشتياق لهذا البلد الذي عاش فيه مراحل الطفولة والشباب وايام الدراسة ، و انه لايستطيع نسيانه مهما بلغت المسافة بينهما ، وانه يفكر لأبتكار اعمالا جديدة اخرى في المستقبل القريب من اجل ان تبقى عالقة في الاذهان من اجل العراق الذي يستحق منا الاكثر ، ودعى العراقيين في السويد الى العمل على رفع اسم العراق عاليا في ابتكارات اخرى تكون لافته لنظر الجميع من اجل احتضان هذا البلد العزيز في بلاد الغربة .