19 ديسمبر، 2024 1:58 ص

أفاق المستقبل العراقي وكيفية تجاوز أحزاب السلطة الفاسدة بعيدا عن رهانات تركيا وأيران‎

أفاق المستقبل العراقي وكيفية تجاوز أحزاب السلطة الفاسدة بعيدا عن رهانات تركيا وأيران‎

كل ما ذهب اليه ألآخوة الجنابي ودواي والبكري وعامر مخيف الجبوري صحيح ولكنه لايقدم الجواب الذي لايغادر حقائق الميدان والسياسة وشخوص اللعبة السياسية التي أسميتها في أخر كتاب صدر لي بعنوان ” القاعدة الشعبية واللعبة السياسية ” وكنت أتمنى على ألآخوة قراءته ليس لآنه لي وأنما لآن فيه تشخيص مبكر للتلاعب بحقوق القاعدة الشعبية بأسم اللعبة السياسية التي أنيطت بأفراد ليسوا مؤهلين لا سياسيا ولا أجتماعيا ولا علميا ونتيجة وجود مخطط عميق وبعيد المدى للمحور التوراتي الذي تقوده أمريكا بقوة التكنولوجيا والعقول التي تعمل بصمت والتي تعرف كيف تختار ضحاياها لذلك حتى بعض الذين كانوا ممن يقتربون من التأهيل السياسي وألآجتماعي والعلمي مثل الدكتور الجعفري الذي وضع نفسه في خانة المصادرة مع الذين لايملكون مؤهلات اللعبة لذلك كتب الجعفري على نفسه الفشل لآنه أهتم بالمظاهر وتخلى عن المضمون فرهن نفسه مع فضائية فاشلة وتيار سماه بألآصلاح وما هو بألآصلاح بل ضد ألآصلاح وعلاقات أنتهازية والسبب لآن الجعفري الذي قلت لكم أنه كان يقترب من العوامل الثلاثة ألآ أنه كان يحمل في تركيبه النفسي وهذا ما لايعرفه من عرفوا الجعفري بعد 2003 فالجعفري يحمل مركبة تناقض بين ألآنا وألآخر وهذه المركبة التناقضية التي لايمكن أكتشافها في بعض المراحل لاسيما عندما يكون العمل الحزبي سريا وتكون النشاطات مقتصرة على الجانب الخطابي ألآنشائي دون الجانب التجريبي , لآن الجعفري يمتلك غزارة ثقافية معززة بتحصيل حوزوي لذلك جعلته يطفو على سطح العمل الحزبي بعد الهجمة ألآنتقامية التي تعرض لها حزب الدعوة ألآسلامية وخسر بسببها أغلب قياداته الرسالية , وهذا الطفو ظهر في فترة الهجرة التي كانت أسوأ زمان في تاريخ حزب الدعوة ألآسلامية حيث طغى الزبد على ما ينفع الناس وخصوصا بعد أنتخابات عام 1980 التي جرت بعد نجاح الثورة ألآسلامية في أيران والتي أصبحت تشكل ضغطا وتهميشا لحزب الدعوة ألآسلامية في المراحل ألآولى من عمر الثورة ألآسلامية مما جعل عموم الدعاة المخلصين للثورة ألآسلامية ألآيرانية والمتعلقين بتنظيمهم الدعوي لايعرفون سر الفتور الذي يواجهون به من قبل مسؤولي الثورة ومؤسسات الجمهورية الفتية , ولذلك ظهرت أولى بوادر ألآمتحان ومحطاته القاسية فلا مسؤولو الدولة ألآسلامية تفهموا مشاعر الدعاة , ولا الدعاة عرفوا خلفيات ذلك الفتور ؟ ولآن الحرب التي شنها صدام حسين في 22|9|1980 بتحريض من أمريكا واللوبي التوراتي باغتت الجميع , ولآن الجميع لم يحضروا خططهم جيدا ولم يطرحوا مشروعا مستقبليا موحدا لذلك ظلت العواطف هي الرصيد ألآكثر حضورا في البسيج ألآيراني وحرس الثورة ألآيرانية ولولا وجود رجل تقي ورع ومرجع جامع للشروط هو ألآمام الخميني رحمه الله لكانت النتائج وخيمة ولكن مرجعية ألآمام وشخصيته القيادية شكلت صمام ألآمان لعبور الثورة ألآسلامية ألآيرانية الى تطلعات بناء الدولة التي أنجزت مهمات كثيرة رغم الحصار والتحريض والتأليب ضدها من قبل المحيط ألآقليمي والمحيط العالمي , وظل الدعاة في حزب الدعوة ألآسلامية هم الذين خسروا العبور للمستقبل بملاكات حزب عقائدي كان مؤسسه السيد الشهيد محمد باقر الصدر عملاقا فكريا لايفهمه الذين من حوله , وعندما أستشهد في 9|4|1980 أصبح الفراغ الحقيقي عاصفا بمستقبل حزب الدعوة لاسيما بعد أعدامات طالت شخصيات قيادية وكوادر لها دور مفصلي في العملية التنظيمية , الى هنا والدعاة لم يعرفوا ماذا سيحل بهم , مثلما لم يعرفوا أن أخوانا لهم في الدعوة ألآسلامية قدموا مبكرا الى أيران فكانوا سببا في أيجاد الهوة بين الدعوة ألآسلامية كحزب رسالي يؤمن بالمرجعية وبين الذين كانوا حول ألآمام الخميني والذين أصبحوا فيما بعد هم حلقة الوصل مع القواعد الشعبية في أيران التي كانت ترى في الدكتور علي شريعتي رمزا من رموز الثقافة والوعي ألآيراني وبالرغم من أغتيال مخابرات الشاه ألآيراني للدكتور علي شريعتي عام 1977 ألآ أن الدكتور علي شريعتي ظل معلما للثورة ألآيرانية في نظر القواعد الشعبية ألآيرانية التي شكلت لاحقا منظومة البسيج وحرس الثورة ألآيرانية , ومن الشخصيات الدعوتية التي هاجرت مبكرا الى أيران هو المرحوم العلامة المحقق مرتضى العسكري صاحب كتاب ” مائة وخمسون صحابي مختلق ” ومؤسس كلية أصول الدين في بغداد , ورغم السمة التحقيقية للسيد مرتضى العسكري ألآ أنه لم يقدر الثقل الشعبي للدكتور علي شريعتي فأصطدم به وهاجمه بشدة مما جعل الدكتور علي شريعتي يذكر ذلك في كتاباته متذمرا مما يواجهه به السيد مرتضى العسكري , وهذه كانت أولى محطات التباعد التي صنعت الشكوك والريبة بين الدعاة وحزب الدعوة وهم لايعلمون وبين من كان حول ألآمام الخميني والذين أصبحوا لاحقا قادة ومسؤولين في الثورة والدولة ألآسلامية , والذين أفرزتهم أنتخابات حزب الدعوة عام 1980 وأنا منهم لم يسارعوا لتلافي تلك الهوة التي ظلت تنمو بخفاء حتى أسقطت الناطق بأسم حزب الدعوة ألآسلامية وهو المرحوم الشيخ محمد مهدي ألآصفي الذيت ترك ألآلتزام بالتنظيم وأنتقل للعمل مع مرجعية ولاية الفقيه في الدولة ألآسلامية حتى وفاته رحمه الله كان ممثلا للسيد خامنئي في العراق وله مساهمات في دعم الحشد الشعبي وقد كان موقفه صائبا لما رأه من تشتت وأخطاء حزبية وهي التي جعلتني أتوقف مبكرا عن العمل الحزبي في صفوف حزب الدعوة ألآسلامية عام 1984 وكان المرحوم الشيخ محمد مهدي ألآصفي من الذين زاروني وطلبوا مني عدم التوقف ولكنه أخيرا رأى صحة موقفي فتوقف هو في التسعينات , وكذلك طلب مني المرحوم أية الله السيد محمد حسين فضل الله أن لاأتوقف فقلت له : سيدنا أنتم لاتعانون ما أعانيه ؟ ومن يعلم حجة على من لايعلم , لآن السيد فضل الله كان متفرغا لبناء مرجعية دينية ولم يكن مرتبطا في تلك الفترة أرتباطا تنظيميا بالحزب ولكنه يحرص على سلامة خط الحركة ألآسلامية في مسارها العام , فحزب الدعوة ألآسلامية فقد مضمونه الرسالي وأخلاقيته المبدئية بعد أنتخابات عام 1980 وظل تنظيما شكليا لايختلف عن بقية التنظيمات الدنيوية التي تتلاعب بها المصالح والعلاقات الشخصية , وهذا الواقع هو الذي كشفته ممارسات ما بعد 2003 حيث دخل من ينتمي لحزب الدعوة ألآسلامية بهيكله التنظيمي المتداعي الى مجلس الحكم ثحت أملاءات بريمر ممثل ألآحتلال ألآمريكي ثم دخلوا الى حكومات سلطة أحزاب الفشل والفساد وهم بدون مشروع ولا خطة عمل ولذلك فشلوا في المؤتمر الوطني العام الذي عقد عام 2004 حيث ظل الجعفري محتفظا بما حصل عليه في مجلس الحكم وأبعد كل الدعاة ألآخرين عنه ولم يكن معه سوى المضمد عدنان ألآسدي , بينما أدخل عبد العزيز الحكيم معه مناوبين هم كل من همام حمودي وجلال الصغير وباقر صولاغ وعادل عبد المهدي ومحمد تقي المولى حتى صاروا معروفين أعلاميا , ومثلما ظلم الجعفري الدعوة والدعاة في مجلس الحكم كذلك تصرف نوري المالكي وعلي ألآديب في المؤتمر الوطني العام حيث لم يدخلوا معهم أي شخصية دعوتية في المباحثات علما بأني كنت حاضرا في المؤتمر الوطني العام ورأيت كيف تجري المفارقات , بينما كان مسعود البرزاني وجلال الطالباني يخططان لجذب أفراد وشخصيات عشائرية من الجنوب حيث أصر مسعود البرزاني على دخول الشيخ حسين الخزاعي وهو من الديوانية في المجموعة التي بلغت ثمانين شخصا يضاف لهم من كانوا أعضاء في مجلس الحكم , وهكذا تشكلت النواة ألآولى لما سمي لاحقا بأحزاب السلطة عبر محاصصة تركت سلبياتها على الوسط والجنوب بينما نأى ألآكراد بأنفسهم عما يجري في الفرات ألآوسط والجنوب وعملوا على أظهار أقليم كردستان العراق كدولة موازية للدولة ألآتحادية وأدخلوا في الدستور العراقي مصطلح المناطق المتنازع عليها مثلما جعلوا بعض مواد الدستور غامضة وبعضها تعطي لآقليم كردستان عدم التجاوز عليه من خلال أبقائه على ما هو من أيام سنة 1993 وعمل ألآكراد من خلال فريق ذي خبرة ويمتلك علاقات أقليمية فجلال الطالباني كان قد ترجم الكتاب ألآخضر للقذافي الى اللغة الكردية وحصل على خمسة ملايين دولار من القذافي ومسعود البرزاني كان قد أقام علاقات مع صدام حسين وأجهزته ألآمنية والحزبية منذ العام 1996 على أثر خلافاته مع جلال , وجلال أقام علاقات مع ألآيرانيين ومع السوريين وحتى ألآكراد الذين زاروا أسرائيل سابقا مثل الدكتور محمود عثمان لم يتخلوا عنه وأستفادوا من خبرات الضباط السابقين في الجيش العراقي , بينما كانت أحزاب مجلس الحكم ومن ألتحقوا بهم لايملكون عناصر مؤثرة وفاعلة وليس لها تاريخ فقربوا الحواشي وأهتموا بالعلاقات الشخصية النفعية لذلك كان كادرهم ضعيفا لايمتلك وعيا سياسيا ولا ثقافة أجتماعية ولا مؤهلات علمية فكثر في صفوفهم المزورون والسراق والمرتشين فكان الفساد رصيدهم في كل شيئ وهذا هو سبب التراجع والفشل الذي أنتهى بكارثة وفضحية سقوط الموصل بيد الدواعش ثم سقوط الرمادي بيد الدواعش كذلك , وأحزاب السلطة الفاسدة نتيجة ما حصلت عليه من مال حرام وسلطة زمنية متهالكة فأنهم بسبب ذلك حشروا أنفسهم في الحشد الشعبي وسيظلون يمثلون عقبة في طريق ألآصلاحات والتغيير ألآ أن يسحب المواطن ولائه لآنتخابهم ويتخلى عنهم وهذا ألآمر مرهون بأرادة جديدة لازالت تحمل مشروعا تغييريا ولكنه يحتاج الى ألتفاف جماهيري كبير وتأييد مرجعى.

أحدث المقالات

أحدث المقالات