18 نوفمبر، 2024 3:43 ص
Search
Close this search box.

أغتيال السلطة الرابعة

أغتيال السلطة الرابعة

يبدو أن كل ما نكتبه ، لا يلقَ أي صدى في محاربة الفشل – سمة الحكومة البارزة ، ليس له أي دور في تقويم الأعوجاج ،ليس له أي تأثير على سير عمل الحكومة  المتخبّطة بينالتخلف والأخفاق، وعندما رأيناها  وهي  تسير بنا برعونة هوجاء نحو هاوية محققة ، نزفت أقلامنا نقدا مُرّا ، وصدحت حناجرنا لتملأ الدنيا إحتجاجا في مظاهرات عارمة أعطتها الحكومة أذن من طين وأذن من عجين ، وهي تحاصر تلك المظاهرات وتضيق عليها الخناق ، وتُسَخر كل الأجهزة الأمنية التي فشلت في توطيد الامن ، لكنها نجحت في قمع المظاهرات  ، مغتصبةً مِنّا حق التظاهر الذي طالما تبجحت به على أنه حق مكفول .
السلطة الرابعة ،سلطة فاعلة ، مرهوبة الجانب ، وذات شأن كبير في صياغة القرارات المصيرية  في العالم الحُر كونها الممثل الشرعي للرأي العام ، وهي كالسيف المسلط على رقبة كل فاسد ومسيء وفاشل ، تُحصي أنفاس السياسيين ، وتحاسبهم على كل كبيرة وصغيرة ، وقد تطيح بأرفع المناصب وتزلزل الأرض تحت أقدام أكبر رأس في السلطة بسبب زلّة ما ، بمجرد نقدٍ يظهرُ في سطرٍعابرٍ  في (مانشيت) صحفي ، هو بمثابة ضوء أحمر لذلك المسؤول ، وعادة ما يحترم ذلك المسؤول نفسه كما يحترم الرأي الأخر ، فيتنحى عن منصبه بهدوء مع الاعتذار وتحمّل كافة التبعات رغم اللعنات  التي تلاحقه ، وحتى لو كان بريئا ، فكرامته ستحتم عليه الاستقالة فضلا عن الاستمرار في الحياة السياسية بأسم ملطّخ ، ولكن عندما تلاحق مسؤولنا فضائح مدوّية (بجلاجل) بالدليل الدامغ والوثيقة وهم كثر ، بل هنالك من يستغل أعلى سلطة لأبقائهم ، فضائح يصل ضجيجها الى المريخ ، وتزكم انوف الأموات ، لا يحرّك مسؤولنا ساكنا وكأنّ شيئا لم يحدث ، ويبقى جاثما على صدورنا بعناد ، كالضرس المتسوس في الفك ، لا يفيد في ضرس الطعام ، انما مصدر للآلام فقط ،  أو ربما يكشر عن أنيابه ، فينسى آداب الدبلوماسية والبروتوكالات ، ليظهر الهمجية  والشعور بالنقص الكامنان عميقا في نفسه ، والأناء ينضح بما فيه !.
هكذا وقفنا مكتوفي الأيدي مذهولين ومحتارين ونحن نُجرَدُ من اسلحة السلام التي ربما الوحيدة التي نجيدها ، الأقلام ، مما نواجهه من قلة حياء وتجاهل وعنجهية واستصغار للسلطة الرابعة التي اعتقدنا – مع العراق الجديد – انها ستكون فاعلة وستُحدث فرقا ، وقد كان اعتقادنا ساذجا ، فحتى المرجعية بكل خطوطها الحمراء ، والتي تدعي حكومتنا الوصل بها ، قد رمت بكل انتقاداتها عرض الحائط ، بل أتخذت وضعية الهجوم عليها ، كوننا إزاء حكومة لا تستحي ، وإن كُنتَ لا تستحي ، فأفعل ما شئت .

أحدث المقالات