23 نوفمبر، 2024 12:37 ص
Search
Close this search box.

أعيدوا حساباتكم

-1-
من أشد السنوات وطأةً على العراقيين ، السنوات الثمان التي سيطرت فيها الحكومة السابقة على مقاليد الأمور (2006-2014) في العراق.

وطفت على السطح مظاهر رهيبة كان الاستحواذ الكامل على السلطة أبرز ملاحمها ، وارتفعت مناسيب الفساد المالي والاداري – لتشكّل مع استفحال الارهاب وجرائم التكفيريين المرعبة ، والتي انتهت بتدنيس (داعش) لثلث التراب العراقي الطاهر وأوقعت من الفظائع في الارواح والمقدّسات والممتلكات ما جعل الوطن والمواطنين أمام أعظم التحديات الخطيرة – انعطافة خطيرة كبرى في تاريخ العراق لم يشهدها من قبل على الاطلاق .

وكل ذلك لم يوقف السعي الحثيث لنيل الولاية الثالثة ، والتي لم تكن تعني الاّ الدمار الكامل لما تَبَّقى للعراق المنكوب بِمَنْ لا يُحسن الاّ فنّ الفشل …

والويل ثم الويل لمن يُعلن معارضته للولاية الثالثة ، ولقد آثر معظم السياسيين المحترفين الوقوف على التل بانتظار ما ستسفر عنه نتائج ذلك المسعى المحموم …

-2-

رُتبت الأمور بدّقة …

وَوُزِعت الأراضي والأموال …

وتَمَّ استنفار أجهزة الدولة باتجاه الانحياز للولاية الثالثة …

واستُغِلت المواقع والمناصب الرسمية أبشع استغلال للوصول الى تلك

الغاية …

وكانت السيارات الحكومية تباشر مهماتها الموَكلة اليها عَلَناً ودون حياء..!!

هذا فضلاً عن المال العام الذي أُنْفِقَ بسخاء وكأنه مال شخصي موروث…!!

-3-

وفي ظلّ تلك الأجواء ، علا صوت المرجعية الدينية الرشيدة متمثلةً بسماحة السيد السيستاني –دام ظله- ، ليضع النقاط على الحروف ، حتى انه – دام ظله – طالب برئيس (جديد) لمجلس الوزراء ، الأمر الذي لا يقبل جدلاً أو تأويلاً .

وبناءً على هذا الموقف السديد حُسم امر التغيير،

ووقى الله العراق شر الولاية الثالثة .

-4-

وقد استقبل سماحتُه رئيس مجلس الوزراء الجديد الدكتور حيدر العبادي، في اشارة واضحة منه تَظهر دعمه واسناده …

-5-

والسؤال الآن :

هل فكّر الذين يُطالبون بابتعاد ” المرجعية ” عن التدخل في الشؤون السياسية بتغيير مواقفهم ؟

أم أنهم ما زالوا على مواقفهم السابقة ؟!!

انهم لم يستطيعوا ازاحة الكابوس ، ولم تتِم الإزاحة الاّ بتدخل مباشر من المرجعية العليا .

انّ عليهم ان يدركوا أنَّ أهمّ ما تعنى به المرجعية الدينية العليا هو الحفاظ على مصالح البلاد والعباد ، فالمرجعية هي الحصن الواقي للأمة مما يتهددها من أخطار وأزمات .

ورحم الله السيد جعفر الحلي الذي خاطب المرجع الأعلى في عصره بالقول :

يا حاكماً لم يخف عزلاً لمنصبه

لكنْ متى شاء فالحكّامُ تنعزلُ

مُرْ وأنْه واحكم فأنت اليوم مُمْتَثَلٌ

والأمر أمرُك لا ما قالتِ الدُولُ

-5-

وانّ فتوى المرجعية (بالجهاد الكفائي) هي الأخرى نقطة مضيئة في سجل المواقف الرائدة التي اتخذتها المرجعية لصيانة البلاد، ودحر الاعداء الأوغاد .

-6-

وهكذا تتواصل حلقات الاشراق في مسار المرجعية الدينية العليا ، ابتداءً بقيادتها الأمة في ثورة العشرين، وانتهاءً بمواقفها الرصينة الراهنة .

ومن هنا :

كان المساس بها خطاً أحمر لا يعبّر الاّ عن جهل أو حقد

*[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات