8 أبريل، 2024 8:55 ص
Search
Close this search box.

أفضل الإصلاحات تغيير الشعب العراقي بشعب تكنوقراط؟؟؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

بعد أن خرجت الجماهير قبل سبعة شهور مدعومة من المرجعية الدينية في النجف و بعد الجعجعة التي رافقت الاصلاحات المرتقبة التي وعد بها رئيس الوزراء منذ أب الماضي لم يتحقق شيء يذكر, ثم خرجت التيارات المدنية لتزيد الضغط على الحكومة وفرض الاصلاحات ومع ذلك لم يحرك احتجاجهم ساكنا بل شجع بعض الساسة المتهمين بالفساد للتمادي والاستهتار بهؤلاء المحتجون متهمين إياهم بالوقوف ضد الدين والمذهب خصوصا وأن التيار المدني يمثل اليسار العراقي الأحمر, بالمقابل تظاهر الآلاف من الأكراد في مدنهم ضد نفس الممارسات ومسلسل الفساد المستشري في الإقليم والذي يشبه التفاحة الناضجة من الخارج لكنها متعفنة من الباطن؟ ثم تحرك الصدريون بكل ما أوتوا من قوة ملبين دعوة قائدهم للاعتصام أمام المنطقة الغبراء ولم تهز تلك الاعتصامات شعرة من قادة الفساد حتى تبعها قائد التيار الصدري بخطوة عدت نادرة وهي الانقلاب على شركاء الدين والمذهب وبدء إعتصاما على بعد أمتار من قبة البرلمان مطالبا بالتغيير بالضغط على صناع القرار وهنا أيقنت الكتل السياسية الكبرى في البرلمان أن عليهم تغيير التكتيك واستراتيجية الدفاع عن الفاسدين فأتخذت قرارا بالضغط على العبادي لإعلان التغيير بدءا بتغيير الوزراء من المحسوبين على الكتل السياسية الى ما يسمى بالتكنوقراط ؟ وبعد مخاض عسير دام سبعة شهور بالتمام والكمال رافقه تخبطا سياسيا وماليا بسبب سقوط ثلث العراق بيد داعش و انهيار اسعار النفط وفراغ الخزينة من النقود التي شفطت بقدرة قادر دون أن يعلم أحدا أين ذهبت الا الله والراسخون في علوم الفساد, خرج العبادي بقائمة وزراء جدد أطلق عليهم التكنوقراط على أساس تصحيح جميع الأوضاع المأساوية كالوضع الأمني والاقتصادي والتعليمي والصحي والخدمي والاجتماعي ؟؟ متناسين بأن الفساد الذي شهده العراق خلال الثلاثة عشر عاما الماضية لم يشهده بلدا عبر التاريخ منذ نشوء الحياة على كوكب الارض, ولن يحل أو يقضى عليه الا بمعجزة ربانية, وبعد ظهور قائمة التكنوقراط والتي ولدت ميتة و جوبهت بإعتراضات واسعة في البرلمان حتى سربت معلومات بشكل مقصود بأن تسعة وزراء من أصل ستة عشر وزيرا قد تم رفضهم مبدئيا من قبل اللجان البرلمانية ناهيك عن انسحاب وزير المالية الكردي رغم أن الكابينة الجديدة لم تشمل أهم وزارتين وهما الدفاع والداخلية حيث استثناهما رئيس الوزراء بحجة عدم زعزعة الوضع الأمني المتأزم وفسح المجال أمام داعش وأخواتها من استغلال الوضع وكأن وزير الدفاع هو ((رامبو)) وهو الذي سيقضي على داعش
بنفسة والأخر هو ((جيمس بوند)) وهو الذي سيفكك المفخخات ويرفع العبوات بنفسه؟؟ وقد تركت وزارة التجارة دون تغيير لأنها ((أم الخبزة)) وتحتاج الى تكنوقراط مرفوع للأس أثنين؟ لحد هذه اللحظة لم يتحرك الطرف القوي والمهيمن على معظم مفاصل الدولة العراقية وهو المجلس الاعلى ونسخته المعدلة منظمة بدر, لكن قائدهم أعلن أنه سيخرج الجمعة للاحتجاج والتظاهر أمام المنطقة الغبراء بعد أن دعا أتباعه للخروج معه ونوه لرفع الثقة عن الحكومة ؟؟؟ إذن لم يبق تيار ديني أو حزب سياسي او مدني عربي أم كردي لم يخرج متظاهرا أو محتجا ضد الوضع أو مهاجما عبر وسائل الإعلام غيره ومتهما اياه بالفساد في الوقت الذي هم سبب هذا الوضع المتأزم والمأساوي وما حصل طيلة الأعوام الثلاثة عشر المنصرمة ليس سوى ثمرة فساد لامثيل له؟ فما هي الاصلاحات التي سوف يصوت عليها البرلمان بعد أن رفض ضمنا قائمة التكنوقراط وهدد بحجب الثقة عن الحكومة وخرجت متظاهرة ومحتجة كل الأحزاب والتيارات المتهمة بالفساد أو السكوت عن الفاسد ؟؟ ربما ستقترح الكتل السياسية المعشعشة في البرلمان والمسيطرة عليه بإصلاح جديد وهو تغيير الشعب بشعب تكنوقراط لأنه وعلى ما يبدو في نهاية المطاف أن الشعب هو سبب الفساد والدمار الذي حل بالبلد وهو الذي يعطل عجلة الكتل السياسية ويقف حجر عثرة في إدارة أموالها وقبض عائدات نفطها وفي هذه الحالة ستعتصم كل الكتل امام المنطقة الغبراء للضغط على البرلمان بالتصويت بالإجماع على طرد الشعب العراقي خارج حدود الوطن ولكن هذه المرةسي  صوت البرلمان بالإجماع وإذا لم يكتمل نصاب البرلمان سوف يستعين بأصوات من برلمانات دول الجوار التي تريد الخير دائما للعراق .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب