تستضيف القنوات الفضائية منذ فترات ليست بالقصيرة نوابا ومسؤولين عن محافظة الانبار لايجيدون للأسف الشديد التعبير عن مواقفهم أزاء محنة محافظتهم او التحديات التي تواجهها ، ولا يكون بمقدورهم ايصال افكارهم بوضوح الى الجمهور الذي ينتظر منهم اجابات شافية عن الكثير مما يعانيه سكان محافظتهم او محنة اهلها، ويظهرون وهم ( يعتعتون) ان صح التعبير وكأن لابداية لكلامهم او معرفة بطبيعة السؤال المطروح عليهم، ولا رابط بين كلامهم، ولو ارسلوا مواطنين عاديين بدلاء عنهم لاوصلوا صوتهم بطريقة اكثر وضوحا واكثر قدرة على ان يفهمها الاخرون!!
واحد من الامثلة على هؤلاء ما ظهر على في نشرة الساعة العاشرة مساء في قناة الشرقية ليلة الخميس الرابع من ايار 2017 ، يوم ظهر احد نواب الانبار، لانريد ان نذكر اسمه في مقابلة لنصف ساعة دون ان يستطيع ان يؤلف (جملة مفيدة) امام مذيعي الشرقية الذين راحوا يسخرون من اجوبته ، ومن الطريقة التي راح فيها هذا النائب يلف ويدور ويذهب بعيدا عن اجابات غير مترابطة ولا مفهومة وبقي المذيع يهز برأسه ويستغرب ان يكون نائب من الانبار على هذه الدرجة من السذاجة في طرح اجاباته ، وانتهت المقابلة معه لنصف ساعة دون ان يفهم المشاهد كلمة واحدة!!
وقبله اخرون ظهر بعضهم على انهم ( مشايخ ) او وزراء في قنوات اخرى، وللحقيقة فإن (المشايخ) كانت اجوبتهم ( ارحم) من النائب أو الوزير ، لكن بعض تلك الاجابات كانت لاتدرك حقيقة معاناة اهل الانبار، ويظهر التناقض بينهم وكان كل شيخ او مسؤول هو في واد، وهذه طامة كبرى لاينبغي ان تتكرر في قادم الايام وان يظهر من يستطيع ان يتحدث بلغة مفهومة لا ان ( يعتعت) في الكلام ويذهب يمينا وشمالا وشرقا وغربا دون ان يحصل المشاهد على جملة مفيدة او يروي عطش اهل الانبار المكلومين بمحنتهم القاسية ، او لايكلف نفسه ويظهر وبالتالي (يصخم) سمعة اهل الانبار بالرغم من انهم كانوا اعلاما في الفصاحة والكلام المفهوم، واذا بهم قد انحدروا الى مرحلة ( الرعاع ) في مواجهة جمهور ذكي وساسة من كل الاطراف يتربصون بهم الدوائر للايقاع بهم وتسفيه طروحاتهم غير المترابطة والتي لايجمع بينها جامع!!
حمى الله اهل الانبار الكرام..وعليهم ان يبلغوا هؤلاء المتسلطين على رقابهم انهم لن يقبلوا بظهورهم مرة اخرى في الاعلام، واذا كان المسؤول غير قادر على الاجابات الشافية التي ترضي جمهوره ومشاهديه فعليه ان يبقى جالسا مع ( إمرأته) وعياله في بيته، افضل من ان يظهر بتلك الطريقة، ويسيء الى سمعة اهل الانبار وهم اهل نخوة وشهامة ولباقة وكرامة وضيافة واصالة ومنطق وحجة..وليتصدر المشهد من يكون قادرا على الدفاع عن محنتهم، لا ان ( يصخم ) وجوههم امام الملا بهذه الطريقة الساذجة المثيرة للسخرية..وقد قيل في الامثال: شر البلية مايضحك!!..!!