23 ديسمبر، 2024 2:58 ص

أغيثوا النازحين بدون وساطة السراق والمفسدين..

أغيثوا النازحين بدون وساطة السراق والمفسدين..

مرّت اكثر من سنة والعوائل العراقية المشرّدة والمطرّدة والمهجّرة لازالت تعيش أقسى الحالات ظروف وتداعيات التهجير (القسري و الاضطراري) من جوع وعوز وفقر وحرمان وفقدان الراحة والامان. مئات الآلاف من النساء والشيوخ والعجائز والاطفال أحرقَتهم حرارة الصيف وجلدهم برد الشتاء وصقيعه الآن، مئات الآلاف من العوائل، المساكين لايملكون ما يحتمون به من البرد والعواصف سوى خيمة من قماش. كل هذا عاشوه ولازالوا يعيشونه بسبب ازمات الدمار والخراب والدموية التي اشعلها (مختار العصر) وترشّحت عن حكمه.

بينما الرؤساء والزعماء السياسيون والبرلمانيون والمسؤولين العراقيين وذوو السلطة والنفوذ والشخصيّات والعمائم والرموز الاجتماعية والدينية يعيشون في قصورهم قمّة الترف ويتنعّمون بالدفء والفراش الوفير وييتلذّذون أطيب الموائد مع اطفالهم وعوائلهم وحواشيهم، ومامن ضمير ولاواعز ولا قيمة او دافع اخلاقي او ديني او وطني او انساني لدى هؤلاء يحرّكهم ويدفعهم للتفكير بتلك العوائل المهجّرة المنكوبة.

لأيامٍ معدودات أُثيرت ضجّة اعلامية سمعنا خلالها ان الحكومة قد خصّصت اموال لأنقاذ المهجّرين وستوفّر لهم (كرفانات) مع توفير ولو الحد الأدنى من العيش الكريم لهم، لكنهم (كما ضهر لاحقا) ان هؤلاء المسؤولين قد لعبوا على مشاعر الناس وعلى مشاعر ومصيبة العوائل المهجّرة وأستغلّوهم وأستغلّوا مصيبتهم من اجل السرقة، سرقة الاموال التي المفروض انها مخصّصة لأنقاذ هذه العوائل. فظهروا وكانوا بذلك في قمّة (الانحطاط والانتهازية).

في هذا الاسبوع، نظم محتجون من أتباع وانصار المرجع الديني العراقي السيد الصرخي الحسني في العاصمة بغداد وعدد من المحافظات، بعد صلاة الجمعة 9/ 1/ 2015م، وقفات احتجاجية طالبوا فيها الحكومة بضرورة إغاثة النازحين في جمعة أطلقوا عليها “جمعة أغيثوا النازحين بدون وساطة السراق والمفسدين”. وأنطلقت عشرات الوقفات الاحتجاجية من كافة مساجد ومكاتب السيّد الصرخي الحسني في العراق، معلنين عن تضامنهم مع النازحين في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها. ورفع المحتجون خلالها عددا من الشعارات ورددوا هتافات تحمّل القادة والساسة المفسدين مسؤولية معاناة النازحين، وطالبوا بإغاثتهم بعيدا عن الميول الطائفية، ودَعَوا للوقف معهم وإغاثتهم بدون وساطة السراق المفسدين. واستنكروا بشدة تنامي ظاهرة إنتهاك حقوق الانسان في العراق وإنشغال القادة والساسة بصراعاتهم وسرقة أموال الشعب وتركه يرزح تحت وطأة الظروف المأساوية الصعبة.