دراسة تكشف أنحراف وزيف ثقافة التكفير وألآرهاب على يد أبن تيمية مؤسس ثقافة العنف والكراهية في القرن الثامن الهجري أمتدادا لثقافة ألآنقلاب على العقب التي تسببت في مصادرة الثقافة القرأنية وظهور ألآموية وسلطتها صاحبة الفتنة ألآولى في تاريخ المسلمين .
المقدمة
عندما أنتشرت شبكة ألآنترنيت وأصبح البريد ألآلكتروني طريقا للوصول الى الكتاب والمؤلفين وكل أصحاب العناوين ألآلكترونية , أصبحت تردنا تعليقات على ما ننشر من المقالات والدراسات وألآبحاث , والملاحظ على أغلب تلك التعليقات أنها متشنجة عدائية لاتمتلك الموضوعية في بيان أرائها يختلط لديها التاريخي بالمذهبي والسياسي بالعنصري والطائفي , وأصحاب تلك التعليقات الذين لايعرف مستواهم العلمي ولا تعرف أسماؤهم الحقيقية بينما تعرف طائفيتهم وتعرف محدوديتهم عندما يظهرون عداء غير مبرر لمدرسة أهل البيت عليهم السلام ويصفون أتباعها بالصفوية والمجوسية والفارسية وكانت حصتي من تلك ألآوصاف حاضرة عند أصحاب التعليقات ولم يشفع لي نسبي ” التميمي ” ولا منهجيتي المعرفية في الكتابة , ولم يصعب علي معرفة خلفيات تلك التعليقات التي تنتمي لمرجعية واحدة متمثلة بأبن تيمية الحراني الدمشقي المولود سنة 661هجرية والمتوفي سنة 728 هجرية وهو صاحب كتاب ” منهاج السنة النبوية في الرد على الشيعة القدرية ” وقد صدرت الطبعة ألآولى لهذا الكتاب عام 1986 الموافق 1406 هجرية وقامت بطباعته وتوزيعه والدعاية له جامعة ألآمام محمد بن سعود ألآسلامية وقدم المقدمة مديرها الدكتور عبد الله عبد المحسن التركي وأنتدب لتحقيق الكتاب الدكتور محمد رشاد سالم وهو من جمهورية مصر العربية , وأعتبرت الجامعة السعودية نشر كتب أبن تيمية هو أحياء لتراث أئمة السلف وعلمائهم الذين أثروا الحياة ألآسلامية برصيد من العلوم الشرعية واللغوية بمثل قوة ألآرادة واليقين في دين هذه ألآمة وعقلها ” – ص- 5- من مقدمة الدكتور مدير جامعة ألآمام محمد بن سعود ألآسلامية – ولا ندري كيف يمثل أبن تيمية قوة ألآرادة واليقين في دين هذه ألآمة وهو الذي مارس ألآفتراء بحق مدرسة أهل البيت كما سيرى القارئ حتى لم يترك لمفتر أخر أن ينافسه في كثرة أفتراءاته التي يمجها العقل والذوق السليم , وهبط بأخلاقية البحث الكتابة الى الحضيض الذي يأبى أصحاب قوة ألآرادة وعزت النفس وأحترام ألآخر أن يمارسوه كما مارسه أبن تيمية مدفوعا بحقد مبعثه سيكولوجية غير سوية يكتشفها القارئ بحسه الفطري وعفويته المجردة من ألآحقاد, ولم يكتف أبن تيمية بكيل ألآفتراءات المضحكة وأنما أضاف اليها مغالطات شنيعة لم يسلم منها أصحاب التصوف وكانت حصة أبن عربي صاحب الفصوص كبيرة مثلما لم يسلم الفلاسفة من مغالطات أبن تيمية وكانت حصة أبن سينا منها لاتقل عن حصة أبن عربي , ثم أمتدت مغالطات أبن تيمية حتى لم يسلم منها ألآشاعرة ولا المارتيدية بل وحتى أصحاب المدارس الفقهية ألآربعة بأستثناء ألآمام محمد بن حنبل الذي ينتمي لمدرسته المشبهة والتجسيمية أبن تيمية والذي جعل أصطلاح السلف والسلفية حصرا لمن تبع حشوية الحنابلة في القرن الرابع الهجري الذين كانوا وراء كل المذابح بين المسلمين ليس من الشيعة فقط وأنما من أهل السنة والجماعة من الذين لايقولون بمقولة التجسيم وينكرون قدم القرأن ويقولون بخلق القرأن وهي ألآحداث التي راح ضحيتها ألآف المسلمين من علماء وغيرهم أيام المأمون العباسي , أن أبن تيمية لم تتوقف مغالطاته مع من ذكرنا وأنما أمتدت للتلاعب بأيات القرأن الكريم مدفوعا بأهواء من أحب وهم ممن كانوا مادة لفتنة ألآنقلاب على العقب التي تحدث عنها القرأن الكريم في سورة أل عمران ألآية -144- وسنرى كل ذلك أن شاء الله في فصول هذه الدراسة التي تسلط الضوء على ثقافة ألآرهاب التكفيري من القرن الرابع الهجري مرورا بالقرن الثامن الهجري الذي أصبح مرجعا لمحمد بن عبد الوهاب المولود في القرن الثاني عشر الهجري الموافق لعام 1703 ميلادي .
أن كشف أفتراءات ومغالطات وكذب ثقافة ألآرهاب التكفيري الذي تمثله اليوم عصابات داعش وما يسمى بجبهة النصرة التي فكت أرتباطها ظاهريا بالقاعدة لتحظى بالدعم ألآمريكي الذي أخترع مصطلح ما يسمى بالمعارضة المعتدلة في سورية ليمرر مساعداته لعصابات ألآرهاب التكفيري التي وجد فيها وسيلة لتفتيت المنطقة وحماية أمن أسرائيل , أن أسقاط ثقافة ألآرهاب هو مشروع فكري معرفي يحتاج الى وعي جديد بكفاءات تناستها أحزاب السلطة وعزفت عنها حكومات المحاصصة حتى وصلت الى طريق مسدود ومع حضور الكفاءات من أهل الخبرة لابد لنا من وحدة أجتماعية تتألف فيها الحواضن ألآجتماعية كما جرى بين الحشد الشعبي في العراق وبين العشائر المنتفضة ضد عصابات داعش في ألآنبار وصلاح الدين ونينوى , وهذا الوعي وهذه الوحدة هي ألآمتداد الدائم للآنتصارات العسكرية في صلاح الدين وديالى وألآنبار والمتجهة صوب الموصل فالعمل العسكري له توقيقات خاصة بالزمان والمكان , والعمل الثقافي يمتد عبر الزمان والمكان ليصل الى عقل الناس ويغير نفوسهم بأتجاه بوصلة السماء وتلك سنة الله في ألآجتماع البشري .
أفتراءات أبن تيمية ضد الشيعة ألآثني عشرية
سقوط هوية ألآخلاق البحثية عند أبن تيمية :
قبل الحديث عن أفتراءات أبن تيمية ضد الشيعة ألآثني عشرية لابد من تسليط الضوء على التهافت ألآخلاقي الذي مارسه أبن تيمية وهو يرد على كتاب ” منهاج الكرامة ” لآبن المطهر الحلي المتوفي سنة 726 هجرية , فأبن تيمية لم يتحلى بأخلاقية المتحاورين فضلا عن أخلاق المؤمنين التي جمعها النبي “ص” في مائة وثلاث صفات حيث قال “ص” : المؤمن جوهري الفكر متواصل الذكر , وسنرى أنعدام جوهرية الفكر عن أبن تيمية كما بينها أبن عطاء الله الصوفي ألآسكندري في المناظرة التي جرت بينهما في القاهرة ” – السلفية بين أهل السنة وألآمامية – ص- 263- السيد محمد الكثيري – ولم يكن أبن عطاء الله ألآسكندري وحده من أنتقد أبن تيمية وأنما أنتقده وتبرأ منه كل من الشخصيات السنية ألآتية نذكر أسمائهم ونترك التفاصيل لوقت أخر وهم كل من :
1- أبن جهيل الذي قال : أبن تيمية يخالف الكتاب والسنة .
2- الحافظ السبكي الذي قال : أبن تيمية نقض دعائم ألآسلام .
3- اليافعي في مرأة الجنان : من كان على عقيدة أبن تيمية حل ماله ودمه .
4- أبو بكر الحصيني الدمشقي : أبن تيمية يتبع المتشابه ويبتغي الفتن .
5- أبن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ” : من العلماء من ينسبه الى النفاق .
6- الشيخ المولوي الهندي قال : لقد تجاوز أبن تيمية الحد .
7- الحافظ الذهبي : لقد بلع أبن تيمية سموم الفلاسفة وتصنيفاتهم ” – السلفية بين أهل السنة وألآمامية – ص- 239- السيد محمد الكثيري –
وسقوط هوية ألآخلاق البحثية سارع لآعلانها أبن تيمية قبل أن يطلع على محتويات كتاب أبن المطهر الحلي وهو بعنوان ” منهاج الكرامة ” فقال : وهذا المصنف سمى كتابه ” منهاج الكرامة في معرفة ألآمامة ” وهو خليق بأن يسمى” منهاج الندامة ” ؟ ثم يقول أبن تيمية متحاملا على صاحب الكتاب : كما أن من أدعى الطهارة وهو من الذين لم يرد الله أن يطهرقلوبهم ؟ بل من أهل الجبت والطاغوت والنفاق , كان وصفه بالنجاسة والتكدير أولى من وصفه بالتطهير ؟ قاصدا بذلك ” أبن المطهر الحلي ” وهذه تسمية وليست صفة مما ظهر أبن تيمية متعسفا جاهلا لايفرق بين الصفة وألآسم , وهو الذي عرف بألآسماني كما سيأتي بيان ذلك , ثم من أعطى أبن تيمية الحق في البحث عن أسرار القلوب ؟ ثم يضيف متعنتا : ومن أعظم خبث القلوب أن يكون في قلب العبد غل لخيار المؤمنين وسادات أولياء الله بعد النبيين ؟ وهنا يقع أبن تيمية بمقولة ” رمتني بدائها وأنسلت ” حيث سيظهر معنا كيف أن أبن تيمية يتحامل على شخص ألآمام علي عليه السلام ويجرده من كل مامنحه الله من الصفات مثل ” صالح المؤمنين , ومن أمن وجاهد في سبيل الله مقارنا بسقاية وعمارة المسجد الحرام ” أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن ءأمن بالله واليوم ألآخر وجاهد في سبيل الله لايستون عند الله والله لايهدي القوم الظالمين ” – – التوبة – 19- , ويتلوه شاهد منه , وجعله نفس النبي محمد كما في سورة أل عمران – أية المباهلة – 61- ثم طهره الله من الرجس كما في سورة ألآحزاب ألآية ” 33 ” ورسوله “ص” الذي قال : أنت مني كهارون من موسى ولكن لانبي بعدي ” والمؤمنون من التقدير والولاء وألآحترام الذي أختصره شعرا قول الصاحب بن عباد :
بأل محمد عرف الصواب … وفي أبياتهم نزل الكتاب
علي الدر والذهب المصفى .. وباقي الناس كلهم تراب
أول ما يبدأ به أبن تيمية من ألآفتراءات على الشيعة الذين يسميهم ” الرافضة ” وأختصارا على القارئ سأذكر تلك ألآفتراءات على شكل نقاط كالتالي :
1- الرافضة من المتظاهرين بألآسلام ؟ أي ليسوا مسلمين – ص- 5- منهاج السنة النبوية ج1-
2- وهم من أصناف الباطنية الملحدين الذين هم في الباطن من الصابئة الفلاسفة الخارجين عن حقيقة متابعة المرسلين الذين لايوجبون أتباع دين ألآسلام ولا يحرمون أتباع ما سواه من ألآديان بل يجعلون الملل بمنزلة المذاهب وأن النبوة نوع من السياسة العادلة التي وضعت لمصلحة العامة في الدنيا ” – نفس المصدر – 6-
3- يقول أبن تيمية والشيعة يكذبون بالنبوة تكذيبا مطلقا بل هم يؤمنون ببعض أحوالها ؟ – نفس المصدر ص- 6- فهل يصدق أحد من عقلاء الناس مثل هذه ألآفتراءات ؟
4- والرافضو والجهمية هم الباب لهؤلاء الملحدين ؟ منهم يدخلون الى سائر أصناف ألآلحاد في أسماء الله وأيات كتابه المبين ” – نفس المصدر- ص- 7
5- ثم يتناقض أبن تيمية ويقول عن كتاب ” منهاج الكرامة ” الذي سماه أبن تيمية بمنهاج الندامة تعسفا وتحاملا , ثم يقول متناقضا : وأن كان أي الكتاب من أعلى ما يقولون في باب الحجة والدليل , ثم يرجع فيقول : والقوم أي الشيعة من أضل الناس عن سواء السبيل , ثم يقول : القوم من أضل الناس في المنقول والمعقول ؟ ويستشهد بألآية “10” سورة الملك في غير محلها ” وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير ” وألآية تتكلم عن الكفار الذين يدخلون جهنم ” – سورة الملك – 10- وما يرد قول أبن تيمية في نفي المعقول والمنقول عن الشيعة ما قاله الشيخ المفيد في رؤياه التي رأى فيها أن عمر بن الخطاب يحدث حلقة من الناس عن فضل أبي بكر كما جاء في سورة التوبة ألآية “41” ثاني أثنين أذ هما في الغار ” وقد بين عمر بن الخطاب وجه الدلالة في ستة مواضع هي :
1- أن الله تعالى ذكر النبي “ص” وذكر أبا بكر فجعله ثانيه .2- وضعهما بألآجتماع في مكان واحد لتأليفه بينهما .3- أنه أضاف اليه بذكر الصحبة4- أنه أخبر عن شفقة النبي “ص” عليه ورفقه به لموضعه عندما قال : ” لاتحزن “5- أنه أخبر أن الله معهما على حد سواء ناصرا لهما ودافعا عنهما .6- أنه أخبر عن نزول السكينة على أبي بكر لآن رسول الله “ص” لم تفارقه السكينة قط فقال : فأنزل الله سكينته عليه “فهذه ستة مواضع تدل على فضل أبي بكر من أية الغار لايمكن الطعن فيها ؟فقال الشيخ المفيد والكلام في الرؤيا : حبرت لصاحبك في ألآحتجاج وأني بعون الله سأجعل جميع ما أتيت به كرماد أشتدت به الريح في يوم عاصف ؟أما قولك أن الله تعالى ذكر النبي “ص” وجعل أبا بكر ثانيه , فهو أخبار عن العدد لعمري لقد كانا أثنين فما في ذلك من الفضل ؟ ونحن نعلم ضرورة أن مؤمنا ومؤمنا أو مؤمنا وكافرا أثنان فما أرى لك في ذكر العدد طائلا تعتمدهوأما قولك أنه وصفهما بألآجتماع في المكان , فأنه كألآول لآن المكان يجمع المؤمن والكافر كما يجمع العدد المؤمنين والكفار , وأيضا فأن مسجد النبي أشرف من الغار وقد جمع المؤمنين والمنافقين والكفار وفي ذلك قوله عزوجل ” فما للذين كفروا قبلك مهطعين عن اليمين وعن الشمال عزين ” – المعارج – 37- وأيضا فأن سفينة نوح جمعت النبي والشيطان والبهيمة والكلب والمكان لايدل على ما أوجبت من الفضيلة فبطل فضلانوأما قولك أنه أضاف اليه بذكر الصحبة , فأنه أضعف من الفضلين ألآولين لآن أسم الصحبة يجمع بين المؤمن والكافر والدليل على ذلك قوله ” فقال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا ” – الكهف – 35- وأيضا فأن أسم الصحبة تطلق بين العاقل وبين البهيمة والدليل على ذلك من كلام العرب الذي نزل القرأن بلسانهم فقال الله عزوجل ” وما أرسلنا من رسول ألآ بلسان قومه ” – أبراهيم – ى4- وهم سموا الحمار صاحبا فقالوا :
أن الحمار مع الحمار مطية … فأذا خلوت به فبئس الصاحب
وأما قولك أنه قال ” لاتحزن ” فأنه وبال عليه ومنقصة له ودليل على خطئه لآن قوله : ” لاتحزن ” فهي وصورة النهي قول القائل ” لاتفعل ” لايخلوا أن يكون الحزن وقع من أبي بكر طاعة أو معصية , فأن كان طاعة فالنبي ” ص” لاينهى عن الطاعة بل يأمر بها ويدعو اليها وأن كان معصية فقد نهاه النبي “ص” عنها وقد شهدت ألآية بعصيانه بدليل أنه نهاه ؟
أما قولك أنه قال : ” أن الله معنا ” فأن النبي “ص” قد أخبر أن الله معه وعبر عن نفسه بلفظ الجمع كقوله ” أنا نحن نزلنا الذكر وأنا له لحافظون ” – الحجر – 9-
وأما قولك أن السكينة نزلت على أبي بكر فأنه ترك للظاهر لآن الذي نزلت عليه السكينة هو الذي أيده بالجنود وكذا يشهد ظاهر القرأن في قوله ” فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها ” – التوبة – 41- ىفأن كان أبو بكر هو صاحب السكينة فهو صاحب الجنود وفي هذا أخراج للنبي “ص” من النبوة وهذا لايجوز , فالله سبحانه وتعالى أنزل السكينة على النبي “ص” في موضعين كان معه قوم مؤمنون فشركهم فيها فقال تعالى ” فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى ” – الفتح – 26- وقال في الموضع ألآخر ” أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها ” – التوبة – 27- ولما كان في هذا الموضع أي الغار خصه وحده بالسكينة فقال ” فأنزل الله سكينته عليه ” فلو كان معه مؤمن لشركه معه في السكينة كما شرك من ذكرنا قبل هذا من المؤمنين فدل أخراجه من السكينة على خروجه من ألآيمان ؟ فلم يحر جوابا وتفرق الناس وأستيقظ الشيخ المفيد من نومه” – ألآحتجاج – ص- 502 – للطبرسي , وهذه الرؤيا تدل على خلاف ما ذهب اليه أبن تيمية من رمي الشيعة بعدم معرفة المنقول والمعقول , وسأذكر للقراء حكاية اللقاء الذي جرى بين الشاعر أبي العلاء المعري وبين الشريفين الرضي والمرتضى , علما بأن كل هذه اللقاءات جرت قبل أبن تيمية , فرؤيا الشيخ المفيد وهو أستاذ الشريفين الذي عاش في القرن الرابع الهجري وكل من الشريفين عاشا في القرن الخامس الهجري بينما عاش أبن تيمية في القرن الثامن الهجري .دخل أبو العلاء المعري على السيد المرتضى رحمه الله فقال :
أيها السيد ما قولك في الكل ؟
قال السيد ما قولك في الجزء ؟
فقال ما قولك في الشعرى ؟
فقال : ما قولك في التدوير ؟
قال : ما قولك في عدم ألآنتهاء ؟
قال : ما قولك في التنجيز والناعورة ؟
فقال : ما قولك في السبع ؟
فقال : ما قولك في الزايد البري من السبع ؟
فقال : ما قولك في ألآربع ؟
فقال : ما قولك في الواحد وألآثنين ؟
فقال : ما قولك في المؤثر ؟
فقال : ما قولك في المؤثرات ؟
فقال : ما قولك في التحسين ؟
فقال : ما قولك في السعدين ؟ فبهت أبو العلاء
قال : فقال السيد المرتضى ألآ كل ملحد ملهد ؟
فقال أبو العلاء من أين أخذته ؟
قال : من كتاب الله ” يابني لاتشرك بالله أن الشرك لظلم عظيم ” – لقمان – 13-
وقام وخرج فقال السيد رحمه الله : قد غاب عنا الرجل وبعد هذا لايرانا
فسئل السيد عن كشف هذه الرموز وألآشارات وقد شرحها وخشية ألآطالة لاندخل في تفاصيلها ويراجع كتاب ألآحتجاج – ص- 505 – للطبرسي
وقيل أن المعري لما خرج عن العراق سئل عن السيد المرتضى فقال :ياسائلي عنه لما جئت أسئله … ألا هو الرجل العاري من العار
لو جئته لرأيت الناس في رجل … والدهر في ساعة وألآرض في دار ؟وله أحتجاج في التعظيم والتقديم لآئمة أهل البيت عليهم السلام على سائر الورى ما عدا نبينا صلى الله عليه وعلى أله وسلم بطريقة لم يسبقه اليها أحد في رسالته الموسومة بالرسالة الباهرة في فضل العترة الطاهرة ” – ألآحتجاج – ص- 506 – للطبرسي
وهذا مما يدحض كل مزاعم وأفتراءات أبن تيمية ضد الشيعة ومعتقداتهم التي هي عقائد ألآسلام كما جاء بها القرأن الكريم وسنة رسول الله “ص” مما يجعل الشيعة هم حقا أهل السنة والممثلين الصادقين عنها .ثم يستمر أبن تيمية في أفتراءاته عن الشيعة فيقول : هم من أجهل الطوائف الداخلين في المسلمين , ومنهم من أدخل الفساد على الدين ما لايحصيه ألآ رب العباد , فملاحدة ألآسماعيلية والنصيرية وغيرهم من المنافقين من بابهم دخلوا وأعداء المسلمين من المشركين وأهل الكتاب بطريقهم وصلوا وأستولوا على بلاد ألآسلام ؟ وهكذا يحلو لآبن تيمية ألآفتراء جزافا ولم يردعه أحد سوى من ذكرنا ممن ردوا عليه في تلك ألآزمنة الغابرة من أمثال : الحصيني , والسبكي , والذهبي , وأبن عطاء الله الصوفي ألآسكندري وأبن حجر العسقلاني وغيرهم , أما في هذه ألآيام فأغلب المرجعيات السنية تلوذ بالصمت , فهذا ألآزهر الشريف يقول عن أربعة رجال أستشهدوا في جدة بأنهم شهداء ألآرهاب وينعيهم ولكنه يصمت تجاه مجزرة الكرادة في العراق التي راح ضحيتها أكثر من ” 300 ” شهيد نتيجة عمل أرهابي نفذته عصابات داعش المجرمة التي تستقي شعاراتها من أبن تيمية الذي قال على الشيعة ” السيف المسلول الى يوم القيامة ” كما سنرى في أفتراءاته وفتاواه التي كان أخرها الفتوى الحموية في منع زيارة قبر الرسول “ص” والتي بسببها أدخل السجن حتى مات فيه وهو الذي خالف أهل السنة والجماعة في خمسة عشر موقعا من الفتاوى وهي كالتالي :1- جواز التيمم خشية فوات الوقت مع توفر الماء
2- تارك الصلاة عمدا لايجب عليه القضاء ولا يشرع له
3- جواز القصر في مسمى السفر طويلا كان أو قصيرا
4- أرتفاع الحدث بالماء المعتصر كماء الورد ونحوه
5- المائع القليل لاينجس بوقوع النجاسة فيه حتى يتغير حكمه حكم الكثير
6- من أكل في شهر رمضان معتقدا أنه ليل وكان نهارا فلا قضاء عليه
7- جواز طواف الحائض ولا شيئ عليها
8- الحلف بالطلاق لايقع وعليه كفارة
9- الطلاق المحرم لايقع
10- الطلاق الثلاث لايقع ألآ واحدة ” – السلفية بين أهل السنة وألآمامية – ص- 220 – السيد محمد الكثيري –
ثم يستمر أبن تيمية في أفتراءاته على الشيعة فيقول : ففيهم جهل وظلم وهم أعظم ذوي ألآهواء جهلا وظلما يعادون خيار أولياء الله من بعد النبيين من السابقين ألآولين من المهاجرين وألآنصار والذين أتبعوهم بأحسان ” – منهاج السنة النبوية –ص- 20-
ويقول أبن تيمية الشيعة يوالون الكفار والمنافقين من اليهود والنصارى والمشركين وأصناف الملحدين ” – نفس المصدرالسابق –
ويحلو لآبن تيمية أن يستغل العقول القاصرة الجامدة فيقول أن الشيعة محنتها محنة اليهود حيث قالت اليهود لايصلح الملك ألآ في أل داود وقالت الرافضة : لاتصلح ألآمامة ألآ في ولد علي , وقالت اليهود لاجهاد في سبيل الله حتى يخرج المسيح الدجال وينزل السيف من السماء وقالت الرافضة لاجهاد حتى يخرج المهدي وينادي مناد من السماء ” وهنا يمارس أبن تيمية تشويها ويدعي أشياء لم تقلها الشيعة ويستمر في هذه ألآفتراءات فيقول : واليهود يؤخرون الصلاة الى أشتباك النجوم وكذلك يؤخر الشيعة صلاة المغرب الى أشتباك النجوم , وهذا كذب محض فالشيعة يصلون المغرب عندما تحتفي الحمرة المشرقية أي حتى يختفي قرص الشمس من حافة ألآفق وهذا لايتحقق فيه أشتباك النجوم كما يدعي أبن تيمية .ومن أعظم أفتراءات أبن تيمية على الشيعة قوله : أن الشيعة يحرفون القرأن ” – منهاج السنة النبوية – ص- 25-
ويوغل أبن تيمية في ألآفتراءات الرخيصة فيقول : اليهود لايخلصون السلام على المؤمنين أنما يقولون : السام عليكم , والسام الموت , وكذلك الرافضة ؟ ولا أدري ماذا يقول من يسمع مثل هذه ألآفتراءات من المسلمين اليوم ؟
ويقول أبن تيمية : اليهود يستحلون أموال الناس كلهم وكذلك الرافضة ؟ ولاندري أين ومتى وكيف يستحل الشيعة أموال الناس وأمامهم علي بن أبي طالب هو من قال : والله حتى العلف الذي أكلته خيولهم سأرده الى بيت المال – نهج البلاغة – ومن أشنع وأرخص أفتراءات بن تيمية التالي : يقول فضلت اليهود والنصارى على الشيعة بخصلتين : سئلت اليهود من خير ملتكم ؟ قالوا أصحاب موسى , وسئلت النصارى من خير أهل ملتكم ؟ قالوا : حوتري عيسى , وسئلت الرافضة من شر أهل ملتكم ؟
قالوا : أصحاب محمد “ص” ؟ وهذا أفتراء مفضوح يسبقه الحقد والكراهية ويطفح منه الكذب , فالشيعة بناء على كتاب الله الذي ذم بعض المؤمنين فقال ” يا أيها الذين أمنوا لم تقولون ما لاتفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لاتفعلون ” فهم يخطئون من أخطأ وأنحرف وكان مثالا للآنقلاب على العقب كما قال تعالى في سورة أل عمران ألآية ” 144 ” وهم لايخطئون كل الصحابة بل أن أصلح الصحابة من أصحاب ألآخلاص والجهاد في سبيل الله هم من الشيعة ألآوائل مثل عمار بن ياسر وأبي ذر الغفاري الذي نفاه عثمان بن عفان الى الربذة لآنه يقول الحق ومثل جعفر بن أبي طالب الشهيد ومثل المقداد وسلمان الفارسي وغيره الكثير .
ويقول أبن تيمية كاذبا ومفتريا : أمروا بألآستغفار لهم فسبوهم , فالسيف عليهم مسلول الى يوم القيامة ” لاتقوم لهم راية ولاتثبت لهم قدم ولا تجاب لهم دعوة , دعوتهم مدحوضة وكلمتهم مختلفة وجمعهم متفرق ” – منهاج السنة النبوية – ص- 28- وبذلك يعلن أبن تيمية تأسيسه لثقافة العنف والكراهية والتي سنسلط عليها ألآضواء لآنها تشكل المادة الثقافية لعصابات ألآرهاب اليوم كداعش ومن معها ؟
ومن أفتراءات أبن تيمية التي أصبحت مادة متداولة لضعاف العقول ومرضى القلوب هو قوله : أن الشيعة تقول أخطأ جبرئيل بالوحي ؟ حاش ا للله وألف حاشا من هذا الهراء المبتذل والكذب المفضوح الرخيص , علما بأن أبن تيمية يروي كل ذلك عن عبد الرحمن بن مالك بن مغول الذي يقول هو عنه بأنه ضعيف ” – منهاج السنة النبوية ج1- ص 34-
ومن أفتراءات أبن تيمية المضحكة قوله عن الشيعة : أنهم يحرم بعضهم لحم ألآوز والجمل ؟ وسيظل هذا ألآفتراء عارا على أبن تيمية ومن تابعه الى يوم القيامة
ثم يكمل أفتراءاته فيقول أن الشيعة يستعملون التقية وأظهار خلاف ما يبطنون مشابهة لليهود ” نفس المصدر السابق –ص 38- ولو علم أبن تيمية أن عمر بن الخطاب سأل كعب ألآحبار عن التقية , فقال له هل مشيت في أرض شوك قال : نعم , قال ماذا فعلت ؟ قال : شمرت عن ثيابي , قال تلك هي التقية ؟ فالتقية التي جعلوا عامة الناس لاتعرف حقيقتها هي حكمة يستعملها المسلم وغير المسلم ولا يوجد أنسان ألآ ويستعمل التقية في حياته سواء علم بذلك أم لم يعلم والشيعة عندما يستعملون التقية لايكذبون وأنما يمارسوا نوعا من الحكمة كما فعل نبي الله أبراهيم عندما سئل في مصر عن زوجته فقال هي أخته حتى لايأذخذها فرعون مصر الذي كان يأخذ كل أمرأة متزوجة تصل ديارهم والنبي أبراهيم أعتبر زوجته هي أخته بألآيمان كما قال تعالى ” أنما المؤمنون أخوة ” فأبراهيم أستعمل التقية التي يعيبها أبن تيمية لجهله , ويستمر أبن تيمية في أفتراءاته على الشيعة فيقول أنهم لايستعملون رقم العشرة لآنهم يسبون العشرة المبشرة بالجنة بأستثناء علي بن أبي طالب , والتسعة المبشرة بالجنة كما يروج لها من أسقطها هو عمر بن الخطاب عندما ضرب الضربة التي مات فيها وذلك في حديثه مع عبد الله بن عباس وملخص المحادثة أنه لم يزكي أحدا من التسعة ؟ كذلك ما جاء في تهذيب سيرة بن هشام وهي من مؤلفات أهل السنة حيث جاء فيها عندما مرض رسول الله “ص” ولم يخرج الى الصلاة وصلى عمر بالناس ولما سمع رسول الله “ص” قال : يأبى الله والمسلمون ذلك وكررها ثلاث مرات ” – تهذيب سيرة أبن هشام – ص- 297-
ويبقى حديث أبن تيمية عن ألآمامة وأنكارها وأنكار ظهور المهدي المنتظر عليه السلام وتهجمه المبتذل بسوقية لاتناسب من يناقش قضايا معرفية تخص ثقافة ألآصطفاء القرأنية التي لايعرفها أبن تيمية والتي بسببها كان حديثه عن عترة النبي “ص” وأهل بيته ألآطهار حديثا مليئا بالغفلة والجهالة , وسوف نعرض لكل تلك المواقف التي تكشف زيف ومغالطات أبن تيمية وكل ثقافة ألآرهاب التكفيري هي على جرف هار أول أل سعود الى التقارب مع اليهود الصهاينة بغضا بالشيعة وكل ألآسلام ألآصيل – يتبع – من كتاب معد للطبع ” أفتراءات أبن تيمية ومغالطاته في منهاج السنة النبوية ” ضد الشيعة .
[email protected]