23 ديسمبر، 2024 11:22 م

أفغانستان ورقة ضغط إيرانية على الباكستان‎

أفغانستان ورقة ضغط إيرانية على الباكستان‎

لا يخفى على الجميع مدى التوتر السياسي الحاصل بين إيران والباكستان, وقد تجلت صورة هذا التوتر في الأيام الأخيرة بتصريحات رئيس وزراء الباكستان, الذي هدد إيران بتوجيه ضربه عسكرية في حال هددت الأخيرة المملكة العربية السعودية,  فبعد أن أحست إيران بقوة التهديد الباكستاني لها والذي تجلى في أمرين وهما: فتح جبهة داخل إيران في إقليم بلوشستان وذلك من خلال دعم جيش العدالة الإسلامي الذي يقود حراكا مسلحا الآن في إيران, كان أخره مقتل ثمانية عناصر من الحرس الثوري واسر ستة عشر آخرين في اشتباكات وقعت بين جيش العدالة الإسلامي وقوات الحرس الثوري.

والأمر الأخر هو الموقف السياسي الباكستاني من عاصفة الحزم التي تقودها السعودية ضد الحوثيين في اليمن الذين يمثلون التواجد الإيراني هناك, بالإضافة إلى وجود جنود باكستانيين في السعودية بحجة التدريب على المعارك في الجبال.

هذه الأمور دفعت بإيران إلى اتخاذ خطوة تقوض من خلالها النشاط الباكستاني أو على الأقل ترد لباكستان الصاع بالصاع وتشغلها في حالة من الصراع والحرب الاستخباراتية والإعلامية على اقل تقدير, لذا فقد استغلت الخلافات والتوترات الموجودة بين أفغانستان والباكستان, ذلك الخلاف الذي نشب بين هاتين الدولتين منذ عام 2003 بسبب التنازع على إحدى المناطق الحدوية الفاصلة بينهما في إقليم ننغرهار الذي يقع فيه خط دوراند يمثل الحدود التي رسمها البريطانيون عام 1893 بين البلدين, وبسبب الخلاف والنزاع على هذا الخط الحدودي ووقعت عدة مصادمات عسكرية بين البلدين, وهو السبب الرئيس في تشنج العلاقة بينهما حتى وصل الأمر بالرئيس الأفغاني أن يطلب من حركة طالباني أن تعلن حربها على الباكستان.

وقد استغلت إيران هذا الخلاف المتجذر بين البلدين في هذه الأيام من اجل تخفيف الضغط الدولي عنها, وها هي اليوم تستقطب أفغانستان بدعوة “التعاون ألاستخباري ضد داعش والمخدرات” لكن هذا التعاون الذي يتحدث عنه روحاني مع نظيره الأفغاني – خلال زيارة الأخير لإيران – ما هو إلا مقدمة لحرب استخباراتية بين أفغانستان والباكستان, والأيام القادمة قد تشهد ذلك الأمر.

وبذلك يظهر للجميع بان إيران تسعى لتحقيق مشاريعها وطموحاتها بأي وسيلة كانت وبأي طريقة وبغض النظر عن الجهات و توجهاتها وانتماءاتها التي تستخدمها في تحقيق تلك المشاريع  …

وهذا يؤكد ويؤيد ما قاله المرجع الصرخي الحسني في الحوار الصحفي الذي أجرته معه صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 18/ 4/ 2014م … اذ يقول سماحته ..

{…  إيران تسعى لتحقيق مشروعها بغض النظر عن الأشخاص والمسميات والتجمعات…}