في لجة البحر الغريب نهضت أفردتُ الشراع
فلقد كرهت الغربة الرمضاء وسئمتُ آهات الوداع
يوم بقاع البؤس مكتئباً..ويومٌ بزهوٍ وإرتفاع
فكم خبرت من القصوروالحصون والقلاع
تصفحت أقفار البراري والسهول والضياع
فسلكت درب العيش مؤتزراً ومنبسط الذراع
وشحذت ذهناً ثاقباً, متألقاً في كل باع
وسبرت أغوار العوالم غارقاً في كل قاع
وخبرت أسرار الحياة وكل ماذاع وشاع
فنفثت علماً دافقاً أقصدُ نفعاً لا إنتفاع
وتحملت أصنافاً فهذا يشتري وذاك قد باعَ وباع
هذا شريفٌ بيرقٌ وذاك سقطٌ من متاع
تصفحت ألباب العقول من كلِ مدعيٍّ وداع.
هذا لطيفٌ حالمٌ بالخير وذاك نمسٌ من ضباع.
تعبت من صخب الحياة أنا راغبٌ للوصل حتماً لا إنقطاع
أنا قادمٌ يانور يحدوني شوقٌ محرقٌ في القلبٌ حبٌ وإلتياع(1)
مستسلماً ومتيماً ماعاد مقدوري إمتناع
وسأغرس الروح المتيمة بلا إقتلاع
أنا عائد يانور أفردت الشراع
أغْرمتُ في شامٍ وفي بيروت وجونية والبقاع
كل الأمور تبينت وتكشفت فأنا الرعية أنت راع
فتلقفيني طائعاً ما عاد للوصل إنقطاع.
مستسلماً ومتيماً ماعاد مقدوري إمتناع.
أنا تائهٌ يانور ملَّتني البقاع
أنا عائدٌ يا نورأفردت الشراع.
————————-
(1) نور : المدن التي أعشق