لقد كان الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته , ذلك الشيخ الجليل الذي كان بحق وبلا منازع شيخ وعميد المنبر الحسيني الطاهر الخالي من الشوائب ومن كل أشكال الخزعبلات والنفاق والدجل والتقية , ذلك الشيخ الورع الذي لطالما كان يؤكد ويحذر وينبه في جميع لقاءاته بأن الإمام الحسين مدرسة , وقضيته العادلة رسالة إنسانية وخلق وأدب وقيم ومبادئ , وكان رحمه الله على طول الخط يسمي الأشياء بمسمياته ولا يخاف في الحق لومة لائم , عندما يخاطب بعض المغالين والهمج والرعاع وينعتهم بالنعاج , ويصف البعض الآخر منهم .. من أولئك الذين تاجروا ويتاجرون بمصيبة وبدم سيد الشهداء بأنهم يريدون أن يحولوا قضية الإمام إلى مسخرة ومهزلة بين الأمم .
فماذا كان سيقول اليوم لو مد الله بعمره ليرى العجب العجاب من الدجل والنفاق والكذب والتزوير والتلفيق والتدليس , ويرى أنهار وشلالات الدماء التي تجري , والأرواح التي تزهق , والجرائم التي ترتكب باسم الدفاع عن المذهب !, وما وصل إليه حال العراقيين من حملات تهجير قسري طائفي لمناطق بعينها , أجبروا على ترك مناطقهم وديارهم وترك أملاكهم وممتلكاتهم بدون وجه حق .. إلا أن يرضوا ويقبلوا ويخنعوا للمشروع الإيراني التفريسي , ولتتم مساومتهم فيما بعد ويخيروا بين العودة إلى مناطقهم وديارهم مقابل دفع الجزية واعتناق المذهب الفارسي والتشيع الصفوي المقيت , كما كانو يفعلون كلٌ من عباس الصفوي وإسماعيل الصفوي سابقاً يالشعوب الإيرانية المسلمة الموحدة , وها هو على ما يبدو حفيدهم الجديد أو قائد حملة التفريس ( هادي العامري ) , يقود هذه الحملة الصفوية المقيتة بحجة الحرب على الإرهاب الداعشي ؟, ليمارس عمليات الترغيب والترهيب لنشر التشيع الصفوي الجديد في مناطق ومحافظات بعينها محادية ومجاورة للحدود العراقية الإيرانية .
نقول لهادي العامري ومن لف لفه .. إذا كان رب العزة سبحانه وتعالى يخاطب الأنبياء والرسل ويقول لهم , ( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (256) . البقرة
فما دهاكم يا خلق وعباد الله .. إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر .. !؟؟, مالكم تبتزون وتجبرون الناس وتساومونهم بأرواحهم وممتلكاتهم وأعراضهم وأطفالهم على ترك معتقداتهم ومذاهبهم وما تربوا عليه منذ أن فتحوا أعينهم على هذه الدنيا , كلٌ حسب طبيعة بيئته التي نشأ وترعرع فيها , وكما يقول المثل القديم … الناس يولدون على دين آبائهم , بما فيهم من كان يعبد الأصنام عبر التاريخ البشري وحتى يومنا هذا .
لقد هالنا ما سمعنا وما قرأنا عنه بأن هذا الدعي أبن الدعي هادي العامري .. يبلغ المدعو أو ما يسمى برئيس البرلمان العراقي ” سليم الجبوري ” مخاطباً إياه بهذا الأسلوب وبهذه الصلافة : ( إنسوا أن محافظة ديالى سنية ) !؟.
وتفيد آخر الأخبار من هذه المناطق المنكوبة بأن مليشيا بدر تفرض شروطا تعجيزية لعودة النازحين الســـنة الى مناطقهم الاصلية , كدفع الجزية والتوبة واعتناق المذهب الجعفري !؟؟؟.
فشل اجتماع عقده رئيس مجلس النواب سليم الجبوري مع زعيم منظمة (بدر) هادي العامري في ايجاد حلول لازمة النازحين السـنة في محافظة ديال بسبب وضع شروط شيعية وصفت بانها تعجيزية تمنع عودتهم الى مناطقهم وبيوتهم تتضمن دفع (الجزية) أو (اعلان التوبة) واعتناق المذهب الجعفري (( الاثني عشري )).
وقالت مصادر نيابية مطلعة تابعت الاجتماع الذي حضره عن الجانب الشيعي اضافة الى العامري كل من النائبين قاسم الاعرجي ومنى العميري القياديين في (بدر) ان الجبوري ناشد زعيم المنظمة التي باتت تسيطر على محافظة ديالى تخفيف الشروط الشيعية على النازحين السنة للعودة الى مناطقهم، لما تتركه هذه الشروط من آثار خطيرة على الحياة اليومية والاجتماعية لسكان المحافظة وتمزيق ما أسماه بـ(اللحمة الوطنية) فيها، غير ان العامري تذرع بانه ليس صاحب القرار بهذا الشأن وقال ان مجلس المحافظة هو المسؤول عن ذلك.
واوضحت تلك المصادر ان العامري ابلغ الجبوري صراحة بان مجلس محافظة ديالى هو الجهة الوحيدة التي تتخذ الاجراءات التي تراها مناسبة بشأن عودة النازحين السنة، مشيرا الى ان الاجهزة الامنية في المحافظة لديها قيود جنائية وقضايا ارهابية على اغلب النازحين، وقال بلهجة تجمع بين الجدية والتهكم (انسوا ان محافظة ديالى سنية) في اشارة الى ان السنة العرب يشكلون اكثر من ثمانين بالمئة من سكان المحافظة البالغ عددهم وفق الاحصاء السكاني الاخير في عام 1997 بحدود مليون واربعمائة وخمسين الف نسمة .
وتجاهل البيان الذي اصدره الجبوري عن الاجتماع قضية النازحين واكتفى بالقول ان الجانبين اتفقا على صياغة رؤية مشتركة لحسم المشاكل التي تعاني منها ديالى دون الخوض في التفاصيل .
يذكر ان القيادي في مليشيا (بدر) مثنى التميمي يتولى حاليا منصبي محافظ ديالى ورئيس مجلس المحافظة في سابقة تخالف قانون ادارة المحافظات.
وقال نازحون من السعدية وجلولاء والمقدادية يقيمون مؤقتا في بلدات تابعة لمحافظة السليمانية انهم تلقوا تبليغات (شفوية) من رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة ديالى الملا صادق الحسيني نقلها اليهم موظفو اللجنة تتضمن شروطا قاسية لضمان عودتهم الى مناطقهم وبيوتهم ابرزها دفع الجزية أو اعلان التوبة واعتناق المذهب الشيعي رسميا وتسجيل ذلك في المحاكم والدوائر الحكومية .
واشاروا الى ان شرط (الجزية) ينص على التنازل عن بيوت او عقارات او اراض زراعية او بساتين وفق ما تقرره اللجنة الامنية .
واستنادا الى المعلومات الميدانية في محافظة ديالى فان الاحصاءات الرسمية تشير الى عودة 30 عائلة نازحة الى ناحية جلولاء اغلبهم من التركمان والاكراد في حين ان عدد النازحين المسجلين لدى وزارة الهجرة والمهجرين في الناحية وحدها يبلغ 3600 عائلة.