كانت ومازالت الجامعة المستنصرية أحد الصروح العلمية الرصينة في العراق والمنطقة ، ولقد خرجت هذه الجامعة أجيالا من العلماء والمثقفين والأدباء والأطباء والمهندسين الذين خدموا العراق وقدموا كل ما يملكون من علم ومعرفة من أجل بناء العراق في كافة المجالات .
لكن ، ومنذ أربعة أيام وطلبة كلية الهندسة – الجامعة المستنصرية تشهد أعتصاما شاملا لطلبة الكلية وأضرابا عاما عن الدوام وعدم دخول المحاضرات بسبب أجراءات السيد عميد الكلية التي وصفها الطلبة بالتعسفية تجاههم دون أن نلمس أي أستجابة من عمادة الكلية أو رئيس الجامعة أو حتى السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي لتلبية مطالبهم المشروعة والقابلة للتنفيذ .
وتتلخص مطالب الطلبة بفتح الباب الخلفي للكلية الذي أغلقه العميد لأسباب أمنية كما يدعي ، والحقيقة أن الباب الخلفي للكلية الواقع على الشارع الرئيس المؤدي الى الباب المعظم والذي يعتبر المحور الرئيسي لكافة وسائط النقل التي يستقلها الطلبة ، وغلق الباب الخلفي سيزيد من معاناة أبنائنا الطلبة في الوقت المحدد لبدء الدوام الرسمي .
كما أقدم السيد عميد الكلية الى ألغاء حفل تخرج الطلبة الذي ينتظره كل طالب وطالبة وهو بمثابة وقفة وداع لسنوات الدراسة الأربع والتي ستبقى صورتها مرسومة في أذهان الطلبة لسنوات عديدة بعد تخرجهم ، وهي فرحة بأنجاز الطلبة وهم يكملون متطلبات دراستهم على أكمل وجه .
كما قامت عمادة الكلية بمنع الهواتف التي تحوي على كاميرات ، أضافة الى غلق باب الكلية من الساعة التاسعة صباحا وحتى الثانية عشر ظهرا ومنع الطلبة الخروج من الكلية ، أضافة الى غلق الكافتيريا الوحيدة التي يتناول الطلبة طعامهم فيها ، وبدوري أسأل الأستاذ عميد الكلية ، ماذا كان رد فعلكم تجاه هذه القرارات لو تم تطبيقها عليكم عندما كنتم طالبا على مقاعد الدراسة ؟
صحيح أننا لم نكن في حينها نتجرأ على التفوه بكلمة واحدة على قرار تتخذه عمادة الكلية ، أما في ظل الديمقراطية التي يعيشها العراق اليوم ، وحرية التعبير والتظاهر السلمي والأعتصام الذي كفله الدستور لجميع المواطنين ، يحتم على رئاسة الجامعة وعمادة الكلية الأستماع الى مطالب الطلبة وتنفيذها لأنهم طلبة جامعيين لا طلبة ثانوية ، وأنهم جيل المهندسين الذين سيقع على عاتقهم أعادة بناء العراق بعد ما خربه الأرهاب ، وأن كل دقيقة تضيع من الطلبة دون دراسة ستؤثر بلا شك في مستواهم العلمي والدراسي وقابلياتهم الأبداعية .
نشدد على معالي الأستاذ وزير التعليم العالي والبحث العلمي التدخل سريعا لأنهاء الأعتصام وتنفيذ طلبات الطلبة المشروعة وعودتهم سريعا الى مقاعد الدراسة فضياع ساعة درس ضياع لفرصة من تقدم العراق العظيم.